روسيا وأوكرانياالتقاريرتقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

أميركا تخسر زعامتها في الطاقة النووية لصالح روسيا

واشنطن تركز حاليًا على تطوير الطاقة المتجددة

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • أميركا تفتقر إلى إطار تنظيمي مرن في الطاقة النووية
  • واشنطن خفضت الاستثمارات في الطاقة النووية
  • روسيا تسيطر على 40% من سوق اليورانيوم المخصب وتزوّد أميركا بـ20% من احتياجات مفاعلاتها
  • استمرار إهمال أميركا للطاقة النووية يضطرها إلى استيراد التقنيات من الصين مستقبلًا
  • دول أوروبا الشرقية تفضّل التقنيات النووية الأميركية عن الروسية

يرى محللون أن الولايات المتحدة تخلّت عن ريادتها في الطاقة النووية لصالح موسكو، إذ ظهر ذلك واضحًا عقب اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، وضعف الدول الغربية في التصرف حيال هذا العدوان، بسبب شحّ مصادر الطاقة من نفط وغاز في أوروبا، وانخفاض توليد الكهرباء من مصادر متنوعة في أميركا.

وجهة النظر السابقة، عبّر عنها الكاتبان: تيد نورهاوس، وفاليري شين؛ في مقال رأي، نشرته صحيفة "ذا هيل"، الأميركية.

ويرى الكاتبان أن غزو روسيا لأوكرانيا، ويد الغرب المغلولة عن التصرف بطريقة تمنع موسكو من مواصلة هذا العدوان، رغم العقوبات الاقتصادية الكبيرة، كانت كاشفة لهشاشة أمن الطاقة في أوروبا، خاصة في ألمانيا -أكبر اقتصاد في القارة- وأيضًا لمدى إهمال أميركا الطاقة النووية، ما ترك الساحة فارغة لزعامة موسكو.

الطاقة المتجددة في أميركا

كشفت الحرب عن إهمال أميركا الطويل لقطاع الطاقة النووية، إذ ساعدت الاستثمارات الضخمة التي ضخّتها الولايات المتحدة في مجال الطاقة المتجددة، مثل الشمس والرياح -إضافة إلى تقنيات الغاز الطبيعي في العقود الأخيرة- في تأمين جزء كبير من الاحتياجات المحلية، وفق مقال صحيفة "ذا هيل".

كما أسهمت تلك الاستثمارات في تعزيز قدرة أميركا على حظر واردات النفط والغاز الروسية، عقب غزو موسكو لكييف بأيام، ودون تأثير سلبي كبير في السوق الداخلية.

غير أن الحرب بيّنت -أيضًا- أن روسيا ومعها الصين استطاعتا سحب البساط من تحت أقدام أميركا في القطاع النووي، بسبب فشل واشنطن في الاستثمار في البنية التحتية، والإطار التنظيمي المتيبس، وتحديات بناء المفاعلات الجديدة، وهو ما زاد من الأعباء التنظيمية والتكلفة التشغيلية.

وكانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية قد أشارت، الشهر الماضي، إلى أن توليد الكهرباء من الطاقة النووية قد تراجع 1.5% على أساس سنوي، ليصل إلى 778 مليون ميغاواط/ساعة، وأن نسبة الطاقة النووية في توليد الكهرباء العام الماضي مماثلة للمتوسط خلال العقد السابق عند 19%.

سلسلة توريد اليورانيوم

تعاني أميركا -حاليًا- من تضاؤل سلاسل التوريد المحلية لليورانيوم والوقود النووي، وفق كاتبَي المقال في صحيفة "ذا هيل".

وفي المقابل، تزوّد موسكو المفاعلات النووية الأميركية بنحو 20% من احتياجاتها من اليورانيوم عالي التخصيب، كما تُعدّ شركة "تينكس" الروسية المصدر التجاري الوحيد في العالم لليورانيوم منخفض التخصيب، عالي المعايير (إتش إيه إل إي يو)، وهو الذي يحتاجه الجيل الجديد من المفاعلات النووية في واشنطن.

وتنتج روسيا حاليًا 40% من اليورانيوم المخصب عالميًا، اللازم للصناعات السلمية النووية، ومنها الطاقة النووية، كما تدير مركز اختبار المواد النووية الوحيد على مستوى تجاري في العالم.

وقال الكاتبان، إن نظرة أميركا القاصرة في القطاع النووي أضعف قوة وتأثير واشنطن في مجال صادرات التقنيات النووية، لتحتلّ روسيا المرتبة الأولى، لأنها تقدّم منتجًا متكاملًا، بدءًا بالتقنيات، ومرورًا بالتمويل، ووصولًا إلى الوقود النووي ومعالجة النفايات النووية للبلدان التي ترغب في طاقة نظيفة، وموثوقة، تحوطًا ضد مشكلات استيراد الوقود الأحفوري، وعدم استقرار الطاقة المتجددة.

تفضيل أميركا

الطاقة النووية
محطة طاقة نووية في روسيا - الصورة من موقع "تك غينز.كوم"

تفضّل كثير من الدول الديمقراطية من حلفاء أميركا في أنحاء العالم أن تعتمد على تقنيات الطاقة النووية المُنتَجة في الولايات المتحدة، وتجنُّب تلك الواردة من روسيا، وفق مقال "ذا هيل".

وقال كاتبا المقال، تيد نورهاوس، وفاليري شين، إن أميركا، رغم الإهمال الطويل للقطاع النووي، تظل تمتلك أفضل مهندسي الطاقة النووية في العالم، إذ لديهم قدرات هائلة على ابتكار تقنيات عالية الجودة، وخلق نماذج مشروعات قادرة على الإنتاج وتلبية الطلب العالمي على طاقة نظيفة وموثوقة، دون الحاجة لكل من روسيا والصين.

وعلى سبيل المثال، سعت دول أوروبا الشرقية إلى الاعتماد طوال الوقت على استيراد التقنيات النووية من الولايات المتحدة، رغم معارضة زميلتيها في الاتحاد: ألمانيا، وبلجيكا، لأنها كانت صاحبة رؤية بعيدة المدى، إذ حذّرت القارّة من أن مخاطر اللجوء إلى واردات الطاقة من روسيا تفوق بمراحل مخاوف الدول من الطاقة النووية.

وقال الكاتبان: "لقد أثبتت حرب روسيا على أوكرانيا صحة نبوءة دول أوروبا الشرقية".

يُذكر أنه لدى ألمانيا خطة للتخلص من الطاقة النووية، ويخرج آخر مفاعلاتها النووية من الخدمة هذا العام.

التقنيات الصينية

يتنبأ الكاتبان في صحيفة "ذا هيل" أنه في ضوء ما سبق من غزو روسي لأوكرانيا والعداء الغربي مع الأولى، والضعف الأميركي في قطاع الطاقة النووية، فلن يكون هناك بدائل للولايات المتحدة مستقبلًا، سوى الاعتماد على التقنيات الصينية.

إلّا أن خطر الاعتماد على الصين لا يقلّ عن إهمال الطاقة النووية، وسيطرة روسيا على سوق الطاقة النووية، فبكين تهدد واشنطن اقتصاديا وأمنيا، كونها المنافس الأشرس لأميركا حاليًا.

لذلك يتطلب استعادة أميركا لقوّتها وزعامتها في سوق الطاقة النووية، أن تبدأ عاجلًا اتخاذ خطوات، خاصة أن هناك دعمًا من الحزبين الرئيسين، الديمقراطي الحاكم، والمعارض الجمهوري، لهذا النوع من الطاقة.

وتتنوع تلك الإجراءات ما بين البنية التشريعية المحفزة، وخفض الوقت الذي يُمنح فيه رخص المفاعلات الجديدة، والاتجاه إلى المفاعلات النووية الصغيرة، التي ثبتَ أمانها وفعاليتها، إضافة إلى ضخّ استثمارات مناسبة، وفق الكاتبين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق