تقارير النفطالتقاريرسلايدر الرئيسيةنفط

أميركا تسحب من احتياطي النفط الإستراتيجي لأسباب سياسية (تقرير)

مصدران يؤكدان عدم استشارة واشنطن لوكالة الطاقة الدولية في قرار مارس

حياة حسين

أطلقت أميركا كميات من احتياطي النفط الإستراتيجي في مارس/آذار الماضي، دون تنسيق مع وكالة الطاقة الدولية، ما يثير شكوكًا حول استخدام الرئيس جو بايدن للوكالة في اللعبة السياسية، وفق مصادر لوكالة رويترز، اليوم الإثنين.

وشهدت أسعار النفط ارتفاعات كبيرة منذ غزو روسيا لأوكرانيا، وحققت أسعار الوقود في الولايات المتحدة زيادات قياسية، خاصة عقب قرار حظر واردات النفط والغاز الروسية.

ورغم أن الرئيس بايدن قد وعد في حملته الانتخابية، العام قبل الماضي، بالتخلص من الوقود الأحفوري، وتعزيز صناعة الطاقة المتجددة، تجنبًا لمزيد من تدهور تغير المناخ، فإن إعلانه الأحادي الإفراج عن 180 مليون برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي، دفع الحزب الجمهوري إلى اتّهام الرئيس الديمقراطي بأنها خطوة سياسية تستهدف تشجيع الإنتاج المحلي للوقود الأحفوري.

مخاطر العلاقة

كشف مصدران لوكالة رويترز، قريبان من مسألة إفراج أميركا عن جزء من الاحتياطي الإستراتيجي للنفط في مارس/آذار الماضي، أن تلك العملية نُفِّذت دون استشارة وكالة الطاقة الدولية.

إدارة بايدن
الرئيس الأميركي جو بايدن - أرشيفية

واتخذت واشنطن خطوة أحادية بسحب جزء من الاحتياطي الإستراتيجي للنفط، ما قد يخلق مخاطر إضعاف علاقة أميركا بوكالة الطاقة الدولية، وهي المراقب العالمي الأكبر، والمنسق لعمليات السحب من مخزونات طوارئ الدول.

وتأسست وكالة الطاقة الدولية -ومقرّها العاصمة الفرنسية باريس- عقب صدمة أسعار النفط بعد حرب 1973، بهدف ضمان إمدادات الطاقة بعد الأزمات مثل الحروب والكوارث الطبيعية.

لذلك فإن أعضاء وكالة الطاقة الدولية باتوا قلقين من احتمال استخدام الرئيس جو بايدن احتياطي النفط الإستراتيجي لأميركا، لتخفيف حدّة الأسعار في السوق المحلية بدوافع سياسية، وليس حماية للمستهلكين المتضررين في أنحاء العالم، وفق أحد المصدرين، والذي اشترط عدم الإفصاح عن هويته، لوكالة رويترز.

وأضاف مصدر دبلوماسي قريب الصلة بالمسألة أن "الوكالة تحرّجت من إعلان أميركا الأحادي في البداية".

الإعلان الأول

أعلنت الولايات المتحدة، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، سحب أول كمية من الاحتياطي الإستراتيجي، بعد فشل محاولات إقناع دول أوبك+ في التخلي عن سياسة تقييد الإنتاج.

وتسبّب ارتفاع الطلب العالمي على النفط ومصادر الطاقة عامة، منذ بداية العام الماضي -تزامنًا مع التعافي من وباء كورونا- في زيادة الأسعار، وساء الوضع بعد غزو روسيا لأوكرانيا.

وقال مصدر من دولة عضو في وكالة الطاقة الدولية: "إن مسألة السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي يجب أن تحدث بالتعاون مع الوكالة.. واشنطن نسّقت مع الوكالة، وأعلنت ذلك من خلال وزارة الطاقة لديها، لكن الخطوة اتُّخِذت دون الرجوع للوكالة".

وأعلنت الولايات المتحدة، في 31 مارس/آذار، سحب 180 مليون برميل من الاحتياطي الإستراتيجي للنفط، بما يعادل مليون برميل يوميًا لمدة 6 أشهر، لخفض الأسعار العالمية.

قرار مفاجئ

قالت مصادر لوكالة رويترز، إن إعلان أميركا عن السحب من الاحتياطي الإستراتيجي، نهاية مارس/آذار، لم يحدث بالتنسيق مع وكالة الطاقة الدولية، وكان مفاجئًا من ناحيتي التوقيت، والكمية، التي تزيد بمقدار 3 أضعاف السابقة.

وكالة الطاقة الدوليةوأضافت المصادر أن إعلان واشنطن جاء قبل يوم من اجتماع مرتقب لأعضاء الوكالة، لتنسيق عمليات السحب من الاحتياطي الإستراتيجي، والذي كان مقررًا أن ترأسه وزيرة الطاقة الأميركية، جنيفير غرانهولم.

وبعد عدّة مجهودات دبلوماسية، حصلت وكالة الطاقة على تعهدات من دول ليست عضوًا بها، لإطلاق 60 مليون برميل.

وأقرّت وكالة الطاقة الدولية، في أبريل/نيسان، إصدارًا جديدًا للنفط من احتياطي الطوارئ بنحو 120 مليون برميل، وهو الأكبر في تاريخها، بمحاولة لتعزيز الإمدادات.

وكان من المقرر أن تسهم الولايات المتحدة بنحو 60 مليون برميل، بجزء من السحب الأكبر من الاحتياطي الإستراتيجي للنفط، المعلن في 31 مارس/آذار الماضي.

جاء الاتفاق بالإجماع بين الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية، 1 أبريل/نيسان.

وعلى مدار 6 أشهر، بدءًا بأبريل/نيسان الماضي، من المقرر ضخّ 240 مليون برميل من احتياطيات النفط الطارئة، في السوق العالمية، أي ما يعادل أكثر من مليون برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق