التقاريرتقارير الطاقة النوويةتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة نوويةكهرباء

الطاقة النووية.. كلمة السر في تحقيق استقرار أفريقيا (تقرير)

أحمد بدر

تحمل الطاقة النووية إمكانات قوية، يمكن استغلالها للتخفيف من فقر الطاقة في أفريقيا، خاصة مع كونها وقودًا كثيفًا، قادرًا على توليد حمولة ضخمة ومستقرة.

وبالإضافة إلى كون الطاقة النووية خالية من الكربون وغير مكلفة نسبيًا لتشغيلها، يمكن أيضًا استخدامها لتحلية المياه وتوليد البخار، وفي الوقت نفسه تعالج أوجه القصور في المياه النظيفة في القارّة، وفق ما نشر موقع "إنرجي كابيتال باور" المتخصص في شؤون الطاقة.

وتتولى جنوب أفريقيا، حتى الآن، تشغيل محطة الطاقة النووية الوحيدة في أفريقيا، وهي محطة "كويبرغ"، التي تبلغ قدرتها 1940 ميغاواط، والتي تملكها وتشغلها شركة الطاقة التابعة للدولة إسكوم، والتي تنتج نحو 5% من الكهرباء المحلية.

الطاقة النووية في أفريقيا

أعلنت جنوب أفريقيا مؤخرًا نيّتها زيادة القدرة النووية للمحطة إلى 10 آلاف ميغاواط.

الطاقة النووية
محطة كويبرغ النووية في جنوب أفريقيا- الصورة من ويكيبيديا

وفي الوقت نفسه، تعدّ القارّة السمراء موطنًا لنحو 10 مفاعلات بحثية عاملة في الجزائر وغانا والمغرب ونيجيريا، ودول أخرى، إذ أحرزت العديد من الدول الأفريقية تقدمًا في خطط تشغيل محطات الطاقة النووية، العقد المقبل.

وفي فبراير/شباط 2020، منحت مصر عقدًا بقيمة 25 مليار دولار لشركة الطاقة الروسية الحكومية روساتوم، لبناء محطة طاقة تبلغ سعتها 4.8 غيغاواط، والتي ستكون أول محطة نووية في البلاد.

كما تخطط تنزانيا للاستفادة من إعانة روساتوم لبناء مفاعل أبحاث وتطوير الطاقة النووية التجارية بحلول عام 2025، بعد اكتشاف رواسب اليورانيوم في عام 2018.

وأبرمت وزارة الطاقة الأوغندية اتفاقيات مع مستثمرين صينيين وروس في محاولة لبناء مفاعلين، قدرة كل منهما 1000 ميغاواط بحلول عام 2031، مع دراسة المواقع في أسوا وكيوجا وكاجيرا.

وأخيرًا، تدير نيجيريا بالفعل مفاعلًا للأبحاث، كما دخلت في اتفاقية شراكة بين القطاعين العامّ والخاص مع شركة روساتوم، لتطوير برنامج نووي شامل بهدف تركيب 4 آلاف ميغاواط من السعة بحلول عام 2025.

مركز عالمي للتطوير والابتكار

قال رئيس قسم الأبحاث النووية في شركة "هانتون أندروز كارث"، جورج بوروفاس، إنه بناءً على البرنامج الناجح لجنوب أفريقيا والبرنامج المصري الذي يجري تطويره حاليًا، يمكن أن تصبح أفريقيا مركزًا عالميًا لتطوير وابتكار الطاقة النووية في وقت قريب.

وأضاف: "من خلال قدرتها الواضحة على المساعدة في تطوير الفوائد الاقتصادية على مستوى المجتمع، قد تكون الطاقة النووية هي الإجابة على الاحتياجات النامية للعديد من البلدان الأفريقية التي تواجه نقصًا في الطاقة، وعجزًا في الوصول بسهولة لمياه الشرب وفرص العمل المحدودة ذات المهارات والأجور العالية".

أحد محطات الطاقة النووية في كينيا
إحدى محطات الطاقة النووية في كينيا - الصورة من كونستركشن كينيا

ومع ذلك، لا تزال المعوقات أمام الاستثمار في الطاقة النووية في أفريقيا قائمة، وأهمها أن المحطات تتطلب تكاليف أولية كبيرة مصحوبة بمُدَدٍ طويلة من البناء والاختبار، ما قد يؤدي إلى تعطيل المشروعات في المناطق غير المستقرة سياسيًا.

كما تتطلب هذه المحطات قدرة صيانة محلية قوية وخبرة فنية عالية لضمان عملها بسلاسة ودون حوادث، ما يتطلب من المشغّلين الاستثمار في التدريب المحلي.

بالإضافة لذلك، يؤدي عدم وجود إطار تنظيمي ومالي واضح لتطوير مشروعات الطاقة النووية في أفريقيا إلى جعل المستثمرين حذرين من المخاطر التي تنطوي عليها، مثل تأخّر البناء أو تقلّب الطلب على الكهرباء.

وسبق أن سعت دول مثل كينيا إلى معالجة ذلك، من خلال تطوير نظام شامل لإنشاء محطة بقدرة 1 غيغاواط بحلول عام 2035، ولكن من دون أحكام المخاطر الكافية سيكون تطوير الطاقة النووية بطيئًا في جميع أنحاء القارّة.

الاستثمار الأجنبي

ساعد الاستثمار الأجنبي المباشر القوي، والتقنيات النووية المتقدمة، على فتح الفرص في هذا قطاع الطاقة النووية، إّ أبرم مطوّرو الطاقة الصينيون والروس اتفاقيات مبكرة في غانا وكينيا ونيجيريا وتنزانيا وأوغندا وزامبيا والسودان وناميبيا.

في الوقت نفسه، تعدّ التقنيات النووية الجديدة، مثل المفاعلات المعيارية الصغيرة والمفاعلات الدقيقة ومفاعلات الغاز، ذات درجة الحرارة العالية، قادرة على طلب رأس مال أولي أقلّ وعدد أقلّ من المشغّلين في الموقع، مع الحفاظ على إنتاج المفاعلات الأكبر حجمًا نفسه.

ونظرًا لتصميمها الأصغر والأكثر مرونة، تمكِّن هذه المفاعلات الجديدة مستخدميها من توليد الكهرباء دون تعديل هياكل الشبكة الحالية، ومن ثم زيادة الاعتماد على الطاقة النووية بصفة مصدر وقود قابل للتطبيق في أفريقيا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق