رئيسيةتقارير الكهرباءتقارير منوعةكهرباءمنوعات

أحدث تقرير لسوق الكهرباء في أستراليا يفنّد خدعة الفحم الرخيص والموثوق

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • توسعة مصادر الطاقة المتجددة ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتكرار الانقطاعات.
  • تعرضت سمعة الفحم -بصفته مصدرًا للحمل الأساسي الرخيص والموثوق به- للضرر.
  • مولدات الكهرباء بالفحم تهيمن على شبكات الولايات الشمالية وتتحكم بأسعار الكهرباء بالجملة.
  • سارعت حكومة الائتلاف في أستراليا إلى إلقاء اللوم على ارتفاع أسعار الفحم الدولية.

تعاني سوق الكهرباء في أستراليا تقلبات في الأسعار وسط تجاذبات حول أسباب ذلك، وتقاذف باللوم بين الأطراف الفاعلة في البلاد.

يأتي ذلك بعد أن خضعت سياسة المناخ الأسترالية، على مدى العقد الماضي، مرارًا وتكرارًا لهيمنة المحافظين وشركات الوقود الأحفوري، الذين أصروا على أن الفحم ضروري لشبكة كهرباء منخفضة التكلفة وموثوقة، وأن توسعة مصادر الطاقة المتجددة ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتكرار الانقطاعات.

وتعرضت سمعة الفحم -بصفته مصدرًا للحمل الأساسي الرخيص والموثوق به- للضرر بسبب أحدث تقرير رسمي فصلي للسوق يلقي باللوم بشكل مباشر على انقطاع محطات الفحم وعطاءات سوق الفحم في الارتفاع الحاد في أسعار الكهرباء في أستراليا خلال الربع الأول من العام الحالي.

وأظهرت التجربة الحية الأخيرة للسوق، والارتفاع بنسبة 141% في أسعار الكهرباء في أستراليا خلال الربع الأول مقارنة بالمدة نفسها من العام السابق أن العكس هو الصحيح، حسبما نشر موقع رينيو إنرجي الأسترالي المعني بأخبار الطاقة النظيفة وتحليلاتها.

وتعاني ولايتا كوينزلاند ونيو ساوث ويلز، الأكثر اعتمادًا على الفحم، الآن، أن أسعار الجملة أعلى بكثير من أسعار الولايات الواقعة في الجنوب، مثل: فيكتوريا وجنوب أستراليا؛ حيث تتمتع مصادر الطاقة المتجددة بحصة كبيرة.

الكهرباء في أستراليا
محطة لتوليد الكهرباء بالفحم شمال مدينة سيدني الأسترالية (الصورة من رويترز)

تباين الأسعار

حدد مشغل سوق الطاقة الأسترالية (إيه إي إم أو) التباين في أسعار الكهرباء في أستراليا بين الشمال والجنوب لأول مرة العام الماضي. وفي أحدث تقرير ربع سنوي عن ديناميكيات الطاقة، يقول مشغل سوق الطاقة الأسترالية إن تباين الأسعار أصبح واضحًا.

وأفاد مشغل سوق الطاقة الأسترالية بأن أسعار الطاقة أصبحت مجددًا أعلى بشكل كبير في ولايتيْ كوينزلاند ونيو ساوث ويلز منها في مناطق سوق الكهرباء الوطنية (إن إي إم).

وأضاف أن اللوم كان يقع على الفحم في المقام الأول؛ إذ حالت القيود المفروضة على تدفق الكهرباء من فيكتوريا إلى نيو ساوث ويلز دون تخفيف الضغط.

ويتفاقم تباين الأسعار في الجانب الشمالي خلال النهار، وكانت أسعار الكهرباء في ساعات النهار في ولاية نيو ساوث ويلز أكثر من ضعف أسعار ولاية فيكتوريا في الرُبع الأول، وتجاوزتها بمتوسط ​​48 دولارًا/ميغاواط/ساعة، أو 146% ​​من سعر فيكتوريا.

وأدت قيود الشبكة إلى ترك الولايات الشمالية رهينة للأسعار التي حددتها مولدات الكهرباء بالفحم، التي تهيمن على شبكاتها وتتحكم بأسعار الكهرباء بالجملة.

أسعار الفحم

نظرًا لارتفاع أسعار الفحم؛ فقد ارتفعت رسوم تقديم العطاءات لمحطات توليد الكهرباء بالفحم، التي كان لديها أدنى معدلات تخزين منذ 20 عامًا بسبب الانقطاعات والحرص على جني الأموال كلما سنحت لها الفرصة.

وقالت المديرة العامة لإصلاح التسليم في مشغل سوق الطاقة الأسترالية، فيوليت مشيلح، في بيان مصاحب لتقرير ربع سنوي عن ديناميكيات الطاقة الأخير، إن أسعار الجملة في كوينزلاند ونيو ساوث ويلز ارتفعت مرة أخرى بشكل ملحوظ عنها في الولايات الجنوبية.

الفحم في أستراليا
منشأة لتخزين الفحم وتوزيعه في أستراليا

وأوضحت أن السبب في ذلك يعود إلى تحديد الأسعار لتوليد الكهرباء بالفحم الأسود والقيود الأمنية للنظام التي تحد من عمليات نقل الكهرباء في أثناء النهار من فيكتوريا إلى نيو ساوث ويلز، على الرغم من متوسط ​​فرق سعر الكهرباء البالغ 48 دولارًا/ميغاواط/ساعة.

وبيّنت أنه مقارنة بالربع الأول من عام 2021، حُوِّلَ أكثر من 3000 ميغاواط من عروض الفحم الأسود من نطاقات الأسعار المنخفضة إلى ما يزيد على 60 دولارًا/ميغاواط/ساعة - وهو أكبر تغيير فصلي سنويًا منذ عام 1998.

بدورها، سارعت حكومة الائتلاف الفيدرالي في أستراليا إلى إلقاء اللوم على ارتفاع الأسعار الدولية، لكن مشغل سوق الطاقة الأسترالية أوضح أن العطاءات المرتفعة من جانب محطات توليد الكهرباء بالفحم الأسترالية بدأت تظهر قبل وقت طويل من رفع أسعار الفحم العالمية.

وقالت مشيلح إنه بينما تزامنت أسعار العروض الفصلية المرتفعة مع ارتفاع أسعار الفحم العالمية إلى مستويات قياسية، اتجهت العروض صعودًا في الأشهر التي سبقت الربع الأول من عام 2022.

وأضافت أنه بالتزامن مع الانقطاعات غير المخطط لها لتوليد الكهرباء بالفحم، شهدت كوينزلاند نوبات كبيرة من ارتفاع الطلب؛ إذ أسهم التقلب العام في الأسعار بمبلغ 47 دولارًا/ميغاواط/ساعة من متوسط ​​سعر المنطقة في الربع الأول البالغ 150 دولارًا/ميغاواط/ساعة.

ويقارن المحللون هذا الارتفاع في الأسعار مع جنوب أستراليا التي تهيمن عليها مصادر الطاقة المتجددة، التي تمتلك حصة رائدة عالميًا تبلغ نحو 64% من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

مناطق توليد الكهرباء من مصادر متجددة

كان تقلب أسعار الكهرباء في مناطق سوق الكهرباء الوطنية الأخرى أقل أهمية؛ حيث أضاف 11 دولارًا/ميغاواط/ساعة إلى متوسط ​​السعر ربع السنوي في جنوب أستراليا و3 دولارات/ميغاواط/ساعة أو أقل من أي مكان آخر.

ويقول مشغل سوق الطاقة الأسترالية إن تحديد الأسعار في جنوب أستراليا يتم في منتصف اليوم بشكل متكرر من خلال عروض من التوليد المتجدد والبطاريات؛ حيث يقدم الفحم الأسود سعرًا محددًا في 17% فقط من أوقات الإرسال بين السابعة صباحًا والسابعة مساءً.

مزرعة رياح في أستراليا
مزرعة رياح في أستراليا (الصورة من موقع abc)

تجدر الإشارة إلى أن ولاية كوينزلاند شهدت بعضًا من أعلى أسعارها على الإطلاق خلال الربع، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة والطلب المتزايد، إلى جانب الانقطاعات المتعددة للتيار في محطات توليد الكهرباء بالفحم.

وكان هذا مدفوعًا إلى حد كبير بالتقلبات العالية في كوينزلاند؛ حيث كان متوسط ​​الأسعار الفورية اليومية في 1 فبراير/شباط و8 مارس/آذار من بين أعلى 10 قيم مسجلة منذ أن بدأ السوق منذ أكثر من عقدين.

وتسبب نقص الكهرباء في 1 فبراير/شباط في إحدى الولايات التي تحصل على الكهرباء المولدة بالفحم بنسبة 80% في تدخل مشغل سوق الطاقة الأسترالية لاستخدام احتياطيات الطوارئ وأدى ذلك إلى تكاليف إضافية بقيمة 51 مليون دولار.

في المقابل، ارتفعت حصة مصادر الطاقة المتجددة بشكل عام إلى 33.7%، وانخفض الفحم الأسود إلى أدنى متوسط ​​إنتاج في الربع الأول منذ إنشاء سوق الكهرباء الوطنية، ويرجع الفضل في ذلك إلى الانقطاعات المفاجئة.

وانخفضت انبعاثات مناطق سوق الكهرباء الوطنية -بفضل توسعة مصادر الطاقة المتجددة وتقليل استخدام الفحم- إلى أدنى مستوى قياسي في الربع الأول، وبلغت 30.4 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وتراجعت بنسبة 4% عن العام الماضي.

وقفز تخزين البطارية وعائدات الطاقة المائية بشكل كبير، وبلغت إيرادات البطاريات 12 مليون دولار، وضخت الطاقة الكهرومائية إلى مستوى قياسي بلغ 56.5 مليون دولار، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى توجه محطة سد وايفنهو للاستفادة من تقلب الأسعار في كوينزلاند.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق