طاقة متجددةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

الانتقال الطاقي أم التحسن الطاقي؟.. سامي النعيم يجيب عن الأفضل لقيادة التغيير (فيديو)

مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • تداعيات الانتقال الطاقي القائم على التخلص من النفط والغاز وخيمة
  • التحسن الطاقي يعتمد على مشروعات النفط والغاز الأقلّ تلويثًا والطاقة المتجددة
  • صناعة النفط والغاز تبنّت مبادرات مؤثّرة للحدّ من الانبعاثات
  • تعزيز الحلول التقنية للحدّ من الآثار البيئية في صناعة النفط والغاز

سيكون العقد المقبل نقطة محورية في تحقيق الانتقال الطاقي، ووفاء الدول بالتزاماتها المتعلقة باستخدام مصادر نظيفة، لكن من أجل إتاحة هذا التغيير، يجب فهم ما يعنيه ذلك، وكيف يمكن تحقيقه لإحراز أيّ تقدّم محسوس.

وفي ضوء ذلك، أعاد الرئيس السابق للجمعية الدولية لمهندسي البترول، سامي النعيم، خلال مؤتمر "SPE Int Enhanced Oil Recovery"، في كلمة بعنوان "الانتقال الطاقي أو التحسن الطاقي؟"، تعريف مصطلح الانتقال العالمي للطاقة الذي يتضمن التخلص من النفط والغاز، إلى التحسن الطاقي الذي يعزز مشروعات النفط والغاز الأقلّ تلويثًا والأكثر كفاءة، فضلًا عن تطوير مصادر الطاقة البديلة والطاقة المتجددة.

وخلال السنوات الـ5 الماضية، حاول الدكتور سامي النعيم من خلال الجمعية الدولية لمهندسي البترول تشجيع ثقافة الانتقال الطاقي الإيجابية في صناعة الطاقة العالمية، مع زيادة التركيز على تبنّي وتطوير ونشر وتعزيز الحلول التقنية للآثار البيئية في صناعة النفط والغاز.

وعزّز هذا الدور من خلال التحاور مع جميع الجهات المعنية على مستوى العالم، من بينها المنظمات الحكومية العالمية وغير الحكومية، والأوساط الصناعية والأكاديمية؛ لتحلّ المناقشات الإيجابية حول الانتقال الطاقي في المستقبل محلّ الجدل المتشائم إزاء التحول الذي قد يسفر عنه كارثة اقتصادية وعواقب اجتماعية وخيمة.

تداعيات إستراتيجيات الانتقال الطاقي الحالية

من أجل الوصول إلى هذا الهدف، ركّزت الجمعية الدولية لمهندسي البترول على البرهان للعالم مدى التزام صناعة النفط والغاز تجاه أمن الطاقة العالمي، سواء من منظور الإمدادات، أو القضايات البيئية المتعلقة بتحقيق الحياد الكربوني وحياد الميثان.

الانتقال الطاقي
صورة ترمز إلى الانتقال الطاقي- الصورة من موقع أفريكا إنرجي

ولسوء الحظ، كان النجاح الذي حقّقته الجمعية الدولية لمهندسي البترول لتبنّي هذه الثقافة المتفائلة المعدلة لمصطلح الانتقال الطاقي محدودًا.

وقال الدكتور سامي النعيم، إن الجغرافيا السياسية كانت سببًا في عدم تحقيق النجاح المأمول، وصعبت دور الجمعية الدولية لمهندسي البترول، لا سيما أن مهمتها تركّز بقدر أكبر على الجوانب التقنية في صناعة النفط والغاز.

وأشار إلى إستراتيجيات الانتقال الطاقي المتعلقة بالتخلص التدريجي من مصادر الوقود الأحفوري، دون تقديم أيّ بدائل مؤهلة، كما يتضح في أحدث تقرير لوكالة الطاقة الدولية الصادر في أواخر عام 2021، إذ وصفه بأنه "مخيّب للآمال".

وفي رأيه، ستلحق هذه الإستراتيجيات غير الملائمة الضرر بالعالم، وتعرّض أمن الطاقة والنمو الاقتصادي والرخاء البشري لخطر محدق.

وأوضح أن أزمة الطاقة العالمية الحالية في أوروبا، ومعدلات فقر الطاقة ومؤشرات الرخاء البشري في أفريقيا وبعض الدول الآسيوية خيرُ دليل على هذا.

التحسن الطاقي

يعتقد الدكتور سامي النعيم أن صناعة النفط والغاز مستعدة لدفع هذه الثقافة صوب مستويات جديدة من الحوار المتعلق بالتحسن الطاقي.

إذ يرى ضرورة التوقف عن استخدام مصطلح الانتقال الطاقي خلال الحوار والبدء في استخدام التحسن الطاقي، إذ تستند الفكرة المقترحة إلى إدارج جميع مصادر الطاقة وخضوعها لمساءلة صارمة متعلقة بالبيئة والكفاءة، بدلًا من الاستبعاد دون المساءلة التي يدور حولها النقاش الحالي المتعلق بالانتقال الطاقي.

وقال: "يجب أن يكتسب حوار وثقافة التحسن الطاقي المقترح أهمية قصوى لتحقيق عالم يكفل الازدهار الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والمستدامة، وحماية البيئة، مع زيادة التركيز على تحقيق الحياد الكربوني وحياد الميثان للوفاء بمتطلبات الانبعاثات العالمية".

وتابع: "يتعين على صناعة النفط والغاز تسريع تغيير طبيعتها؛ لتحقيق هذا الهدف، مستخدمةً التكنولوجيا وأفضل الأساليب".

الانتقال الطاقي
صورة ترمز إلى الانتقال الطاقي- الصورة من موقع أبستريم

مبادرات الصناعة

انطلاقًا من هذه القناعة، بدأت الصناعة رحلة طويلة ومؤثّرة بتبنّي عدد لا يُحصى من المبادرات الجاري تنفيذها.

وكشف الدكتور سامي النعيم عن بعض هذه المبادرات، والتي من بينها:

  1. الحدّ من اشتعال الغاز المصاحب.
  2. تطوير حلول تقنية جذرية لمعالجة انبعاثات الميثان وثاني أكسيد الكربون، فمبادرة مناخ النفط والغاز خير مثال على ذلك، إذ تستثمر الصناعة مليار دولار على مدار 10 سنوات لتحقيق هذا الهدف.
  3. تحسين كفاءة الطاقة، وخفض كثافة الكربون في عملياتها، بما في ذلك سلاسل التوريد.
  4. استخدام مزيج من الغاز والطافة المتجددة في توليد الكهرباء، بدلًا من الفحم والوقود السائل.
  5. إطلاق العديد من المشروعات الضخمة لاحتجاز وعزل الكربون، مع زيادة التركيز على قابلية تطبيقه بنطاق واسع، خاصة في عمليات الاستخراج المحسّن للنفط.
  6. اعتماد الاقتصاد الدائري للكربون والبلاستيك.
  7. الاستثمار في الهيدروجين الأزرق والأمونيا، ويفضّل أن تكون من مصادر غير تقليدية منخفضة الكبريت وغاز ثاني أكسيد الكربون.
  8. زيادة التركيز على قطاع تحويل النفط الخام إلى مواد كيميائية في المستقبل، بغية تحويل 40-50% من برميل النفط إلى مواد كيميائية غير قابلة للاحتراق، على مدار الـ30 عامًا المقبلة.
  9. الانخراط في مبادرات زراعة الغابات.
  10. إعلان هدف تحقيق الحياد الكربوني، كما فعلت العديد من كبريات شركات النفط العالمية وشركات النفط الوطنية.

وبناءً على ذلك، يرى الدكتور سامي النعيم أن مزيج الطاقة على المدى الطويل ستقوده مصادر النفط والغاز الأقلّ تلويثًا والأكثر كفاءة، وسيدعمها في ذلك تقنيات هائلة للحدّ من الانبعاثات على نطاق واسع، وستقترن بمصادر الطاقة المختلفة، بما في ذلك الطاقة المتجددة.

وقال، إن حاجة العالم للطاقة في ازدياد، لكن الحاجة إلى حماية الكوكب هي مسؤولية أخلاقية عالمية، يجب أن يتحمّلها جميع مسبّبي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ولتحقيق هذين الهدفين الإستراتيجيين عمليًا، يجب استبدال الحوار الإيجابي المتعلّق بالتّحسن الطاقي بالنقاشات السلبية، على حدّ قوله.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق