تقارير الكهرباءالتقاريرتقارير منوعةرئيسيةعاجلكهرباءمنوعات

مسؤول هندي يُبرئ الفحم.. زيادة الطلب والأسعار العالمية وراء انقطاعات الكهرباء

وانخفاض في إنتاج محطات الطاقة الحرارية لنقص الواردات

هبة مصطفى

خلال الأيام الماضية، تفاقمت انقطاعات الكهرباء في الهند، وكان نقص الفحم هو المتهم الأول وراء تلك الانقطاعات التي دفعت مسؤولي الحكومة المركزية وحكومات الولايات إلى اتخاذ قرارات تخالف التعهدات المناخية الدولية.

وقررت الحكومة المركزية تعديل المدى الزمني لإمداد محطات الكهرباء العاملة بالفحم من عام إلى 3 أعوام، وهي خطوة قد تهدد التزامات الهند في قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26، بجانب فتح حكومات الولايات المجال أمام استيراد الكهرباء والاستحواذ على مناجم لتوفير الإمدادات.

وبينما كان الوقود الملوث يقبع في قفص الاتهام طيلة مدة الانقطاعات، خرج مسؤول هندي بوزارة الفحم، اليوم الأحد 24 أبريل/نيسان، ليؤكد أن هناك عوامل أخرى زادت من تداعيات الموقف وأسهمت بغرق ولايات كاملة في الظلام.

حيثيات براءة الفحم

نفى سكرتير وزارة الفحم الهندية، آنيل كومار جين، أن يكون نقص الإمدادات المحلية وراء انقطاعات الكهرباء، مشيرًا إلى عوامل عدّة اجتمعت عقب بدء التعافي من آثار جائحة كورونا لتعزّز أزمة الكهرباء في الهند.

منحم لإنتاج الفحم في الهند
منجم لإنتاج الفحم في الهند

وجاءت تصريحات كومار جين بالمخالفة لما أعلنته ولايات هندية، مثل ولاية ماهراشترا، التي حمّلت نقص الإمدادات -سواء المحلية أو الخارجية- مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي بالولاية.

وأكد سكرتير الوزارة الهندية أن زيادة الطلب على الكهرباء المقرون باقتراب فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، في ظل ارتفاع أسعار واردات الفحم والغاز، وانخفاض قدرة توليد الكهرباء من محطات الطاقة الحرارية دفعت نحو زيادة الأزمة، حسبما نقلت صحيفة ذي إيكونوميك تايمز عن مقابلة له مع وكالة أنباء برس تراست أوف إنديا "بي تي آي".

ورأى كومار جين أن الحلّ الأمثل للخروج من أزمة الكهرباء في الهند هو زيادة القدرة الإجمالية لتوفير إمدادات الكهرباء، وهو ما تعمل عليه الحكومة حاليًا لإحداث توافق بين العرض والطلب عليها، خاصة أن توفير الوقود الأكثر تلويثًا لا يدعم وحده تجاوز الانقطاعات.

الطاقة الحرارية وانخفاض الواردات

أوضح سكرتير الوزارة الهندية، آنيل كومار جين، أن الولايات الجنوبية والغربية تعتمد بصورة كبيرة على واردات الفحم من الخارج لتشغيل محطات توليد الكهرباء.

وأضاف أن الأسعار العالمية شهدت ارتفاعات قياسية، الآونة الأخيرة، حالت دون مواصلة عمليات الاستيراد، وخفّضت من الواردات -خاصة الفحم الإندونيسي-، مشيرًا إلى أن الهند عكفت على بناء بعض محطات الطاقة الحرارية بموازاة الساحل لتيسير استقبال الواردات.

وأوضح أنه عقب انخفاض تلك الواردات كان من الممكن توفير حلول بديلة عبر نقل الإمدادات المحلية لتعويض الفارق المطلوب لزيادة توليد الكهرباء، إلّا أن تلك الخطوة تستغرق ما يزيد عن 10 أيام، ما يؤثّر في باقي المحطات.

ولتجاوز أزمة مشابهة، لجأت الحكومة -قبل عام- إلى زيادة قدرة نقل الفحم عبر السكك الحديدية، وسجّل نقل الإمدادات بتلك الطريقة أعلى مستوياته لتلبية الطلب على الكهرباء، بالتوازي مع خفض الإمدادات لبقية القطاعا، بخلاف الكهرباء.

خيارات محدودة

رغم نفي سكرتير وزارة الفحم، تسبّب نقص الإمدادات وحدها في انقطاعات الكهرباء الحالية، إلّا أن خيارات الهند الفورية لتجنّب استمرار غرق الولايات بالظلام ما زالت محدودة، وتتطلب جهودًا محلية مضاعفة وسريعة في الوقت ذاته.

نقص الفحم في الهند
الحكومة الهندية تمدد تزويد محطات الكهرباء بإمدادات الفحم 3 سنوات - الصورة من سي إن إن

ويُنظر لشركة كول إنديا ليميتد الحكومية على أنها صاحبة الحل الفوري بوصفها شركة حكومية تقع ضمن تعهدات القطاع العامّ الذي يمكنه توفير المزيد من الإمدادات التي تلبي الفجوة بين العرض والطلب.

وخلال العام الماضي، وفي ظل توافر مخزون يبلغ 100 مليون طن، وفّرت كول إنديا 18% من إمدادات الفحم الإضافية لقطاع الكهرباء، وأبدت الشركة استعدادها لتوفير النسبة ذاتها، مدعومة بـ 8% إضافية العام الجاري، وفق آنيل كومار جين.

وزادت كول إنديا من إنتاجها خلال النصف الأول من شهر إبريل/نيسان الجاري بنسبة 25% على أساس سنوي، ما يشير إلى زيادة النقل المحلي بالنسبة ذاتها.

مخزون كافٍ

نسفت تصريحات مسؤولي وزارة الفحم الهندية (سواء وزير الفحم أو سكرتير الوزارة) ادّعاءات مسؤولي حكومات الولايات المحلية بأن نقص الإمدادات وراء انقطاعات الكهرباء المتكررة.

إذ أعلن الوزير برالهاد جوشي توافُر مخزون يُقدَّر بـ 72.50 مليون طن من الفحم عبر مصادر مختلفة، بالإضافة إلى 22.01 مليون طن خُصِّصَت لمحطات الطاقة الحرارية، وفق تصريحاته السبت 23 أبريل/نيسان الجاري.

وقال جوشي، إن المخزون يحظى بالزيادة اليومية مدعومًا بمعدلات الإنتاج القياسية، مؤكدًا أن المخزون الوفير في الهند سيستمر بمعدلاته الحالية لمدة شهر.

وكشفت بيانات حكومية نمو إنتاج الفحم الهندي بنسبة 8.55% خلال العام المالي، المنتهي في مارس/آذار 2022، عن العام السابق له.

إذ سجّل الإنتاج 777.23 مليون طن، مرتفعًا عن إنتاج العام السابق المُقدَّر بـ 715 مليون طن.

وارتفع معدل إنتاج شركة كول إنديا بنسبة 4.43% خلال العام المالي المنتهي قبل شهر، مسجلًا 622.64 مليون طن، ومرتفعًا عن إنتاج العام الماضي الذي بلغ 596.24 مليون طن.

مناجم الفحم

حلول تهدم الخطط المناخية

مؤخرًا، وفي أحدث الخطوات الحكومية للتغلب على انقطاعات الكهرباء المتواصلة ببعض الولايات، أعلنت وزارة الكهرباء -الجمعة 22 أبريل/نيسان الجاري- إجراء تعديلات على معدل تزويد محطات الكهرباء بالفحم، وتمديده إلى 3 سنوات، بعدما اقتصر على عام واحد في خططها.

وأشارت وزراة الكهرباء إلى أن تلك الخطوة جاءت في محاولة منها لتلبية الطلب المحلي، في حين أتاحت الحكومة إمكان تقدُّم منتجي الكهرباء المستقلين بعطاءاتهم خلال مدة قدرها 37 يومًا، بعدما كانت 67 يومًا.

وفي غضون ذلك، قررت حكومة ولاية ماهاراشترا زيادة معدلات استيراد الفحم رغم ارتفاع أسعاره، والاستحواذ على منجم بولاية تشاتيسغار، بجانب استيراد إمدادات الكهرباء العاجلة، وإجراء مراجعة أسبوعية لإمكان فصل الأحمال.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق