التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازتقارير الكهرباءتقارير النفطرئيسيةطاقة متجددةعاجلغازكهرباءنفط

كيف تُسهم آبار النفط والغاز في توفير الكهرباء النظيفة والوظائف؟ (تقرير)

إدارة بايدن تلجأ إلى الطاقة الجوفية في الآبار المهجورة لتأمين الطلب على الكهرباء

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • ظلّت صناعة النفط تمثل النسبة الأكبر في أسواق الطاقة خلال الـ60 سنة الماضية
  • الطاقة الحرارية الأرضية الجوفية مصدر هائل للطاقة المتجددة غير مستغل بصورة كافية
  • استخدام الطاقة الحرارية الأرضية يمكن أن يوفر 1000 مليون طن من الانبعاثات سنويًا
  • التطورات الناشئة في التقنيات المتجددة تساعد في إطالة العمر التشغيلي لآبار النفط القديمة
  • الطاقة الحرارية الأرضية تتفوّق بالعديد من المزايا على طاقة الرياح والطاقة الشمسية
  • آبار النفط والغاز لها عمر محدود يبلغ بضعة عقود وبعد ذلك تصبح مستنفدة

في رحلة تحول الطاقة تركت شركات العديد من آبار النفط والغاز المهجورة بعد أن نفدت طاقتها، إذ شهدت السنوات العشر الماضية تغيرًا في استهلاك موارد الطاقة، وأصبحت مصادر الطاقة المتجددة منتشرة ومرغوبة في سوق الطاقة في جميع أنحاء العالم.

وظلّت صناعة النفط تمثّل النسبة الأكبر في أسواق الطاقة خلال السنوات الـ60 الماضية، ودائمًا ما يُجرى طرح حول أفضل الطرق لاستغلال آبار النفط والغاز المهجورة.

نتيجة استنفاد معظم حقول النفط في الوقت الحاضر، يُطوّر بعضها عن طريق التحفيز لزيادة مؤشر استخراج النفط، وعادة ما يرتبط التحفيز بالغمر بالماء الذي يُحقَن في خزان البئر لزيادة الإنتاج.

هذا ما تحدّثت عنه أطروحة بعنوان "إنتاج الطاقة الحرارية الجوفية من آبار النفط والغاز" لنيل شهادة الماجستير في تكنولوجيا الكهرباء والطاقة من المعهد الملكي للتكنولوجيا في السويد، لعام 2018، للباحثة ماريا شميليفا.

وذكرت الباحثة ماريا شميليفا في أطروحتها أن تطوير مثل هذه الحقول النفطية ليس أمرًا جذابًا اقتصاديًا، ولهذا السبب تُحوّل الآبار ذات المعدل العالي في انقطاع المياه، أكثر من 95%، إلى آبار النفط والغاز المهجورة.

وتتيح تقنية الحصول على الطاقة الحرارية الأرضية من آبار النفط والغاز المهجورة إعادة استخدام الآبار العميقة المحفورة سابقًا لتوليد الكهرباء بطريقة صديقة للبيئة، إذ تُعدّ هذه التقنية مهمة، خصوصًا في حقول النفط المعزولة عن الشبكات.

استغلال الطاقة الحرارية في آبار النفط

أصدر فريق بحثي يموّله الاتحاد الأوروبي النتائج الأولية لأول اختبار ميداني لإنتاج الكهرباء بالطاقة الحرارية الأرضية في بئر نفطية في فرنسا.

وتُعدّ الطاقة الحرارية الأرضية الجوفية مصدرًا هائلًا للطاقة المتجددة غير مستغل بشكل كافٍ في أوروبا، وفقًا لما نشره موقع منصة خدمة معلومات البحث والتطوير المجتمعي (كورديس) التابعة للمفوضية الأوروبية.

ويعتقد العلماء أن استخدام الطاقة الحرارية الأرضية يمكن أن يوفّر 1000 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

بهدف تعزيز إنتاج هذا الشكل من الطاقة، يعمل مشروع (إم إي إي تي) -المموّل من الاتحاد الأوروبي- على إثبات أن أنظمة الطاقة الحرارية الأرضية المحسّنة (إي جي إس) هي وسيلة قابلة للتطبيق ومستدامة لتوليد الطاقة الكهربائية والحرارية في أنواع مختلفة من البيئات الجيولوجية.

وأصدر فريق مشروع (إم إي إي تي) مؤخرًا النتائج الأولية للاختبار الميداني الذي يتضمن توليد الكهرباء من آبار النفط والغاز المهجورة.

آبار النفط والغاز
بئر نفطية في حقل تشونوي في حوض باريس بفرنسا

دور الآبار في إنتاج الكهرباء

عادة ما تكون هناك حاجة إلى الآبار في منشآت الطاقة الحرارية الأرضية، ولكن حفرها قد يكون مكلفًا، ويمكن أن يؤدي استخدام آبار النفط الحالية لمثل هذه المنشآت إلى تقليل التكاليف والمساعدة في تعزيز استخدام الطاقة الحرارية الأرضية.

علاوة على ذلك، يمكن تحويل آبار النفط إما لإنتاج الطاقة الحرارية الجوفية فقط وإما لاستخدامها لإنتاج النفط والحرارة معًا.

وفي حقول النفط الناضجة، يصاحب النفط المنتج الكثير من المحلول الملحي الساخن، وبمجرد أن تقوم الجاذبية بفصل الزيت عن المحلول الملحي على السطح، يُحقن عادة المحلول الملحي الساخن في الخزان.

ومع ذلك، إذا استُخرجت الحرارة قبل إعادة حقن المحلول الملحي، يمكن استخدامها للتدفئة أو إنتاج الكهرباء.

وتتعلّق النتائج -التي أصدرها فريق مشروع (إم إي إي تي) مؤخرًا- بوحدة اختبار دورة رانكين العضوية الصغيرة (أو آر سي) التي تولد الكهرباء من بئر نفطية في حقل تشونوي النفطي في حوض باريس بفرنسا.

وتُشرف على إدارة حقل تشونوي -وهو حقل نفط ناضج ينتج أكثر من 95% من المياه من 32 بئرًا- شركة الطاقة الكندية "فيرميليون" الشريكة في المشروع.

ووفقًا لرسالة إخبارية منشورة على موقع المشروع، تنتج البئر 500 متر مكعب من السوائل يوميًا عند 92 درجة مئوية، منها 490 مترًا مكعبًا من المحلول الملحي و10 أمتار مكعبة من النفط.

وتُستَخدَم درجة حرارة السائل الناتج لتسخين سائل مختلف وغليه عند ضغط عالٍ، يسمى مائع التشغيل. ويُخَفَّف ضغط هذا البخار لإنتاج عمل ميكانيكي، الذي يتحول في النهاية إلى كهرباء بفضل مولد التيار المتردد. ويُعاد السائل الناتج إلى خط الإنتاج عند درجة حرارة منخفضة قليلًا.

مصدر متجدد لحقول النفط في كولورادو

تُعد الأراضي العشبية الواقعة شمال فورت مورغان في شرق ولاية كولورادو الأميركية خلية لإنتاج الطاقة، إذ تنتشر عمليات استخراج النفط والغاز الطبيعي في كل مكان.

وحول حقول النفط، فإن هذا الحقل في منتصف العمر تقريبًا. الآبار هنا لا تزال مربحة بشكل مريح، لكن هذا لن يدوم إلى الأبد.

لهذا السبب تعمل لجنة ترشيد النفط والغاز في كولورادو على تحديد مقدار الأموال التي سيطلب من مشغلي النفط والغاز تخصيصها لدفع ثمن سد الآبار في نهاية عمرها الإنتاجي.

ويمكن للتطورات الناشئة في التقنيات المتجددة المساعدة في إطالة العمر التشغيلي لآبار النفط والغاز القديمة والمساعدة في معالجة مشكلة الآبار اليتيمة في كولورادو.

وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة ترانزيشنل إنرجي -وهي شركة محلية ناشئة للطاقة المتجددة- سيلينا ديريتشفايلر: إن درجة الحرارة هي العامل المهم للاستفادة من الطاقة الحرارية الجوفية.

ووفقًا لمنسقة مختبر الطاقة الحرارية الأرضية في جامعة سوثرن ميثوديست الخاصة في مدينة دالاس بولاية تكساس، ماريا ريتشاردز، فإن كل بئر نفط وغاز تتضاعف قيمتها افتراضيًا بوصفها بئرًا للطاقة الحرارية الأرضية.

وقالت ريتشاردز: إنه مع كل برميل نفط أو قدم مكعبة من الغاز التي تنتجها الآبار، فإنهم يستخرجون موارد الطاقة الحرارية الأرضية.

وأضافت أن صناعة النفط والغاز لم تتعامل أبدًا مع هذه الحرارة بصفتها أصلًا يمكن استغلاله، مشيرة إلى أنهم يرون الحرارة -في شكل ماء ساخن- مصدر إزعاج له تكلفة تشغيل مرتبطة به.

ويرجع ذلك -جزئيًا- إلى أن خزانات النفط والغاز أكثر برودة -65.55 - 121.11 درجة مئوية- من مصادر الطاقة الحرارية الأرضية التقليدية، التي تكون عادةً أقرب إلى 315.55 درجة مئوية، لذلك لم تكن إمكانات استغلال الطاقة الحرارية الأرضية واضحة.

وتُستخرج موارد الطاقة من باطن الأرض في رأس البئر، التي تنتج النفط والغاز بالإضافة إلى الحرارة الجوفية.

من ناحيتها، فإن التطورات الحديثة في تكنولوجيا التبادل الحراري تجعل من الممكن الآن توليد الطاقة الحرارية الأرضية في درجات حرارة أكثر اعتدالًا، مثل تلك الموجودة في حقول النفط في شمال شرق كولورادو.

ووفقًا لتقرير حديث صادر عن المختبر الوطني للطاقة المتجددة في مدينة غولدن بولاية كولورادو، فإن الطاقة الحرارية الأرضية هي مصدر طاقة غير مستغل، وإن كمية الطاقة المنتجة منه في الولايات المتحدة متخلفة كثيرًا عن المصادر الأخرى.

وأفاد الأستاذ في كلية كولورادو للمناجم ويليام فليكنشتاين، بأن الطاقة الحرارية الأرضية تتفوق بالعديد من المزايا على طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

تدفق السائل

قالت رئيسة قسم هندسة النفط في كلية كولورادو للمناجم، جنيفر ميسكيمينز: إن صناعة النفط والغاز مهيأة بصفة فريدة للاستفادة من الطاقة الحرارية الأرضية.

وأوضحت أن إعادة توظيف النفط بصفته عملية حرارية أرضية يمكن أن تكون وسيلة فعالة من حيث التكلفة لوضع المزيد من إنتاج الطاقة الحرارية الأرضية قيد التشغيل.

وأضافت أنه يمكن إنفاق مليوني دولار للحصول على مصدر أكثر كفاءة بنسبة 20%.

تحويل آبار النفط إلى طاقة أرضية

قالت الرئيسة التنفيذية لشركة ترانزيشنل إنرجي سيلينا ديريتشفايلر: إن ما يصل إلى 65% من الآبار في كولورادو مهيأة بصورة جيدة لإنتاج الطاقة الحرارية الأرضية.

وأضافت أن استغلال هذه الطاقة يمكن أن يؤدي إلى إطالة عمر الآبار القديمة لعقود، والحفاظ على أرباحها لمدة كافية، إذ يدفع المشغلون تكاليف عمليات التنظيف والتوصيل.

وأشارت إلى المسؤوليات التي تتحملها الولاية بخصوص الآبار اليتيمة التي يجب مراجعتها للتحقق من إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية وتحويلها.

وستبدأ شركة ترانزيشنل إنرجي -التي تأسست العام الماضي- العمل في أول موقع لها في ولاية نيفادا، وسوف تستخدم تقنيتها ​​في حقول النفط الأقرب إلى موقعها في كولورادو.

طاقة نظيفة في قاع آبار النفط

تنفق الولايات المتحدة الملايين لاستكشاف مصدر مفاجئ للكهرباء غير المستغلة، وفقًا لما نُشره موقع فوكس (vox) في الولايات المتحدة.

ويوضح تقرير المناخ للأمم المتحدة -الصادر في أوائل أبريل/نيسان الجاري- أن العالم يسير على طريق يتخطى أهداف المناخ المنصوص عليها في اتفاقية باريس، ويجب خفض انبعاثات الكربون بسرعة.

ورغم أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مهمتان وتمثلان أجزاء رئيسة من خطة المناخ لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فإنهما من النوع الذي رأيناه كثيرًا من قبل، ما يعني أنهما لن تستطيعا تأمين الطلب المتنامي على الكهرباء.

وبينما يدعو تقرير الأمم المتحدة إلى تبني حلول جديدة، طرحت وزارة الطاقة الأميركية برنامجًا تجريبيًا مؤخرًا يركِّز على الطاقة الحرارية الأرضية.

فإذا نجح البرنامج، فقد يساعد في حل العديد من المشكلات في وقت واحد، باستخدام حل غالبًا ما يتم تجاهله، وهو الطاقة الحرارية الأرضية.

وتعمل الطاقة الحرارية الجوفية على أساس بسيط: نواة الأرض ساخنة، ومن خلال الحفر حتى على بعد أميال قليلة تحت الأرض.

ويمكن الاستفادة من مصدر الحرارة غير المحدود عمليًا لتوليد الكهرباء للمنازل والشركات دون إطلاق ما يقرب من العدد نفسه من انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري.

وفي المقابل، فإن الحفر ليس رخيصًا -فهو يمثّل نصف تكلفة معظم مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية- ويتطلب عمالة متخصصة لرسم خرائط تحت السطح، والحفر في الأرض، وتركيب البنية التحتية اللازمة لجلب الطاقة إلى السطح.

وخصصت الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة 4.7 مليار دولار للبنية التحتية الفيدرالية لسد الآبار المهجورة، في محاولة لتقليل الآثار الصحية والبيئية السلبية.

لكن الولايات المتحدة، في أعقاب طفرة النفط والغاز، تصادف وجود الملايين من آبار النفط والغاز مهجورة في جميع أنحاء البلاد.

وقد اتضح أن آبار النفط والغاز تشترك في العديد من الخصائص نفسها التي تشترك فيها الآبار الحرارية الأرضية، أي أنها ثقوب عميقة في الأرض، ولديها أنابيب يمكنها نقل السوائل إلى السطح. ولذلك تحاول وزارة الطاقة الأميركية إعادة توظيفها واستثمارها.

استثمار الآبار القديمة

يهدف البرنامج التجريبي المسمى "ويلز أو أوبرتيونيتي: ري أمبليفاي" إلى الاستفادة من بعض آبار النفط والغاز القديمة لاستخراج الطاقة الحرارية الجوفية بدلًا من الغاز أو النفط، من خلال منح ما مجموعه 8.4 مليون دولار لـ4 مشروعات في جميع أنحاء البلاد.

وإذا نجحت المشروعات فقد تكون السبيل ليس فقط للحد من استخدام البلاد الوقود الأحفوري المدمر للكوكب، ولكن أيضًا المساعدة في نقل العديد من أكثر من 125 ألف شخص يعملون في استخراج النفط والغاز في جميع أنحاء البلاد في وظائف الطاقة النظيفة.

وقال الأستاذ المساعد في هندسة البترول بجامعة أوكلاهوما، قائد إحدى المجموعات الـ4 التي تتلقى تمويلًا من وزارة الطاقة، سعيد صالحي: إن الفكرة في إنتاج موارد النفط والغاز لبضعة عقود، وفي نهاية إنتاج النفط والغاز لا يمكن سحب الأصول تمامًا بل تحويلها نحو إنتاج الحرارة.

وأوضح صالحي أن آبار النفط والغاز لها عمر محدود يبلغ بضعة عقود، وبعد ذلك تصبح مستنفدة.

ويريد صالحي وفريقه في جامعة أوكلاهوما استخدام 4 آبار مملوكة لشركة بلو سيدار إنرجي -وهي شركة محلية- لمفهوم يسمى "الاستخدام المباشر"؛ أي استخدام الماء الساخن لتدفئة المباني المجاورة.

ويمكن إما استخراج المياه من الخزانات الموجودة تحت الأرض، وإما كما يفعل فريق جامعة أوكلاهوما بضخها في الأرض وإعادتها إلى السطح.

ويتوقع صالحي وفريقه ارتفاع درجة حرارة المياه التي يضخونها في الآبار إلى نحو 150 درجة فهرنهايت (65.55 درجة مئوية)، وبعد ذلك يمكن استخدامها لتوفير التدفئة والتبريد لمدرسة ابتدائية ومتوسطة تقع على بُعد نحو ميل واحد من الآبار، في بلدة تاتل بولاية أوكلاهوما.

وقالت مديرة برنامج أنظمة الطاقة الحرارية الجوفية المحسنة في مكتب تقنيات الطاقة الحرارية الأرضية بوزارة الطاقة الأميركية، لورين بويد: إن هناك فرصة كبيرة لاستخدام هذه الآبار لتسخين المناطق السكنية وتبريدها.

تُجدر الإشارة إلى أن أكثر من نصف الطاقة التي تستخدمها الأسر الأميركية -7% فقط منها تأتي من مصادر متجددة بدءًا من عام 2020- تذهب إلى التدفئة والتبريد.

وقد يؤدي استخدام ملايين الآبار المهجورة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد لتحويل مصدر تلك التدفئة والتبريد إلى الطاقة الحرارية الأرضية إلى انخفاض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وبدوره، يركز صالحي وفريقه على التدفئة والتبريد، لأن تحويل الطاقة من شكل إلى آخر يؤدي -غالبًا- إلى فقدان بعض الطاقة في هذه العملية.

وقال أستاذ أنظمة الطاقة المستدامة في جامعة كورنيل، جيفرسون تيستر، إنه اعتمادًا على درجة حرارة المياه الجوفية، من المحتمل أن نحو 10% فقط من الطاقة التي تستهلكها من الأرض ستعود بصفتها كهرباء. ويمكن الاستفادة من الحرارة بنسبة 90%.

ولن تكون هذه الحرارة مفيدة فقط في فصل الشتاء، إذ يمكن استخدام المياه من بئر حرارية جوفية، في الصيف، لتشغيل آلة تسمى مضخة امتصاص الحرارة لتبريد المباني، واستخراج الحرارة من المبنى ونقلها إلى الماء.

ويمكن بعد ذلك ضخ هذه المياه في الخزانات الجوفية، التي ستخزن الحرارة المستخرجة لفصل الشتاء المقبل.

ولكي يُعد مشروع جامعة أوكلاهوما ناجحًا، يجب أن ينتج ميغاواط واحدًا على الأقل من الطاقة في عام واحد، وهو ما يكفي تقريبًا لتشغيل بضع مئات من المنازل.

وقال صالحي: "إن فريقه يعتزم استخدام هذه الآبار الـ4 في المدارس الابتدائية والمتوسطة على الأقل، وسيكون الاستخدام كافيًا لـ3 مدارس".

كينيا تطلق أكبر محطة للطاقة الحرارية الأرضية
إحدى محطات الطاقة الحرارية الأرضية في كينيا

هل يمكن للطاقة الحرارية الأرضية أن تقطع المسافة؟

تعتمد بعض الدول الأوروبية على الاستخدام المباشر للطاقة الحرارية الأرضية على نطاق واسع؛ أيسلندا، التي تشتهر بالنشاط البركاني، مثل: قمة إيافيالايوكل الجليدية، التي أغلقت السفر الجوي الأوروبي لبضعة أيام في عام 2010.

وتستخدم احتياطيات البراكين الهائلة من الطاقة الحرارية الأرضية لتدفئة 90% من منازلها.

وتوجد بعض عيوب الاستخدام المباشر، إذ تُفقد الحرارة بسرعة في أثناء النقل ما لم تكن الأنابيب معزولة جيدًا، كما أوضح الأستاذ المساعد لعلوم الأرض والغلاف الجوي في جامعة كورنيل، باتريك فولتون.

لذلك يجب أن تكون الآبار الحرارية الجوفية التي تُستغل للاستخدام المباشر بالقرب من المباني التي تستخدمها - عادةً على بُعد أميال قليلة.

وبينما الآبار الواقعة بالقرب من البلدات والمدن قد يكون من الأفضل استخدامها لتزويد الحرارة من خلال الاستخدام المباشر، في حين قد تكون الآبار في المناطق النائية أكثر ملاءمة لتوليد الكهرباء.

وعلى سبيل المثال، تلقت شركة ترانزيشنل إنرجي -وهي شركة مقرها كولورادو- تمويلًا من وزارة الطاقة الأميركية لإنشاء منشأة لتوليد الكهرباء في حقل نفط بلاكبيرنفي نيفادا.

وعلى عكس المشروعات الأخرى، ستنشئ شركة ترانزيشنل إنرجي عملياتها في حقل نفط لا يزال قيد التشغيل، وإن كان ذلك في الآبار التي كانت مستخدمة منذ عقود وتنتج القليل جدًا من النفط.

وقالت كبيرة مسؤولي التشغيل لدى شركة ترانزيشنل إنرجي، جوانا أوستروم: إن الشركة تدوّر فقط مجموعة من المياه عبر النظام، في محاولة للتخلص من كميات ضئيلة من النفط.

وتخترق محطة ريكيانيس لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية في أيسلندا واحدة من أعمق الحفر وأشدها في العالم، ما يسمح للبلاد بالاستقلال تقريبًا عن الوقود الأحفوري.

ويُعدّ مشروع إمبريال فالي للطاقة الحرارية الأرضية عبارة عن مجمع مكون من 11 محطة للطاقة الحرارية الأرضية تقع بالقرب من بحر سالتون في كاليباتريا بولاية كاليفورنيا.

وأوضحت أوستروم أنه بمجرد فصل النفط والغاز، ينفق مشغلو الآبار مبالغ كبيرة في التبريد والتخلص من كل مياه الصرف الصحي هذه، وغالبًا ما يكون هناك 10 أضعاف هذه المياه من النفط المستخرج.

وبدلاً من ترك هذه المياه -وحرارتها- تذهب هباءً، تخطط شركة ترانزيشنل إنرجي لتركيب آلات تسمى محركات دورة رانكين العضوية في حقل النفط التي ستحول هذه الحرارة إلى كهرباء.

وتعمل محركات دورة رانكين العضوية -التي تعادل حجم الثلاجة الصغيرة تقريبًا- عن طريق تمرير الماء الساخن من خلال مبادل حراري لتسخين مادة التبريد، التي تقوم بعد ذلك بتدوير التوربينات التي تولد الكهرباء.

ومن جهته، يبرد الماء عندما ينقل حرارته إلى المبرد، ويستمر في السير على المسار الذي يسلكه عادةً من المولد إلى بئر التصريف، ويبرد المبرد عندما يخرج من التوربين ويتجاوز مبرد الهواء، لذلك يمكن إعادة استخدامه مع استمرار مرور الماء عبر المحرك.

في حقل نفط بلاكبيرن، إذ تُجري شركة ترانزيشنل إنرجي اختبارها، ستدخل تلك المياه إلى الخزان نفسه الذي أتت منه، ما يخلق -أساسًا- حلقة مستمرة من الطاقة الحرارية الأرضية.

وفي مشروع جامعة أوكلاهوما، تهدف شركة ترانزيشنل إنرجي إلى توليد واحد ميغاواط على الأقل سنويًا، وهو هدف تتوقع أوستروم تحقيقه باستخدام المياه من 3 إلى 5 آبار.

وستُستخدم الكهرباء المولدة، في البداية، لتوفير الكهرباء لشاحن السيارة الكهربائية والعمليات في حقل النفط، الذي يعتمد عادةً على المرافق المحلية أو مولدات الديزل لتشغيل الآلات.

وقالت أوستروم إنها فرصة مغرية لمشغلي حقول النفط والغاز للاستفادة من مصدر الحرارة.

وعلى المدى القصير، يمكن أن تنخفض تكاليف التشغيل لمنتجي النفط، لأنهم لن يضطروا إلى الاعتماد على مرفق لتشغيل عملياتهم، والتحول إلى الطاقة الحرارية الأرضية من شأنه أن يقلل من الانبعاثات التي ينطوي عليها مجرد ضخ النفط والغاز من أرض.

وقالت أوستروم إن الهدف سيكون في الوقت المناسب أن تستحوذ شركة ترانزيشنل إنرجي على الآبار التي لم تعد تنتج ما يكفي من النفط والغاز لتكون قابلة للحياة اقتصاديًا وتحويلها بالكامل إلى عمليات الطاقة الحرارية الأرضية.

مستقبل الطاقة الحرارية الأرضية

تخطط شركة ترانزيشنل إنرجي لتوصيل شواحن السيارات الكهربائية بمحركات دورة رانكين، وإذا جرى توسيع نطاق ذلك، فقد يساعد ذلك في توسيع نطاق شحن السيارات الكهربائية في المناطق الريفية، وهو محدود للغاية حاليًا.

ووفقًا لمعهد دراسة البيئة والطاقة في واشنطن، فإن غالبية المناطق الريفية والمدن الصغيرة لا تحتوي على أجهزة شحن للسيارات الكهربائية على الإطلاق.

وتعتقد كبيرة مسؤولي التشغيل لدى شركة ترانزيشنل إنرجي، جوانا أوستروم، أن الطاقة الحرارية الأرضية يمكن أن تخلق مسارًا وظيفيًا جديدًا لعمال النفط والغاز مع انتقال العالم من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة.

وقالت أوستروم -التي أمضت 15 عامًا في العمل في صناعة النفط والغاز بنفسها، قبل أن تفقد وظيفتها في أثناء الوباء- إن عمال النفط والغاز يعرفون طريقة إنتاج السوائل بأمان وكفاءة واقتصاد.

وقال المؤسس المشارك لشركة ترانزيشنل إنرجي، بريت دوكينز: إنه ليس متأكدًا تمامًا من حجم القوى العاملة التي ستكون مطلوبة لتحويل آبار النفط المهجورة لشركة بلو سيدار إنرجي إلى طاقة حرارية أرضية.

بينما أعربت أوستروم عن ثقتها من أن العمال في آبار النفط والغاز سيجدون وظائف جديدة لاستخراج الطاقة الحرارية الأرضية.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق