التقاريرتقارير التكنو طاقةتقارير منوعةتكنو طاقةرئيسيةمنوعات

أكبر أجهزة احتجاز الكربون في العالم تقع تحت طائلة تغير المناخ

والشركة المُنتجة تُجري التعديلات عليها بعد "تجمد" بعض أجزائها

هبة مصطفى

امتدت آثار تغير المناخ إلى "أوركا" الأيسلندية، التي تُعد أكبر أجهزة احتجاز الكربون في العالم، وبدلًا من قدرة الآلة على تنقية الهواء من الانبعاثات تسبب انخفاض درجات الحرارة في إصابتها بالتجمد.

وتقوم أوركا على تقنية عمل رئيسة تتمثل في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتنقيته، لكن تلك التقنية حتى وإن بلغت طاقتها القصوى؛ فإنها ما زالت تواجه نطاقًا ضيقًا للانبعاثات المُقدرة بـ31.5 مليار طن على الصعيد العالمي وفق إحصاءات عام 2020.

ويتطلب تحدي تغير المناخ آليات وسبلًا متوازية، تتضمن تعزيز الحلول الطبيعية بجانب ابتكار ونشر التقنيات الداعمة للأهداف المناخية البشرية.

أكبر أجهزة احتجاز الكربون في العالم

باستخدام مراوح ضخمة وأنابيب قماشية تلتقط أوركا ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتضخ غازي النيتروجين والأوكسجين، اعتمادًا على "فلاتر" كيميائية.

أوركا.. أكبر أجهزة احتجاز الكربون في العالم
أوركا.. أكبر أجهزة احتجاز الكربون في العالم - الصورة من يورونيوز

وعقب احتجاز ثاني أكسيد الكربون النقي، تعمل أوركا على مزجه بالماء ويُضَخ بعدها في صخور البازلت البركانية ويستغرق عامين ليتحول إلى معدن داخل الصخور.

وأُطلقت أكبر أجهزة احتجاز الكربون في العالم، في سبتمبر/أيلول العام الماضي، تحت إدارة شركة كلايم ووركس السويسرية، التي تُخطط لمشروع أكبر بسعة تقارب 10 أضعاف أوركا تحت اسم "ماموث".

ويتلاءم قرار الشركة السويسرية بتثبيت أكبر أجهزة احتجاز الكربون في العالم بأيسلندا مع طبيعة البلاد التي تميل للنشاط البركاني، لكن التغير المناخي أدى دورًا مهمًا في إعاقة تلك الطموحات.

وشهدت القارة الأوروبية شتاء شديد البرودة وصل إلى حد التجمد في بعض بلدان القارة العجوز، ودفع نحو زيادة الطلب على الكهرباء المعتمدة على الفحم والغاز بصورة كبيرة.

أعطال أوركا

رغم أن أكبر أجهزة احتجاز الكربون في العالم تعد تقنية حديثة من حيث نطاقها الواسع؛ فإنها لم تنجُ من تأثيرات تغير المناخ.

ولم تكَد تمُر 6 أشهر على تشغيل أوركا؛ إلا أنها واجهت أعطالًا مدفوعة بالتغيرات المناخية بعدما تسبب انخفاض درجات الحرارة في "تجمد" جهاز امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وفق صحيفة إندبندنت.

ودفع الشتاء الماضي شديد البرودة الذي شهدته أوروبا -وخاصة أيسلندا- نحو إلحاق الضرر بمكونات رئيسة بأكبر أجهزة احتجاز الكربون في العالم، خاصة محركات النطاق التي توقفت عن العمل نتيجة "تجمد" الطقس.

وأعلنت الشركة السويسرية إجراء تعديلات على أوركا وإعادة النظر في بعض مكوناتها للتكيف مع متطلبات الطقس البارد، خاصة أن توقعات الأرصاد الجوية تنذر بشتاء شديد البرودة على الدول الأوروبية.

وتسببت أعطال أوركا، خلال الأسابيع الماضية، خارج العاصمة الأيسلندية ريكيافيك، في عدم قدرتها على الوفاء بمستهدفاتها الرامية لامتصاص 4 آلاف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه
مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في العالم

احتجاز الكربون والأهداف المناخية

تُعَد تقنية التقاط الكربون واحتجازه -وهي التقنية المُتبعة بأكبر أجهزة إزالة الكربون في العالم- تقنية شديدة الصلة بخطط الأهداف المناخية.

من جانبه، أكد رئيس سياسات المناخ بشركة كلايم ووركس السويسرية، كريستوف بيتلر، أن الأعطال التي واجهتها أوركا لا تتطلب تعديلات عالية التقنية، وإنما ستشمل فقط تصميم بعض الأجزاء لما يتناسب مع مظاهر التغير المناخي.

وأضاف بيتلر أنه فور الانتهاء من التعديلات المطلوبة سوف تعود أوركا، التي تُركز على تقنيات احتجاز الكربون وتنقية الهواء، للعمل بطاقتها المتوقعة.

ويُعَول الداعمون للأهداف المناخية على تقنيات احتجاز الكربون خلال رحلة مكافحة آثار التغير المناخي، مؤكدين أن التقنيات المبتكرة والمُصنعة تسير بالتوازي مع الحلول الطبيعية والبشرية مثل التوسع في الغابات وخفض الانبعاثات وغيرهما.

ورغم وضوح التقنية باعتبارها مسارًا يعمل على خفض الكربون وسهولة اعتمادها ونشرها؛ فإنها لا يمكن الاعتماد عليها دون تدابير التخلص من الوقود الأحفوري وخفض الانبعاثات، وفق ما أكدته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "آي بي سي سي".

احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه
احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه - أرشيفية

نشاط كلايم ووركس

لم تكُن أكبر أجهزة احتجاز الكربون في العالم بأيسلندا هي الأولى من نوعها للشركة السويسرية كلايم ووركس؛ إذ افتتحت أولى المنشآت العالمية المخصصة للغرض ذاته قبل 5 سنوات بمدينة زيورخ، وفق ما نشرته مجلة ساينس.

وأعلنت كلايم ووركس حينها أن محطتها بسويسرا سوف تعمل على التقاط ثاني أكسيد الكربون بحجم سنوي تقريبي يصل إلى 900 طن، مشيرة إلى أن العالم يحتاج إلى 250 ألف منشأة مماثلة حتى يتمكن من التقاط الانبعاثات.

وبينما تتفق بعض الشركات على أهمية تقنية التقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء، تباينت فيما بينها في طريقة تخزينه؛ إذ يتجه البعض لتخزينه في صخور معينة للاستفادة منه في إنتاج المعادن مثل ما فعلته كلايم ووركس في أوركا.

بينما تُفَضل شركات أخرى تخزينه تحت الأرض، أو إعادة استخدامه في إنتاج بعض أنواع الوقود، وفق يورونيوز.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق