أخبار منوعةرئيسيةمنوعات

الاحتجاجات تعطل 20% من إنتاج النحاس في بيرو

والحكومة تستعد لإعلان حالة الطوارئ

دينا قدري

تعطَّل نحو خُمس إنتاج النحاس في بيرو، في ظل تصاعد الاحتجاجات ضد شركات التعدين؛ لعدم وصول الثروة المعدنية إلى المجتمعات، على الرغم من ارتفاع الأسعار العالمية، وهو ما دفع الحكومة لبحث إعلان حالة الطوارئ.

إذ توقّف الإنتاج في منجم لاس بامباس التابع لشركة إم إم جي الصينية، أمس الأربعاء 20 أبريل/نيسان، بعد أن دخل مواطنون المنجم وأقاموا معسكرًا بداخله؛ ما دفع إدارة المنجم إلى إعلان تعليق العمليات، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

جاء ذلك بعد أن أوقف منجم كواجوني التابع لشركة ساوثرن كوبر كورب العمليات في 28 فبراير/شباط، إثر إغلاق سكان مجتمع مجاور إمدادات المياه إلى المنجم، مطالبين بتعويض مالي وحصة من الأرباح المستقبلية.

احتجاجات التعدين في بيرو

في الوقت نفسه، تنظم النقابات في منطقة كوسكو الغنية بالمعادن إضرابات ضد ارتفاع الأسعار، بينما يستعد السكان بالقرب من منجم جلينكور للنحاس لاستئناف الاحتجاجات ضد التوسيع المخطط له في منجم أنتاباكاي.

ومن المعروف أن النزاعات المجتمعية ليست جديدة في بيرو، وبعض الاضطرابات الحالية تدور حول حماية إمدادات المياه، أكثر من الاستيلاء على حصة أكبر من الثروة المعدنية، حسبما أكدت وكالة بلومبرغ.

وهذه المرة، تأتي احتجاجات التعدين في إطار المزيد من الاضطرابات العامة بشأن تكاليف المعيشة، التي أشعلت مناخًا سياسيًا متوترًا في عهد الرئيس بيدرو كاستيلو، الذي ارتفع في عهده عدد الصراعات الاجتماعية بنحو 7%.

إنتاج النحاس في بيرو
احتجاجات سابقة ضد صناعة النحاس في بيرو - أرشيفية

صناعة النحاس في بيرو

صرّح رئيس وزراء بيرو، أنبيال توريس، أمس الأربعاء 20 أبريل/نيسان، بأن صبر الحكومة ينفد لحلّ المشكلة، مشيرًا إلى أن البلاد تستعد لإعلان حالة الطوارئ بالقرب من منجم كوانجوني.

وقال توريس، إن المجتمعات "تطالب بشيء غير عقلاني، 5 مليارات دولار.. لقد دفعَنا ذلك إلى إعلان حالة الطوارئ، ويجب حلّ المشكلة الآن".

وكانت حكومة الرئيس بيدرو كاستيلو مترددة في استخدام إعلان حالة الطوارئ، التي تعلق الحريات المدنية، من أجل قمع الاحتجاجات ضد صناعة النحاس في بيرو.

وانتُخِب كاستيلو العام الماضي، بدعم هائل من المجتمعات في مناطق التعدين، وسط تعهدات بتوزيع أرباح النحاس في بيرو بشكل أفضل.

يُذكر أن إنتاج النحاس في بيرو وصل إلى 2.3 مليون طن في عام 2021، وفقًا لإحصاءات حكومية. وأنتج لاس بامباس ما يقرب من 300 ألف طن، بينما أنتج كواجوني 170 ألف طن أخرى، أي ما مجموعه 20% من إنتاج النحاس في بيرو.

الضرائب والتأميم.. هل يكونان الحل؟

مع مناقشة المشرّعين تدابير لتهدئة معاناة السكان من أسرع تضخم منذ 24 عامًا، يتطلع السياسيون في بيرو إلى صناعة التعدين للمساعدة بدفع الفاتورة.

وقال وزير المالية السابق في عهد كاستيلو، بيدرو فرانك، إنه يمكن إضافة أكثر من مليار دولار إلى خزائن الدولة، مع زيادة متواضعة في ضرائب التعدين.

واستغل آخرون التوترات لإشعال النداءات من أجل اتخاذ تدابير أكثر صرامة.

إذ كتب مؤسس حزب كاستيلو، فلاديمير سيرون، بمنشور في تويتر: "تأميم الموارد الإستراتيجية هو حجر الزاوية في تنمية الدولة".

إنتاج النحاس في بيرو
رئيس بيرو، بيدرو كاستيلو - أرشيفية

حسابات سياسية

يتعرض الرئيس كاستيلو -الذي تهرّب من محاولتي عزل منذ تولّيه منصبه في يوليو/تموز من العام الماضي- لانتقادات من قبل صناعة التعدين وبعض الجماعات المجتمعية.

وقال المدير المالي لجنوب بيرو، راؤول جاكوب، هذا الأسبوع، إن الحوار في كواجوني لم يتقدم كثيرًا وسط "بعض السلبية" من قبل الحكومة لحلّ النزاعات.

وتُلقي الصناعة بعض اللوم في تصاعد الاضطرابات على إعطاء الإدارة الأولوية للحقّ في الاحتجاج، على مخاوف أخرى، مثل النقل المجاني.

وفي المناطق المعزولة التي تعاني من ضعف الخدمات والبنية التحتية، يمكن أن تصبح المناجم حكومات محلية فعلية، ومن ثم هدفًا سهلًا للتظلمات.

إلّا أنه كان على كاستيلو أن يسير في طريق محفوفة بالمخاطر، وبعد تخفيف نبرته بشأن تأميم الموارد لاسترضاء الفصائل الأكثر اعتدالًا، سعى الرئيس للحفاظ على دعم الفصائل الأكثر تشددًا في حزبه والناخبين الريفيين الذين وضعوه في السلطة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق