التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

الفحم والحرب.. عراقيل أمام استمرار القطارات البخارية في بريطانيا

أمل نبيل

يتواصل تأثير الحرب الروسية الأوكرانية في كثير من أوجه الحياة في أوروبا، والآن تواجه خطوط القطارات البخارية التراثية في بريطانيا نقصًا حادًا في إمدادات الفحم.

ومع تفاقم الأزمة ونقص الفحم اللازم للتشغيل، صارت بعض الخدمات في نحو 150 خطًا من خطوط القطارات البخارية مهددة بالإلغاء أو التأجيل، مع تضاؤل الإمدادات رغم اقتراب عطلة عيد الفصح.

وتعود جذور الأزمة إلى توقف منجم "إف فوس-واي-فرات" للفحم في جنوب ويلز عن الإنتاج في يناير/كانون الثاني، في وقت مبكر عما كان متوقعًا له، وهو آخر منجم لتزويد القطارات البخارية بالفحم في المملكة المتحدة.

وتخطط بريطانيا للتوقف عن استخدام الفحم في توليد الكهرباء بنهاية عام 2024، سعيًا وراء تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وفاقمت الحرب في أوكرانيا من حدّة الأزمة مع توقّف إمدادات الفحم الروسية، إذ تمتلك بعض القطارات شهرًا واحدًا فقط من الإمدادات، وفقًا لموقع سكاي نيوز.

نقص مخزونات الفحم

قال الرئيس التنفيذي لرابطة السكك الحديدية التراثية، ستيف أوتس: "في الوقت الحالي، لسنا متأكدين من أين ستأتي الإمدادات التالية من الفحم، هناك عدد قليل من القطارات التي لديها مخزون يكفيها حتى نهاية مايو/أيار المقبل".

وتواجه القطارات البخارية في بريطانيا تحديَين يتمثلان في التوقف عن استخراج الفحم في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى نقص الإمدادات الخارجية، جراء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وأضاف أوتس، أن الرابطة تُجري محادثات مع حكومتي المملكة المتحدة وويلز، حول إطالة عمر بعض محطات مناجم الفحم للحفاظ على الإمدادات المحلية من الخام الأسود.

كيف تعرقل الحرب الروسية الأوكرانية القطارات البخارية في إنجلترا؟
محطة سكة حديد تراثية تعمل بالفحم في المملكة المتحدة

وأكد رئيس رابطة السكك الحديدية التراثية أن حلّ الأزمة بشكل فوري يتطلب شحن آلاف الأطنان من الفحم من الخارج، وأضاف: "نتطلع حاليًا لاستيراد الفحم من أستراليا وجنوب أفريقيا وموزمبيق".

وتمتلك بريطانيا أكثر من 150 خطًا من السكك الحديدية التراثية، والتي تُقدَّر قيمتها بنحو نصف مليار جنيه إسترليني (653 مليون دولار).

ويتكدس آخر 50 طنًا من الفحم الويلزي في محطة سكة حديد جلوسيستر شايروارويكشاير البخارية " جي دبليو إس أر"، وتُسَيَّر القطارات حاليًا بفحم مُستورَد من كولومبيا.

أثار بيئية واقتصادية

قال رئيس سكة حديد جلوسيستر شاير وارويكشاير، ريتشارد جونوسون، إن الوضع الحالي له أثار سلبية من الناحية الاقتصادية والبيئية، إذ يتسبّب استيراد الفحم من كولومبيا في انبعاثات كربونية أكثر من الصادرة عن الفحم الويلزي.

وتستخدم القطارات البخارية في المملكة المتحدة نحو 30 ألف طن من الفحم سنويًا، وتمثّل ما يقرب من 0.02% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في بريطانيا.

وأضاف: "ارتفعت فاتورة استيراد الفحم لدينا بنحو 45 ألف جنيه أسترليني (58.77 ألف دولار) هذا العام".

ويُمثّل استيراد الفحم من الخارج حلًا مؤقتًا للأزمة التي تواجهها القطارات البخارية في المملكة المتحدة، في حين يجري العمل على تطوير فحم بشري طويل الأجل.

وتعدّ محطة السكك الحديدية "جي دبليو إس أر" واحدة من المحطات التي تختبر العمل بهذا النوع من الوقود، لكن هناك مخاوف بشأن الكفاءة والتكلفة مقارنة بالفحم الطبيعي.

وتمثّل السكك الحديدية البخارية مصدرًا مهمًا للسياحة في المملكة المتحدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق