رئيسيةأخبار الغازروسيا وأوكرانياعاجلغاز

بوتاش التركية تتجه إلى رفع أسعار الغاز لمواجهة نزيف الخسائر

على الرغم من أن قرار زيادة أسعار الغاز والكهرباء في تركيا لم يمر عليه سوى عدة أيام، فإن شركة بوتاش التركية تخطط لرفع الأسعار مرة أخرى مع ارتفاع فاتورة واردات الطاقة.

وأدى ارتفاع تكاليف الطاقة العالمية إلى زيادة الضغط على شركة بوتاش التركية الحكومية لاستيراد الطاقة لزيادة الأسعار، على الرغم من شكوى المصنّعين من أن الزيادات الأخيرة في الأسعار تهدّد عملياتهم.

وكانت أسعار الغاز والكهرباء في تركيا قد شهدت ارتفاعًا كبيرًا وصل إلى 50%، مطلع الشهر الجاري، مع ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية.

ورفعت شركة "بوتاش" التركية الحكومية أسعار الغاز الطبيعي للمنشآت الصناعية بنسبة 50%، وللمنازل بنسبة 35%، ولإنتاج الكهرباء بنسبة 44.3%.

أسعار الطاقة

قال مسؤولون إن شركة تشغيل خط الأنابيب والشركة التجارية احتاجتا إلى دفع 100 مليار ليرة (6.8 مليار دولار) من الخزانة العام الماضي، لتغطية النقص والخسائر المتسارعة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة.

ويطرح ارتفاع أسعار الغاز العديد من التحديات أمام السلطات في تركيا، التي تستورد ما يقرب من جميع احتياجاتها من الطاقة، إذ اشترت شركة بوتاش مليارات الدولارات من المصرف المركزي لتغطية مشترياتها، ما أدى إلى تآكل الاحتياطيات الأجنبية المنخفضة للمصرف، في حين أدت مدفوعات الخزانة لبوتاش إلى توسيع عجز الميزانية.

في الوقت نفسه، فإن أي زيادة في أسعار الغاز تفرضها شركة بوتاش على الصناعة التركية يمكن أن تلحق الضرر بدافع الحكومة للنمو الاقتصادي المدفوع بالتصدير، مع الحفاظ أيضًا على الضغط التصاعدي على التضخم الذي تجاوز 60%.

أسعار بوتاش

قال 4 صناعيين -يمثلون أكثر القطاعات كثافة في استخدام الغاز والكهرباء، مثل الصلب والسيراميك والأسمنت، لوكالة رويترز- إن ارتفاع التكاليف سيرفع أسعار سلعهم.

حتى الآن، أبقت بوتاش أسعار الغاز للمستهلكين والصناعة أقل بكثير من 830 دولارًا لكل ألف متر مكعب التي تدفعها في أبريل/نيسان.

وقالت إن أحدث زيادات في الأسعار في الأول من أبريل/نيسان ما زالت تترك للأسر دعمًا فعالًا بنسبة 70%.

وقال مسؤول حكومي كبير: "لقد قدمت بوتاش دعمًا كبيرًا إلى المنازل ومحطات الكهرباء والشركات الصناعية، مقارنة بأوروبا، وقبل ارتفاع الأسعار، دفعت الصناعة ومحطات الكهرباء ثُمن السعر ودفعت الأسر 20% من السعر".

وأضاف: "الآن لا تزال شركة بوتاش تتكبد خسائر فادحة، لكن هذه سياسة حكومية والدعم مستمر".

أسعار الغاز في تركيا
خزانات النفط في ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط ​​الذي تديره شركة أنابيب البترول المملوكة للدولة (بوتاش)

خسائر الشركة التركية

منذ نهاية عام 2020، رفعت شركة بوتاش سعر الغاز الطبيعي للصناعة بنسبة 568% بالليرة، وفقًا لحسابات رويترز، ويعكس ذلك انخفاضًا بنسبة 49% في الليرة التركية مقابل الدولار في تلك المدة إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة العالمية.

وعلى الرغم من الزيادات، خسرت بوتاش مليارات الدولارات في الربع الأول، وإذا استمرت الأرقام الحالية لبقية العام، فمن المتوقع أن تنمو الخسارة بشكل كبير، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وتعني مشكلات الميزانية العمومية لبوتاش أنه حتى مع استمرار دعم الخزانة بقيمة 14.7 مليار ليرة في فبراير/شباط، فإنها تواجه صعوبات في الاقتراض من المصارف.

(الدولار = 14.6880 ليرة)

تكلفة ارتفاع الأسعار

قال مصدر: "تفضّل الحكومة عدم رفع الأسعار التي من شأنها دفع التضخم إلى الارتفاع قدر الإمكان، لكن هناك تكلفة خطيرة مرتبطة بأسعار السلع".

وتضاعفت تكلفة واردات تركيا من الطاقة في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 16.6 مليار دولار، ما ساعد على رفع العجز التجاري لأنقرة بنسبة 135%.

وفي فبراير/شباط وحده، اشترت شركة بوتاش وكيانات حكومية أخرى 5.37 مليار دولار من العملات الأجنبية من المصرف المركزي.

وقال مسؤول حكومي كبير إن الصناعيين طلبوا الدعم من الحكومة، بما في ذلك تخفيض ضريبة القيمة المضافة في تركيا بنسبة 18%، لمساعدتهم على التعامل مع ارتفاع أسعار الغاز.

كما حذروا من أن الزيادات الإضافية في أسعار الطاقة ستنعكس على أسعار السلع، ما يؤدي إلى ارتفاع التضخم ويحد من القدرة التنافسية للشركات التركية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق