التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةعاجلمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

الإنفاق على الطاقة النظيفة عالميًا يقفز إلى 710 مليارات دولار (تقرير)

مسجلًا مستويات غير مسبوقة

وحدة أبحاث الطاقة

ارتفع الإنفاق على الطاقة النظيفة بموجب الحزم التي دشنتها حكومات دول العالم للتعافي الاقتصادي من وباء كورونا، بنحو 50% في غضون الأشهر الـ5 الماضية، مسجلًا مستويات غير مسبوقة.

وبحسب تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية، اليوم الثلاثاء، فإن التزامات إنفاق الحكومات على الطاقة النظيفة قفزت إلى 710 مليارات دولار، بزيادة 50% عن المستويات المسجلة نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكان الإنفاق على الطاقة النظيفة من جانب حكومات العالم -ضمن الاستجابة إلى الأزمة التي خلّفها وباء "كوفيد-19"- بلغ 470 مليار دولار حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول لعام 2021.

كما أن الإنفاق على الطاقة النظيفة من جانب الحكومات عند هذا المستوى غير المسبوق كان أعلى 40% عن مستويات الإنفاق على الطاقة النظيفة عالميًا التي شُوهدت في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008، وفق وكالة الطاقة الدولية.

اختلافات بين المناطق

يظهر أحدث تحديث لبرنامج تتبع التعافي المستدام التابع لوكالة الطاقة الدولية، اختلالات مقلقة بين المناطق.

وكالة الطاقة الدوليةوتمثّل الاقتصادات المتقدمة الجزء الأكبر من جهود الإنفاق الأخضر العالمي، إذ تعتزم هذه البلدان إنفاق أكثر من 370 مليار دولار قبل حلول نهاية عام 2023.

ومن شأن هذا الإنفاق على الطاقة النظيفة من جانب الحكومات أن يُمهد الطريق أمام المسار العالمي لوكالة الطاقة الدولية، للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.

بينما الإنفاق على الطاقة النظيفة من جانب الاقتصادات الناشئة والنامية يمثّل عُشر المبلغ المخصص لتدابير التعافي المستدام في الاقتصادات المتقدمة، بحسب وكالة الطاقة.

ويعكس هذا التفاوت في الإنفاق على الطاقة النظيفة الظروف المالية والاقتصادية المختلفة للغاية، كما يشير التقرير.

ومن المخطط أن تخصص الاقتصادات الناشئة والنامية نحو 52 مليار دولار للإنفاق على التعافي المستدام بحلول نهاية عام 2023، وهي مبالغ أقل كثيرًا عن المطلوب لتمهيد الطريق نحو تحقيق الحياد الكربون منتصف هذا القرن.

ومع ذلك، من المستبعد تضييق الفجوة بين الاقتصادات المتقدمة والاقتصادات الناشئة والنامية على المدى القريب، إذ تواجه حكومات العالم ذات الموارد المالية المحدودة تحديات تحمل تكاليف الغذاء والوقود وسط ارتفاع أسعار السلع الأساسية في أعقاب الحرب في أوكرانيا.

تحقيق الحياد الكربوني

يقول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة، فاتح بيرول، إن البلدان التي تتمركز بها الطاقة النظيفة في قلب خطط التعافي، تحافظ على إمكان تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

ويضيف: "لكن الظروف المالية والاقتصادية الصعبة أدت إلى تقويض الموارد العامة في كثير من بقية أنحاء العالم".

وشدد بيرول على أهمية التعاون الدولي، وأنه ضروري لتغيير اتجاهات الاستثمار في الطاقة النظيفة، خاصةً في البلدان الناشئة والنامية.

وبينما يشير التحديث الأخير لبرنامج تتبع التعافي المستدام إلى علامات واعدة في الاقتصادات المتقدمة، على حين لا يزال العالم بحاجة إلى توسيع جهود نشر الطاقة النظيفة بشكل كبير هذا العقد، وفقًا لما قاله بيرول.

وحال الرغبة في الحفاظ على أمل الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، يجب توسيع جهود الإنفاق على الطاقة النظيفة في الاقتصادات النامية أولًا، وفقًا للتقرير.

حجم الإنفاق الحكومي

في المجمل، لا يزال الإنفاق العام على الطاقة المستدامة يُشكّل نسبة صغيرة من التدفقات المالية غير المسبوقة عالميًا والبالغة 18.2 تريليون دولار، التي خصصتها الحكومات لمواجهة الآثار الاقتصادية لوباء كورونا.

ومع ذلك، تقدر وكالة الطاقة الدولية أن الإنفاق على الطاقة النظيفة الذي حددته الحكومات قبل عام 2023 يمكن أن يزيد على 1.6 تريليون دولار من خلال تعبئة مستويات أعلى من مشاركة القطاع الخاص.

برنامج التعافي المستدام

يفحص متتبع برنامج التعافي المستدام التابع لوكالة الطاقة الدولية أكثر من 1000 سياسة وطنية جرى سنها لتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة، باعتبارها جزءًا من التدابير المالية الرامية للحد من التداعيات الاقتصادية للوباء.

وكانت وكالة الطاقة الدولية أطلقت أداة التتبع تلك لأول مرة في يوليو/تموز عام 2021، وطلبت من قادة مجموعة دول العشرين (G20) تحديثها مرة أخرى خلال اجتماعهم في روما نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وتعتزم وكالة الطاقة الدولية مواصلة تتبع الاستجابات المالية الحكومية لأزمة الطاقة المستمرة، بالإضافة إلى تتبع الإنفاق الحكومي الموجه نحو الطاقة النظيفة، وفقًا للتقرير.

الحياد الكربوني

ومن المقرر أن يشمل برنامج تتبع التعافي المستدام -بجانب الإنفاق على الطاقة النظيفة- كيفية استخدام الحكومات للموارد المالية، لضمان أمن الإمدادات والحفاظ على القدرة على تحمل التكاليف ومقارنة تحولات الطاقة النظيفة مقابل معيار تحقيق الحياد الكربوني لوكالة الطاقة بحلول 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق