رئيسيةتقارير الهيدروجينهيدروجين

هل يحل الهيدروجين محل الوقود الأحفوري في إنتاج الكهرباء؟

أمل نبيل

مع تصاعد حدة المخاوف من نقص إمدادات الطاقة جرّاء الهجوم الروسي على أوكرانيا، بدأت الدول العالمية البحث عن بدائل أنظف لإنتاج الكهرباء، يتصدّرها الهيدروجين، المتوقع أن يؤدي دورًا مهمًا في تقليص الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري.

وتُعدّ روسيا موردًا رئيسًا للنفط والغاز، وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، وضع عدد من الاقتصاديات الكبرى خُططًا لتقليل الاعتماد على الهيدروكربونات.

وأصدرت الولايات المتحدة الأميركية والمفوضية الأوروبية بيانًا يوم الجمعة (25 مارس/آذار)، عن أمن الطاقة، أعلنتا من خلاله إنشاء فريق عمل مشترك حول هذه القضية.

توريد الغاز الأميركي إلى الولايات المتحدة

قال الطرفان -الأميركي والأوروبي-: "إن الولايات المتحدة ستسعى جاهدة إلى ضمان توريد ما لا يقل عن 15 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام".

وأضافا: "من المتوقع أن تزداد هذه النسبة في المستقبل".

وتعتمد الدول الأوروبية على الغاز الروسي في تلبية 40% من احتياجاتها، وتُخطط لتقليص الاعتماد على الغاز الروسي بنحو الثلث قبل نهاية العام الجاري، والتخلص التدريجي منه قبل حلول عام 2030.

وتعليقًا على الاتفاقية، قال الرئيس الأميركي جو بايدن: "إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيعملان معًا على اتخاذ إجراءات محددة لتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي، وتعظيم توافر الطاقة المتجددة واستخدامها".

الهيدروجين.. هل يصبح مصدرًا بديلًا للوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة؟
محطة لإنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة

وتشير التوقعات إلى استمرار استهلاك الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة عند مستوياته الحالية خلال عامي 2022 و2023.

وتواجه الحكومات حول العالم -التي تسعى إلى تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، ومنع الآثار السيئة لتغير المناخ، وحماية أمن الطاقة في الوقت ذاته- تحديات صعبة.

ويوم الإثنين (28 مارس/آذار)، نُوقشت التحديات والفرص التي يواجهها قطاع الطاقة خلال حلقة نقاشية في المنتدى العالمي للطاقة الذي ينظمه المجلس الأطلسي في دبي، بالإمارات العربية المتحدة.

التوترات التي تواجه قطاع الطاقة

خلال الجلسة التي أدارها مذيع قناة سي إن بي سي، هادلي جامبل، سّلط الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية للنفط والغاز الضوء على التوترات الحالية التي تواجه قطاع الطاقة.

وأضاف كلاديو ديسكالزي أنه خلال الأعوام الـ200 الماضية استُغلت جميع مصادر الطاقة، بدايًة من الفحم، ومرورًا بالنفط والغاز، ووصولًا إلى مصادر الطاقة المتجددة.

وتابع: "على مدار التاريخ، لم نعثر على أي مصدر أو منبع للطاقة، يمكنه أن يحلَ محلَ كل شيء.. إن التفكير في أن هناك مصدرًا للطاقة يمكن أن يكون بديلًا للمصادر الأخرى كافة ضرب من الجنون".

ومن المتوقع أن يرتفع استهلاك الغاز الطبيعي على الصعيد العالمي بأكثر من 40% بحلول عام 2050، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وقالت نائبة مساعد وزير الخارجية لتحويل الطاقة في وزارة الخارجية الأميركية. آنا شبيتسبرج: "بينما ستركز لجنة العمل المشتركة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على مجالات مثل تأمين إمدادات الغاز الطبيعي المسال، سيُركز -أيضًا- على البنية التحتية، بالإضافة إلى منح الثقة للمنتجين الأميركيين، الأمر الذي من شأنه زيادة الإنتاج على الصعيد المحلي وزيادة الإمدادات إلى أوروبا على المدى الطويل وحتى عام 2030".

ونوهت بضرورة عدم المساومة على انتقال الطاقة قبل اتخاذ خطوات فعلية في هذا الشأن، في إشارة إلى تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة إيني.

وأكدت نائبة مساعد وزير الخارجية لتحويل الطاقة في وزارة الخارجية الأميركية، أنه لا يمكن الاعتماد على مصدر واحد لإنتاج الطاقة؛ لذلك نضخ استثمارات بمليارات الدولارات في البحث والتطوير في مجال الهيدروجين.

ووصفت شبيتشبيرج الهيدروجين بأنه أهم مصدر للطاقة، نظرًا إلى الدور الذي يؤديه في دعم الطاقة النووية والغاز والطاقة المتجددة، وتحويل جزء كبير منها إلى مصادر نظيفة فضلًا عن التقاط الكربون وتخزينه.

ناقل طاقة متعدد الاستخدامات

وصفت وكالة الطاقة الدولية "الهيدروجين" بأنه ناقل طاقة متعدد الاستخدامات، إذ يحتوي على مجموعة متنوعة من التطبيقات، ويمكن استخدامه في مجالات عديدة مثل الصناعة والنقل

وارتفعت تكلفة إنتاج الهيدروجين الأزرق والرمادي بأكثر من 70%، من 8 إلى 12 دولارًا لكل كيلوغرام منذ اندلاع شرارة الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ويمكن إنتاج الهيدروجين بعدة طرق، تستخدم إحداها التحليل الكهربائي لتقسيم الماء إلى أوكسجين وهيدروجين، إذا كانت الكهرباء المستخدمة في هذه العملية من مصادر متجددة مثل الرياح أو الطاقة الشمسية، فإنه يُسمى هيدروجينًا أخضر أو متجددًا.

ويُنتج معظم الهيدروجين -حاليًا- من مصادر الوقود الأحفوري.

بينما أكد الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال، ماجد جعفر، أهمية الغاز في صناعة الطاقة المتجددة، إذ يدعم إمداداتها المتقطعة، بالإضافة إلى كون الغاز الطريق إلى التقنيات المستقبلية مثل الهيدروجين.

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، شهد عام 2021 وصول انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن قطاع الطاقة إلى أعلى مستوى لها في التاريخ، بنسبة ارتفاع 6%، وصولًا إلى مستوى قياسي بلغ 363 مليار طن متري.

ومثّل الفحم 40% من إجمالي انبعاثات الكربون خلال العام الماضي، مسجلًا رقمًا قياسيًا بلغ 15.3 مليار طن متري، في حين أنتج الغاز الطبيعي 7.5 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما أنتج النفط 10.7 مليار طن متري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق