التقاريرالتقارير السنويةتقارير النفطنفطوحدة أبحاث الطاقة

تاريخ اكتشاف النفط في السعودية.. رحلة المملكة لتحتل موقع الصدارة عالميًا

الرحلة بدأت عام 1933

وحدة أبحاث الطاقة

تحلّ اليوم (3 مارس/آذار) الذكرى الـ85 لتاريخ اكتشاف النفط في السعودية، الذي لعب دورًا محوريًا في أسواق الطاقة العالمية وجعل المملكة تلعب دورًا رئيسًا في دعم استقرار سوق النفط بصفة خاصة.

ووقّعت السعودية أول اتفاقية امتياز للتنقيب عن النفط في رمالها عام 1933 مع الشركة الأميركية ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا "سوكال"، تقرَّر على إثرها إنشاء شركة تابعة لها سُمّيت بكاليفورنيا أرابيان ستاندرد أويل كومباني "كاسوك" - أرامكو حاليًا- للعمل على تنفيذ الاتفاقية.

ولم تكن بدايات المملكة -اللاعب الرئيس في سوق الطاقة حاليًا- سهلة في الوصول إلى الذهب الأسود بباطن صحرائها، إذ كانت مخيّبة للآمال، فقد استغرق العثور على الخام منذ توقيع أول اتفاقية للبحث والاستكشاف سنوات عديدة.

وكان هناك محاولات عديدة، منذ أوائل الثلاثينات من القرن الماضي -من بئر الدمام 1 وحتى بئر الدمام 6- لكن عندما بدأت الشركة المُنقبة تفكر في الرحيل، اكتُشف بئر الدمام 7، يوم 3 مارس/آذار عام 1938، مع الوضع في الحسبان أن بعض المصادر تُرجح أنه يوم 4 مارس/آذار.

اكتشاف بئر الخير

بئر الدمام 7

بدأت أولى عمليات حفر الآبار للوصول إلى النفط عام 1935، ولكن لم تتوصل الشركة الأميركية إلى أيّ نتائج إيجابية، ما دفعها إلى الاستعانة عام 1937 بكبير الجيولوجيين ماكس ستاينكي لأخذ مشورته، والذي رأى استمرار أعمال البحث.

ويأتي عام 1938، ليُثبت رؤية ماكس ستاينكي حول استمرار الحفر، لتتوصل السعودية إلى كميات تحارية من النفط في بئر الدمام رقم 7، والتي سبقها محاولات حفر 6 آبار لم تحْوِ مكمنًا للخام.

وبعد تدفّق النفط في السعودية بكميات تجارية من بئر الدمام رقم 7، والتي يطلق عليها بئر الخير، صدّرت البلاد أول شحنة من الخام عام 1939، على متن الناقلة "د. جي. سكوفيلد"، والتي أدار الملك عبدالعزيز الصمام بيده لتعبئتها.

ومن ثم، توالت اكتشافات السعودية لحقول جديدة، إذ عثرت على حقل بقيق عام 1940، والذي يقع في المنطقة الشرقية للمملكة، كما يضم حاليًا أكبر مرفق لمعالجة النفط، وأكبر معمل لتركيز النفط الخام في العالم.

وفي عام 1944، تقرَّر تغيير اسم شركة كاليفورنيا أرابيان ستاندرد أويل كومباني "كاسوك" إلى شركة الزيت العربية الأميركية - أرامكو حاليًا-، ومن ثم نُقِل مقرّ إدارتها من نيويورك إلى مدينة الظهران في السعودية عام 1952.

وخلال تلك المدة، ومع توالي الاكتشافات، نجحت الشركة بتحقيق رقم قياسي -حينذاك- بإنتاج النفط بلغ 500 ألف برميل يوميًا بحلول عام 1949.

ومع النمو السريع لإنتاج النفط في السعودية، دفع ذلك البلاد إلى تأسيس خط أنابيب "تابلاين" عام 1950، بطول 1.212 ألف كيلومتر لنقل الخام من الحقول، إذ كان يربط الخط بين المنطقة الشرقية عاصمة النفط في المملكة والبحر الأبيض المتوسط، وهو ما ساعد على تقليل تكلفة التصدير.

ويشار إلى أنه توقّف العمل بخط "تابلاين"، وتحوّل إلى أول موقع تراث صناعي في السعودية.

كما تقرَّر استبعاد الإنتاج من بئر 7 لأسباب تشغيلية، إذ استمرت البئر في العمل حتّى عام 1982، وبلغت الكمية التي أنتجتها البئر حتى استبعادها نحو 32 مليون برميل، وبمعدل إنتاج يومي 1600 برميل.

ويوضح الرسم التالي إنتاج السعودية من النفط منذ اكتشافه:

إنتاج النفط السعودي منذ اكتشافه

أكبر حقل بحري في العالم

في عام 1951، عثرت المملكة على حقل السفانية في مياه الخليج العربي الضحلة، بعد عامين من البحث في تلك المنطقة، والذي يعدّ أكبر حقل بحري في العالم، ليتجاوز إنتاج النفط في السعودية مليون برميل من الخام يوميًا، بحلول عام 1958.

وسجلت البلاد رقمًا قياسيًا جديدًا -حينذاك-، إذ بلغ إنتاج النفط في السعودية، بحلول عام 1962، نحو 5 مليارات برميل.

وشهدت السبعينيات أولى خطوات الحكومة السعودية نحو تأميم شركة أرامكو، إذ قامت في عام 1973 بشراء 25% من رأسمال أرامكو، قبل أن ترتفع هذه النسبة عام 1974 إلى 60%.

وطبقًا للحكومة السعودية، زاد إنتاج النفط الخام بنحو 19% سنويًا في المتوسط، من عام 1945، وحتى عام 1974، ليصل إلى 8.2 مليون برميل يوميًا في ذاك العام.

وبحلول عام 1980، نجحت الحكومة في الاستحواذ على كامل رأسمال شركة أرامكو، وتغيير اسمها إلى شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية"، وتعيين علي النعيمي أول رئيس سعودي للشركة عام 1984.

السعودية لاعب رئيس

على مدار السنوات منذ تاريخ اكتشاف النفط في السعودية وحتى الوقت الراهن، تؤدي المملكة دورًا محوريًا ومهمًا في سوق الطاقة العالمية، فهي أكبر مصدّر للنفط عالميًا، وكذلك أكبر عضو منتج للخام في منظمة أوبك، والثانية بعد الولايات المتحدة على المستوى العالمي.

وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن مجلة أويل آند غاز، ارتفعت احتياطيات النفط المؤكدة للسعودية خلال العام الماضي إلى 267.1 مليار برميل خلال 2022، مقابل 261.6 مليار برميل في 2021.

ووفق بيانات منظمة أوبك، بلغ إنتاج السعودية من النفط الخام 10.532 مليون برميل يوميًا في 2022، ارتفاعًا من 9.114 مليون برميل يوميًا، كما يرصد الرسم التالي:

إنتاج السعودية من النفط الخام

وتجدر الإشارة إلى أن السعودية سجلت أعلى مستوى على الإطلاق من حيث إنتاج النفط في أبريل/نيسان 2020، عندما بلغ 11.6 مليون برميل يوميًا.

وبحسب أحدث البيانات الشهرية المتاحة، بلغ إنتاج النفط الخام في السعودية 10.319 مليون برميل يوميًا خلال يناير/كانون الثاني 2023، مع التزام المملكة باتفاقية خفض إمدادات النفط مليوني برميل يوميًا بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حتى ديسمبر/كانون الأول 2023.

ومع ارتفاع أسعار الخام خلال العام الماضي، قفزت إيرادات السعودية من بيع النفط الخام خلال العام الماضي إلى 326.16 مليار دولار، مقابل 202.05 مليار دولار في 2021.

يوضح الرسم البياني التالي إيرادات صادرات النفط السعودي على أساس شهري خلال السنوات الـ4 الماضية:

إيرادات صادرات النفط السعودي

وبحسب أرقام مبادرة البيانات المشتركة (جودي)، بلغ متوسط صادرات السعودية من النفط 7.36 مليون برميل يوميًا العام الماضي، مقابل 6.21 مليون برميل يوميًا في عام 2021.

ويوضح الرسم الآتي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- اعتمادًا على بيانات جودي، صادرات السعودية من النفط الخام خلال عامي 2022 و2021:

ارتفاع كمية صادرات النفط السعودي إلى السوق العالمي خلال 2022

تنويه.. هذا التقرير جرى تحديثه حتى 3 مارس/آذار 2023، وفق أحدث البيانات المتاحة.

موضوعات متعلقة..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق