التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازتقارير النفطسلايدر الرئيسيةغازنفط

أزمة حقل الدرة.. إيران تتحدى السعودية والكويت بتصعيد جديد

ياسر نصر

لم يمرّ سوى أسبوع فقط على إعلان السعودية والكويت خططهما لتطوير حقل الدرة الغازي، والبيانات والتصريحات الإيرانية لم تتوقف، زاعمة حقوقًا تاريخية لطهران في الحقل الواقع بمنطقة العمليات المشتركة بين الكويت والرياض.

أحدث جولة في الادّعاءات الإيرانية جاءت على لسان وزير النفط جواد أوجي، اليوم الإثنين، الذي أعلن أن بلاده ستستكمل دراسات شاملة في حقل آراش المشترك (الدرة)، تمهيدًا لبدء تركيب منصات حفر والقيام بدراسات زلزالية.

حاول الوزير الإيراني -في تغريدته بتويتر- مسك العصا من المنتصف، مشيرًا إلى رغبة بلاده في "التفاوض"، من أجل الحصول على حصة في الحقل.

وقال جواد أوجي: إن "التصرف من طرف واحد (يقصد السعودية والكويت) بشأن الحقل لن يمنعنا من تطبيق خطتنا".

تطوير حقل الدرة

يوم الإثنين الماضي، وقّع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان -خلال زيارته للكويت- ووزير النفط الكويتي محمد عبداللطيف الفارس، اتفاقًا لتطوير حقل الدرة في الخليج العربي.

ويخطط كلا البلدين إلى استثمار نحو 7 مليارات دولار، وهو ما يفتح آفاقا أوسع لتطوير منطقة العمليات المشتركة في الخفجي، خاصة أن الحقل يحتوي على كميات ضخمة من الغاز الطبيعي تُقدَّر بنحو 11 تريليون قدم مكعبة، بالإضافة إلى 300 مليون برميل من النفط.

وتستهدف السعودية والكويت إنتاج مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي يوميًا، ونحو 84 ألف برميل من المكثفات يوميًا، ما يلبي نمو الطلب المحلي على الغاز الطبيعي وسوائله في البلدين.

النفط الإيراني - إيران
الوزير جواد أوجي - الصورة من وزارة النفط الإيرانية

اعتراض إيران على حقل الدرة

لم تكن تصريحات جواد أوجي أول اعتراض من طهران، إذ سبق أن أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا يوم السبت الماضي، أعلنت فيه أنها تحتفظ بحقّها في استغلال حقل الدرة.

ووصفت إيران الاتفاق بين الكويت والسعودية بشأن الحقل بأنه "غير قانوني".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، سعيد خطيب زادة، إن الحقل مشترك بين الدول الـ3 (إيران والكويت والسعودية)، موضحًا أن هناك أجزاء منه في نطاق المياه غير المحددة بين إيران والكويت.

وأضاف أنه "وفقًا للأعراف الدولية، فإن أيّ خطوة للاستثمار والتطوير في الحقل يجب أن تكون بالتنسيق والتعاون بين الدول الثلاث"، موضحًا أن الخطوة التي قامت بها الكويت والسعودية "غير قانونية ومناقضة للأعراف الجارية والمحادثات المنجزة سابقًا".

ردّ الكويت

من جانبها، أكدت مصادر كويتية أن ادّعاءات إيران بشأن حقل الدرة باطلة، وتخالف القانون الدولي وقواعد ترسيم الحدود البحرية، حسبما ذكرت صحيفة القبس المقربة من دوائر صنع القرار.

وأكدت المصادر أن أعمال تطوير الحقل المغمور للغاز الذي وقّعت اتفاقيته الكويت والسعودية، ستكون في الشق الجنوبي من الحقل.

حقل الدرة المعمور
توقيع مذكرة تطوير حقل الدرة بين السعودية والكويت

تفاصيل اتفاق حقل الدرة

بموجب الاتفاق الذي وُقِّع الأسبوع الماضي بين الكويت والسعودية، ستقوم شركة عمليات الخفجي المشتركة -وهي مشروع مشترك بين شركة أرامكو لأعمال الخليج والشركة الكويتية لنفط الخليج- بالاتفاق على اختيار استشاري لإجراء الدارسات الهندسية اللازمة لتطوير "الدرة" وفقًا لأفضل الأساليب والتقنيات الحديثة والممارسات التي تراعي السلامة والصحة والحفاظ على البيئة، ووضع التصاميم الهندسية الأكثر كفاءة وفاعلية من الناحيتين الرأسمالية والتشغيلية.

ومن المقرر تقسيم الإنتاج بالتساوي بين الشريكين، استنادًا إلى خيار "الفصل البحري"، تُفصَل حصة كل من الشريكين في البحر، ومن هناك تُرسل حصة شركة أرامكو السعودية لأعمال الخليج من الغاز الطبيعي وسوائل الغاز والمكثفات إلى مرافق الشركة في الخفجي، في حين تُرسل حصة الشركة الكويتية لنفط الخليج من الغاز الطبيعي وسوائل الغاز والمكثفات إلى مرافقها في الزور.

أهمية الحقل

يعدّ حقل الدرة أحد أهم حقول مناطق العمليات المشتركة بين السعودية والكويت، إذ يعمل على دعم النمو في مختلف القطاعات الحيوية في البلدين اللذين يعتزمان اتخاذ خطوات جادة لتطوير مكامن الغاز فيه.

ويعدّ الحقل مخزنًا منتظرًا لإنتاج الغاز، ويرجع اكتشافه إلى عام 1960، وكان لموقعه الحدودي دور في تأخّر عمليات تطويره، وتأتي عملية التطوير تنفيذًا لمقتضى مذكرة التفاهم التي وقّعتها السعودية والكويت في 24 ديسمبر/كانون الأول 2019، والتي تضمنت العمل المشترك على تطوير واستغلال الحقل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق