منوعاتتقارير النفطتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةنفط

ذكرى تسرب إكسون فالديز النفطي.. كارثة بيئية غيرت صناعة النفط (صور)

مي مجدي

قبل أن تمر بها ناقلة إكسون فالديز، وتحديدًا في يوم 24 مارس/آذار 1989، كانت منطقة برنس ويليام ساوند بالمحيط الهادئ موطنًا مهمًا للعديد من الطيور والكائنات البحرية، لكن ذلك العام شهد كارثة تُعرف بـ"تسرب إكسون فالديز النفطي"، والتي وصل تأثيرها إلى صناعة النفط قبل الحياة البرية والبحرية.

فمن بين أسوأ حوادث التسرب النفطي خلال العقود الـ5 الماضية، ما زال تسرب النفط من ناقلة إكسون فالديز واحدًا من أبرزها.

وقع الحادث منذ 33 عامًا عندما غادرت ناقلة النفط إكسون فالديز ألاسكا حاملة أكثر من 50 مليون غالون من النفط الخام متجهة إلى كاليفورنيا، واصطدمت بالشعاب المرجانية، وتسببت في تسريب قرابة 11 مليون غالون من النفط في مضيق الأمير ويليام على مدى عدة أيام.

وكانت الكارثة من أسوأ حوادث التسرب النفطي في أميركا الشمالية حتى وقع انفجار منصة حفر "ديب ووتر هوريزون" بخليج المكسيك عام 2010.

أسباب الحادث

حددت التقارير التي أعقبت الحادث عددًا من العوامل التي أدت إلى انحراف ناقلة إكسون فالديز نحو الشعاب المرجانية.

ووقع اللوم الأكبر على قبطان الناقلة، جوزيف هازلوود، بعدما كشف المحققون عن أنه كان في حالة سُكر ونائمًا في سريره وقت وقوع الحادث، وأنه أوكل مهمة القيادة لزميل له لا يملك تصريحًا بتوجيه مثل هذه الناقلة الضخمة.

إكسون فالديز
آثار كارثة إكسون فالديز النفطية - الصورة من الصفحة الرسمية للدكتور أنس الحجي

ووفقًا للتقارير، قبل تسليم القيادة إلى الضابط الثالث، غيّر هازلوود مسار السفينة لتجنب الجبال الجليدية، لكن لسوء الحظ، فشل زميله في مناورة دخولها بالطريق الصحيح، لينتهي بها الأمر بالاصطدام بالشعاب المرجانية، ويرجع ذلك إلى تعطل الرادار، حسب موقع ناشيونال جيوغرافيك.

كما كشفت التقارير عن أن الرادار كان قد توقف عن العمل منذ أكثر من عام قبل الحادث.

علاوة على ذلك، وجدت السلطات أن شركة إكسون لم تتبع الإجراءات المتفق عليها المتعلقة بتركيب معدات مراقبة الجبال الجليدية.

وبعد عام من التحقيق في مارس/آذار 1990، لم تثبت إدانة هازلوود بتهم جنائية، وأُدين بجنحة الإهمال، وغرامة قدرها 50 ألف دولار، إلى جانب عقوبة خدمة المجتمع لمدة 1000 ساعة.

تنظيف مخلفات التسرب النفطي

كانت عمليات التنظيف ناجحة إلى حد كبير، ولا سيما أن الاستجابة للحادث كانت سريعة من قبل حكومة الولايات المتحدة وشركة إكسون موبيل.

إكسون فالديز
آثار كارثة إكسون فالديز النفطية - الصورة من موقع هاكاي ماغازين

وسُخر لهذه العمليات أكثر من 11 ألف شخص، و58 طائرة، و1400 سفينة لتطهير المنطقة المتضررة، وشملت عمليات نقل العديد من الكائنات البحرية من أجل حمايتها حتى اكتمال عمليات التنظيف.

واستغرقت عمليات التنظيف قرابة 3 سنوات، لكن ما زالت تجرى حتى الآن بعض عمليات المراقبة على طول الساحل للكشف عن أي آثار ناتجة عن التسرب النفطي.

وبحسب التقارير؛ فقد أنفقت شركة الشحن أكثر من 3.8 مليار دولار على عمليات التنظيف، وعوضت أكثر من 11 ألف صياد وآخرين تضرروا من الكارثة.

التأثير البيئي والاقتصادي

غيّرت كارثة إكسون فالديز منطقة الأمير ويليام ساوند للأبد، وأسفرت عن خسائر فادحة في الحياة البرية والبحرية.

إكسون فالديز
آثار كارثة إكسون فالديز النفطية - الصورة من الصفحة الرسمية للدكتور أنس الحجي

إذ تسبب الحادث في مقتل قرابة 280 ألف طائر بحري، و3 آلاف من ثعالب الماء، و300 فقمة و250 من النسور الصلعاء و22 حوتًا قاتلًا.

وقد يكون التسرب النفطي قد أدى -أيضًا- دورًا في انهيار مصايد أسماك السلمون والرنجة، إلى جانب إفلاس الصيادين، وتدهور اقتصادات المدن الساحلية الصغيرة في السنوات التالية.

وقدّرت بعض التقارير الخسائر الاقتصادية الإجمالية من حادث إكسون فالديز قرابة 2.8 مليار دولار.

وأثبتت دراسات أُجريت في عام 2001 أن أكثر من نصف الشواطئ البالغ عددها 91، ما زالت تعاني التلوث النفطي، ولم يتعافَ تعداد ثعالب المياه إلى مستويات ما قبل الحادث حتى عام 2014، أي بعد 25 عامًا من التسرب.

قانون التلوث النفطي

عقب الحادث، أقر الكونغرس الأميركي قانون التلوث النفطي لعام 1990، وضاعف القانون العقوبات المفروضة على الشركات المسؤولة عن التسربات النفطية، وطالب بتزويد جميع ناقلات النفط في مياه الولايات المتحدة بهيكل مزدوج؛ لتقليل التسريب حال وقوع أي حادث، بحسب ما قاله مستشار تحرير "الطاقة" الدكتور أنس الحجي.

ناقلات بهيكل مزدوج
ناقلات بهيكل مزدوج - الصورة من الصفحة الرسمية للدكتور أنس الحجي

ويمثل تاريخ 1 يناير/كانون الثاني 2015 علامة فارقة في منع حوادث انسكاب النفط؛ فهو الموعد النهائي الذي حدده قانون التلوث النفطي للتخلص التدريجي من الناقلات أحادية الهيكل في مياه الولايات المتحدة.

وبموجب القانون، أُنشئ صندوق ائتماني يمول من ضرائب النفط؛ لتنظيف أي حادث تسرب عندما يكون الطرف المسؤول غير قادر على القيام بذلك.

إلى جانب اللوائح الصارمة واستخدام أفضل معدات الملاحة، انخفضت حوادث تسربات النفط، التي تسببت في تسرب أكثر من 7 أطنان من النفط الخام، من 79 حادثًا سنويًا في السبعينات إلى 6 حوادث سنويًا على مدار العقد الماضي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق