غازتقارير الغازرئيسية

إكسون موبيل متخوفة من خطط فيكتوريا الأسترالية للاستغناء عن الغاز

والشركة الأميركية تشن هجومًا على حكومة الولاية

مي مجدي

بدأت شركة إكسون موبيل الأميركية استهداف حكومة ولاية فيكتوريا الأسترالية، بعد وضع خطط مستقبلية لتقليل اعتمادها على الغاز في السنوات المقبلة.

وشنّ المدير التجاري لشركة إكسون أستراليا، ديفيد بيرمان، هجومًا على خطة حكومة دانيال أندروز لخفض استخدام الغاز في جميع أنحاء فيكتوريا إلى النصف بحلول عام 2030، في خطاب ألقاه أمام مؤتمر "أستراليان دومستيك غاز أوتلوك" هذا الأسبوع.

وحذّرت شركة الطاقة العملاقة الملايين من سكان ولاية فيكتوريا، الذين يعتمدون على الغاز للتدفئة والطهي وتسخين المياه، من خطر ارتفاع الأسعار ونقص محتمل في الإمدادات، حال مُضيّ حكومة أندروز في مقترحها.

إذ يزداد قلق شركة إكسون موبيل -المشغّلة لحقول النفط والغاز في مضيق باس قبالة ساحل فيكتوريا- إزاء الأهداف الصارمة لخفض استهلاك الغاز، وتبنّي الحكومة إستراتيجية لتقليل اعتماد الولاية على الوقود الأحفوري.

سياسة تردع الاستثمارات

رغم أن الأهداف لم تُعتمد رسميًا بعد، أشار مسؤولون حكوميون في اجتماع ضمّ ممثلين عن صناعة الغاز وجماعات بيئية في فبراير/شباط إلى سيناريوهات تحدّد خفض استخدام الغاز بنسبة 25% بحلول منتصف العقد، و50% بحلول عام 2030.

أسعار النفط وشركات الطاقة الأسترالية
النفط والغاز في أستراليا - أرشيفية

وتُجري حكومة أندروز مشاورات عامة بشأن خريطة طريق لاستبدال الغاز، التي سترسم خطة فيكتوريا لتحقيق خفض الانبعاثات، وتشمل استخدام الكهرباء في التدفئة بدلًا من الغاز، وتحسين كفاءة الطاقة، والتركيز على مصادر بديلة مثل الهيدروجين أو الغاز الحيوي، حسب صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد.

ومع أن الغاز الطبيعي ما يزال من المصادر الأكثر استخدامًا في أستراليا والعالم، فإن الدول تسعى -حاليًا- لخفض استخدام جميع أنواع الوقود الأحفوري للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأوضح المدير التجاري لشركة إكسون أستراليا، ديفيد بيرمان، أن سياسة حكومة فيكتوريا تنذر بردع الشركات عن الاستثمار في مصادر الإمدادات الجديدة؛ لتفادي ما تخشاه السلطات من احتمال نقص الوقود بولايات الجنوب الشرقي خلال السنوات المقبلة.

ويرى بيرمان أن خطة استبدال الغاز في فيكتوريا تشمل خطرًا كبيرًا على استثمارات الغاز المطلوبة في الولاية، وقال: "للحفاظ على انخفاض أسعار السوق، وتوفير الإمدادات في السنوات المقبلة لملايين المنازل والشركات المعتمدة على الغاز، هناك حاجة إلى زيادة الاستثمارات".

الرد على هجوم إكسون موبيل

تعدّ ولاية فيكتوريا أكبر مستهلك لغاز المنازل في أستراليا، إذ يستخدم أكثر من مليوني أسرة وشركة الوقود الأحفوري للتدفئة أو الطهي أو تسخين المياه، وأدى احتمال حدوث نقص الإمدادات إلى تزايد المخاوف بين شركات التصنيع المعتمدة على الغاز.

وعلّق مدير الحملات في مؤسسة "إنفيرومينت فيكتوريا" الخيرية، غريغ فويستر، أن شركة إكسون موبيل تشنّ هجومًا استباقيًا على سياسة لم تُصدر بعد.

وقال: "تخشى شركات الغاز خسارة عملائها؛ لأن المواطن يدرك الآن أن تدفئة منزله بالكهرباء أرخص من الغاز؛ لذا يحاولون إخافة الحكومة بحملات ترويع قبل اعتماد السياسة".

في حين قالت وزيرة الطاقة في الولاية، ليلي ديمبروسيو، إن المشاورات المتعلقة بالانتقال التدريجي لاستبدال الغاز وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات جارية، مع ضمان توفير الغاز لمن هم في أمسّ الحاجة إليه.

النفط والغاز في أستراليا

وتابعت: "لم يعد الغاز وقودًا رخيصًا كما كانت الحال في السابق، وبغية التصدي لذلك، نساعد المواطنين في فيكتوريا على التحول إلى بدائل نظيفة أرخص، إلى جانب تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050"، موضحةً أن الولاية لا تفكر في فرض عقوبات أو شروط على من يرغب الاستمرار باستخدام الغاز.

تقييم الوضع

تلبّي حقول النفط والغاز بمضيق باس المملوكة لشركة إكسون موبيل وبي إتش بي عادة نصف احتياجات الغاز في الساحل الشرقي لأستراليا، لكنها شهدت تراجعًا حادًا مؤخرًا.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركة إكسون موبيل موافقتها المالية من أجل زيادة تطوير حقل الغاز "كيبر"، وتباشر العمل على قرار آخر لزيادة الإنتاج من حقل "توروم"، إذ تبلغ قيمة الاستثمار في المشروعين 400 مليون دولار.

وفي هذا الشأن، أوضح المدير التجاري لشركة إكسون أستراليا، ديفيد بيرمان، أن سياسة الحكومة ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كانت ستستمر الشركة في استثمار حقل توروم أم لا.

وقال: "سنقيّم بعناية الوضع لمواصلة، أو وقف، هذه الاستثمارات، مع الأخذ في الحسبان أيّ قرارات سياسية تتعلق بخريطة طريق استبدال الغاز في فيكتوريا".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق