أسعار الليثيوم تواصل ارتفاعها الجنوني منذ بداية 2022
زادت كربونات الليثيوم بنسبة 500% على أساس سنوي
مي مجدي
مع تسارع نمو إنتاج السيارات الكهربائية، قفزت أسعار الليثيوم إلى مستويات قياسية لم يشهدها العالم من قبل، لا سيما مع نمو الطلب على الليثيوم أضعافًا مضاعفة، وتجاوز الطلب العرض لأول مرة في العام الماضي.
وبعد زيادة الأسعار بأكثر من 4 أضعاف العام الماضي، تواصل أسعار كربونات الليثيوم الارتفاع في عام 2022، إذ زادت بنسبة 500% على أساس سنوي تقريبًا.
ووفقًا لوكالة "بنشمارك مينرال إنتليجنس"، بلغ متوسط أسعار كربونات الليثيوم من فئة البطاريات 76 ألفًا و700 دولار أميركي للطن في منتصف الشهر الجاري، بزيادة 10% خلال أسبوعين فقط، و95% منذ بداية العام، مقارنة بتداول المعدن عند 13 ألفًا و400 دولار للطن خلال الشهر نفسه من العام الماضي.
في حين ارتفعت أسعار هيدروكسيد الليثيوم بنسبة 120% حتى الآن، هذا العام.
فجوة بين العرض والطلب
مع تحوّل غالبية صانعي السيارات نحو إنتاج السيارات الكهربائية والهجينة، نما سوق بطاريات الليثيوم إلى 44.49 مليار دولار أميركي في عام 2021، ومن المتوقع أن يصل إلى 193.13 مليار دولار أميركي بحلول عام 2028، لكن يبدو أن هذه الشركات ستواجه صعوبات وتحديات هائلة خلال الشهور والسنوات المقبلة.
وكشفت وكالة "بنشمارك مينرال إنتليجنس" أن الوضع في سوق الليثيوم لن يشهد انفراجة قريبة بسبب استمرار انخفاض مستويات المخزون في الصين من الهيدروكسيد والكربونات والإسبودمين، إذ تعدّ بكين منتجًا رئيسًا للمعدن، وتبيع قرابة 20% من المعروض العالمي، حسب موقع بلاز ميديا.
وقالت: "سيستمر الطلب القوي على المواد الأولية وارتفاع أسعار الليثيوم على المدى القريب، مع توقعات بأن استئناف الإنتاج من المحاليل الملحية في شانغهاي خلال الأشهر المقبلة لن يخفف عجز السوق المتزايد".
ارتفاع مفاجئ في أسعار النيكل
لم تكن أسعار الليثيوم الوحيدة التي شهدت ارتفاعًا بين المعادن، بل شهدت أسعار النيكل -وهو مكوّن رئيس آخر في بطاريات الليثيوم أيون- زيادة بأكثر من الضعف مؤخرًا.
ورغم انخفاض الأسعار خلال الأيام الأخيرة، فإنها ما تزال مرتفعة؛ نظرًا لارتباطها بالغزو الروسي لأوكرانيا، إذ تعدّ روسيا ثالث أكبر منتج للمعدن.
وسيتعيّن على شركات السيارات الكهربائية رفع الأسعار خلال الشهر الجاري، بعدما ارتفعت أسعار الألمنيوم والكوبالت -أيضًا-، وهما عنصران رئيسان آخران للبطاريات.
ويُستخدم النيكل في صناعات حيوية، إلى جانب بطاريات السيارات الكهربائية، إذ يدخل في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ وشفرات توربينات الرياح ومحطات تحلية المياه وغيرها، ومن الصعب التخلص من الوقود الأحفوري دون النيكل.
هل سيشكّل ذلك فرقًا؟
عمومًا، يسلّط ارتفاع أسعار الليثيوم والنيكل الضوء على ادّعاءات بعضهم بأن السوق غير مستعدة للطلب المتزايد على السيارات الكهربائية.
ويشير ارتفاع أسعار الليثيوم إلى أن معروض المعدن القيم لا يكفي لتغذية ارتفاع الطلب، حسب موقع أويل برايس.
وفي وقت سابق من هذا العام، ذكرت مؤسسة ستاندرد آند بورز العالمية للخدمات المالية أن الفجوة بين العرض والطلب ستتفاقم.
وقالت، إنه على الرغم من استثمارات صناعة البطاريات في كفاءة البطاريات النهائية لدعم الطلب المتزايد على المركبات الكهربائية، فإن الليثيوم لا يلقى التمويل المطلوب، وقد يتسبّب ذلك في استمرار حدوث عجز هيكلي طوال هذا العقد.
ومع ذلك، تواصل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط لاستخدام السيارات الكهربائية، كونها حلًا للمشكلات البيئية والاقتصادية.
وخلال مؤتمر صحفي في وقت سابق من هذا الشهر، زعمت نائبة الرئيس كامالا هاريس، ووزير النقل بيت بوتيغيغ، أن النقل النظيف سيحقق وفورات هائلة في الأسعار للشعب الأميركي.
لكن هذه التصريحات تغاضت عن أن متوسط أسعار السيارات الكهربائية الجديدة يصل إلى 56 ألفًا و437 دولارًا، وفقًا لشركة كيلي بلو بوك المتخصصة في تقييم المركبات.
ويبدو أن تكلفة تصنيع أو استبدال بطاريات المركبات الكهربائية سترتفع، ومن ثم سترتفع التكلفة الإجمالية للمركبات.
اقرأ أيضًا..
- توتال إنرجي تعلن بدائل النفط الروسي.. والسعودية في المقدمة
- مشروع أنابيب الهيدروجين بين ألمانيا والنرويج.. هل ينهي اعتماد برلين على الغاز الروسي؟
- صادرات النفط من بحر قزوين تفقد مليون برميل يوميًا بسبب العواصف
