التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

هل تنجح الشركات في جذب عمال النفط مع ارتفاع الأسعار وتحول الطاقة؟

استطلاع يكشف تنامي رغبة العزوف عن العمل بقطاع النفط

هبة مصطفى

تواجه الشركات مسؤولية كبرى في الآونة الحالية للاحتفاظ بقطاع عمال النفط، تلزمها بتقديم إغراءات وحوافز لضمان الإبقاء على موظفيها في ظل متغيرات السوق الحالية.

وللعام الثاني على التوالي، يكشف استطلاع نمو رغبة عمال القطاع في التخلي عن العمل بالصناعة، والتحول نحو مجالات الطاقة المتجددة، رغم ارتفاع أسعار النفط بالأسواق العالمية.

لكن صناعة النفط أصبحت تواجه ضغوطًا من جوانب عدة، ففي حين تكافح للتعافي من آثار جائحة كورونا اصطدمت بارتفاع الأسعار عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وفي ظل تنامي قطاع الطاقة المتجددة زادت المسؤولية على الشركات للاحتفاظ بقطاع عمال النفط.

استطلاع عمال النفط

يدرس 82% من عمال النفط إمكان التحول إلى العمل في قطاعات الطاقة الأخرى وأبرزها الطاقة المتجددة، حسبما كشف استطلاع بعينة دراسة امتدت لـ10 آلاف من العاملين في القطاع ومسؤولي التوظيف في 166 دولة.

النفط النيجيري
عامل في منشأة نفط في نيجيريا - أرشيفية

وللعام الثاني على التوالي تظهر نتائج الاستطلاع لصالح تحول عمال القطاع إلى قطاعات الطاقة الأخرى كالطاقة المتجددة، وترك الصناعة عقب سنوات من المعاناة لزيادة الرواتب في ظل تقلبات أسعار السوق.

وأكد 21% من عينة الاستطلاع أن أجورهم خُفّضت خلال العام الماضي، في حين حصل أقل من ثلث عينة الاستطلاع لشريحة عمال النفط على زيادات بالأجور.

وما بين الفريقين، يتوقع ما يزيد على نصف عينة الاستطلاع أن تشهد شهور العام المقبلة تلقيهم زيادات في الأجور، وفق وكالة بلومبرغ الأميركية.

وجاءت تلك النتائج استنادًا إلى مؤشر الكفاءات العالمية لقطاع الطاقة الذي أعدته شركتا التوظيف إير سويفت وإنرجي جوب لاين.

ورأت الرئيسة التنفيذية لشركة إير سويفت، جانيت ماركس، أن نتائج الاستطلاع جرس إنذار للشركات، لبذل المزيد من الجهود للاحتفاظ بعمالة قطاع النفط.

وتزداد مسؤولية الشركات تجاه عمال النفط في الوقت الذي ما زالت مستويات التوظيف بالقطاع منخفضة عن مستويات ما قبل الجائحة بنسبة 20%.

الأمان الوظيفي

كشفت نتائج سابقة -وردت بالتقرير السنوي الخامس لمؤشر كفاءات الطاقة العالمي الصادر مطلع العام الماضي- عن عدم شعور 78% من عمال النفط بالأمان الوظيفي، وفق الموقع الإلكتروني له.

ورغم أن التوقعات حينها كانت متفائلة للقطاع، إذ أشارت إلى زيادة الطلب على النفط خلال العام الماضي، فإن توقعات الطلب لم تكن كافية للخروج من مأزق مستويات عام 2019 وانتشار جائحة كورونا التي حملها ثلثا عينة الاستطلاع السابق مخاوفهم الوظيفية.

وأكد 34% من عمال القطاع الذي شملتهم عينة الاستطلاع أن رواتبهم استمرت على مستوياتها السابقة ذاتها، وكشف 22% عن انخفاض أجورهم بما يزيد على 5%.

ولأن قطاع الطاقة يتسم بالحساسية المفرطة نظرًا إلى تقلبات السوق، شكلت مخاوف الأمان الوظيفي عاملًا مهمًا لدى عمال النفط، وأوضح استطلاع مؤشر الكفاءات لعام 2021 الماضي أن 77% منهم يخططون لتغيير وظائفهم خلال السنوات الـ3 المقبلة.

وحملت نتائج الاستطلاع السابق مسؤولي الشركات والمشروعات مسؤولية خفض مخاوف الأمان الوظيفي لدى عمال النفط.

شركات النفط - وضع العمال في قطاع النفط والغاز - الطاقة

الانتقال إلى الوظائف المتجددة

بات تحول عمال قطاع النفط إلى التوظيف بمشروعات الطاقة المتجددة أكثر أمانًا واستقرارًا لدى البعض، فالمصادر المتجددة تُعد أكثر استدامة، سواء من ناحية ضمان الإمدادات أو من ناحية التوظيف.

وكان الموقف الأميركي دليلًا على ذلك، بعدما دعا مسؤولون أميركيون -قبل عام- إلى الاستعانة بعمال النفط والغاز ممن فقدوا وظائفهم جراء جائحة كورونا في مشروعات الطاقة المتجددة.

واقترح رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشيوخ، جو ماشين، تشريعًا يضمن توفير مخصصات مالية يتمكن من خلالها عمال النفط الذين فقدوا وظائفهم من المشاركة في صناعات صديقة للمناخ.

ويعمل 12.6 مليون شخص في قطاع النفط والوقود الأحفوري، و4.6 مليون في الطاقة المتجددة، و800 ألف شخص بقطاع الطاقة النووية، وفق مجلة ون إيرث.

ووفق النتائج المنشورة بالمجلة فإن الملايين من عمال النفط مهددون بفقد وظائفهم حال انتشار خطط انتقال الطاقة ومشروعاته بصورة أكبر، ربما يفضل بعضهم الوظائف الخضراء المتجددة، وربما يسعى آخرون لتغيير المسار تمامًا أو التقاعد.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق