التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

هل فشل جونسون في إقناع الإمارات والسعودية بزيادة إنتاج النفط؟ (تقرير)

الزيارة جاءت ضمن حملة أوروبية لتعويض الإمدادات الروسية

أحمد بدر

انتهت زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى كل من الإمارات والسعودية، لكن الجولة التي كان هدفها الرئيس -حسبما أُعلن رسميًا- الحديث عن النفط والغاز والطاقة والحصول على دعم عضوتي أوبك لتعويض العجز في أوروبا، لم تتوصل إلى أي نتائج في هذا الصدد.

فقد انتهى لقاء رئيس الوزراء البريطاني مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتنقل وكالة الأنباء السعودية بيانًا غير متضمن أي إشارة إلى وعود رسمية أو علنية بزيادة إنتاج المملكة من النفط.

وبالمثل في الإمارات، التقى جونسون ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ليصدر البيان النهائي عن اللقاء متضمنًا الحديث عن ضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة الأوروبية، فيما يتعلق بالغزو العسكري الروسي لموسكو، دون ورود النفط أو زيادة إنتاج الخام، في جملة رسمية.

ويبدو أن بوريس جونسون -الذي أصدر بيانًا رسميًا قبل الزيارة طالب فيه البلدين بمساعدة أوروبا على التخلي عن واردات الطاقة الروسية- قد عاد إلى بلاده دون تحقيق نجاح يُذكر.

حملة دبلوماسية أوروبية

الإمارات والسعودية
لقاء رئيس الوزراء البريطاني وولي عهد أبوظبي - الصورة من وكالة أنباء الإمارات "وام"

بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، تصاعدت المطالب بضرورة التخلي عن النفط والغاز الروسيين، والبحث عن بدائل أخرى، لا سيما أن دول أوروبا تحصل على نحو 40% من مصادر الطاقة واحتياجاتها الداخلية من الإمدادات الروسية.

وتأتي زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى الإمارات والسعودية، جزءًا من حملة دبلوماسية أوروبية ضخمة، تروج لهذا الاتجاه، وتبحث في الوقت نفسه عن البدائل، حسبما رأت منصة "إس آند بي غلوبال".

ولكن هل نجح جونسون؟ الإجابة المباشرة حتى الآن هي "لا"، فمطالبة الإمارات والسعودية بزيادة إنتاجهما من النفط تعني قطع شراكة إيجابية استمرت نحو 5 سنوات مع روسيا، وحققت المصلحة لكل الأطراف.

لذا، فالرد الذي حصل عليه جونسون من أبوظبي -حسب مسؤول إماراتي رفض الكشف عن هويته- هو: نحن ملتزمون بخطة "أوبك+".

اللقاءات في السعودية والإمارات

قالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن لقاء رئيس الوزراء البريطاني وولي العهد السعودي، حضره وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان.

ورغم ذلك، لم تشر الوكالة إلى أي اتفاقات تتعلق بتعويض إمدادات الطاقة الروسية من جانب المملكة.

الإمارات والسعودية
لقاء بوريس جونسون وولي العهد الأمير محمد بن سلمان - الصورة من وكالة الأنباء السعودية "واس"

وفي الوقت نفسه، لم يتوصل جونسون في الإمارات -التي رأت "ستاندرد آند بورز غلوبال"، أنها أكثر تقبلًا للضغط الذي يمارسه جونسون- لا سيما مع تصريح سفيرها لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، في 9 مارس/آذار، بأن قرار حظر النفط الروسي "سيشجع أوبك على النظر في مستويات إنتاج أعلى".

ولكن وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، خفف لاحقًا من توقعات الأوروبيين بشأن إمكان تعويض النفط الروسي من خلال زيادة الإنتاج، قائلًا إن بلاده لا تزال تدعم تحالف أوبك مع روسيا، ولن ترفع الإنتاج من جانب واحد.

وسبقت زيارة رئيس الوزراء البريطاني اجتماعات أوبك+ المقررة في 31 مارس/آذار الجاري، بنحو أسبوعين، التي من المقرر أن تشهد اتفاق المجموعة على مستويات الإنتاج الجديدة في مايو/أيار.

ما قبل الغزو الروسي لأوكرانيا

خلال العام الماضي، أي قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، رفضت السعودية والإمارات -بثبات- النداءات المتكررة لرفع إنتاجهما النفطي لتهدئة الأسعار التي كانت ترتفع بوتيرة بطيئة.

وفضّلت الدولتان مواجهة تبعات جائحة كورونا بحذر، والاكتفاء بحماية المكاسب التي تحققت بصعوبة بعد انهيار السوق في عام 2020.

يأتي ذلك، على الرغم من أن السعودية والإمارات تعتبران العضوتين الوحيدتين في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، اللتين تملكان طاقة إنتاجية فائضة، تمكنهما من المساعدة في تخفيف أزمة الإمدادات الروسية التي سببتها العقوبات.

وبدأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الأربعاء 16 مارس/آذار، زيارة إلى كل من الإمارات والسعودية، ضمن جهوده لإقناع الدول الأعضاء في أوبك بزيادة إنتاج النفط.

وبحسب ما أُعلن قبل الزيارة، فإن برنامجه تضمّن إجراء مباحثات لتأمين إمدادات الطاقة لأوروبا، وزيادة إنتاج النفط بعد ارتفاع أسعاره، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق