سلايدر الرئيسيةتقارير الغازتقارير النفطروسيا وأوكرانياعاجلغازنفط

تراجع كبير في صادرات الفحم والنفط والغاز الروسية خلال مارس

على الرغم من عدم فرض عقوبات مباشرة على صادرات الفحم والنفط والغاز الروسية، فإن الأرقام والبيانات التي رصدتها العديد من شركات تحليل البيانات أظهرت تراجعًا كبيرا في صادرات موسكو من الطاقة خلال مارس/آذار الجاري.

وأشارت التقارير إلى أنه كان من المتوقع أن يبدأ التجاهل الطوعي للسلع الروسية من قبل المشترين الغربيين، أو المعاقبة الذاتية، في إلحاق الضرر بصادرات الفحم والنفط والغاز الروسية بدءًا من أبريل/نيسان، ولكن هناك علامات تدلّ على ضعف التدفقات.

دفع الغزو الروسي لأوكرانيا العديد من الشركات الغربية إلى الانسحاب من استثماراتها في روسيا وتقليص أو وقف مشترياتها من سلع الطاقة، الدعامة الأساسية للاقتصاد الروسي.

ففي الوقت الذي لم تفرض فيه الحكومات الغربية عقوبات مباشرة على سلع الطاقة، فإن العديد من الشركات تراجعت عن الشراء من روسيا بسبب مزيج من الخوف من المعارضة العامة والصعوبات في تأمين التمويل والتأمين وإحجام مالكي السفن عن التحميل من الموانئ الروسية.

كان من المتوقع أن تضرّ العقوبات الذاتية إلى حدّ كبير بصادرات الفحم والنفط والغاز الروسية بداية من أبريل/نيسان، إذ جرى ترتيب معظم شحنات مارس/آذار قبل هجوم موسكو الأول على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.

صادرات الفحم والنفط والغاز الروسية
شحنة فحم روسي

صادرات الفحم الأكثر تضررًا

كشفت البيانات عن أن هناك علامات على بدء تباطؤ الصادرات، إذ كانت شحنات الفحم هي الأكثر تضررًا حتى الآن، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

بلغت شحنات الفحم الروسية إلى أوروبا 1.16 مليون طن في الأسبوعين الأولين من شهر مارس/آذار، وفقًا لبيانات رفينيتيف، التي تمّت تصفيتها لإظهار السفن التي أبحرت أو قيد التحميل فقط.

خلال شهر فبراير/شباط، بلغت صادرات الفحم الروسية إلى أوروبا 3.37 مليون طن، بزيادة عن إجمالي صادرات يناير/كانون الثاني البالغة 3.88 مليون طن.

كما إن صادرات الفحم الروسية إلى آسيا في طريقها لتراجع حادّ في مارس/آذار، إذ أظهرت رفينيتيف أن 1.84 مليون طن شُحِنَت فقط في أول أسبوعين، ولم تُرَتَّب شحنات في الوقت الحالي.

ووفقًا لرفينتيف (وحدة أبحاث رويترز)، صدّرت روسيا 6.16 مليون طن من الفحم إلى آسيا في فبراير/شباط، ارتفاعًا من 4.88 مليون طن في يناير/كانون الثاني، مع كون الصين أكبر مشترٍ.

من المحتمل ترتيب وتحميل المزيد من السفن إلى أوروبا وآسيا في روسيا في بقية شهر مارس/آذار، لكن بيانات رفينيتيف تُظهر حاليًا 2.4 مليون طن فقط من الصادرات المحتملة للمدة المتبقية من الشهر لجميع الوجهات.

النفط الروسي - النفط في روسيا
خزّانات النفط في ميناء ترانسنيفت-كوزمينو بالقرب من بلدة ناخودكا في أقصى شرق روسيا

شحنات النفط الروسي

بالتزامن مع انخفاض صادرات الفحم الروسية، فإن شحنات النفط الخام الروسية توقفت إلى حدّ كبير في مارس/آذار، خاصة إلى آسيا.

ووفقًا لرفينيتيف، فإن روسيا في طريقها لتصدير نحو 33.89 مليون برميل من الخام إلى مشترين في آسيا في مارس/آسيا، وهو ما يماثل أساس 30.02 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط، وأقلّ قليلًا من 36.24 مليونًا في يناير/كانون الثاني.

ومع ذلك، فإن صادرات النفط الخام إلى أوروبا تتراجع، إذ أظهر مارس/آذار شحنات فعلية ومحتملة قدرها 28.72 مليون برميل، بانخفاض من 69.23 مليون في فبراير/شباط، و 72.66 مليون في يناير/كانون الثاني.

وتعرّضت شحنات النفط الروسية، خلال الأيام الماضية، لصعوبات كثيرة للبحث عن مشترين، كما رفضت عدد من الموانئ استقبال الخامات الروسية، كما حدث في كندا وبريطانيا.

ودفع التضييق على الشحنات الروسية -التي ظل عدد كبير منها عالقًا وسط البحر، بحثًا عن مشترين- إلى عرض الخامات الروسية بأسعار متدنية مقارنة بنظيراتها، إذ وصل الخصم إلى نحو 30 دولارًا للبرميل دون السعر الرسمي لخام برنت.

وعلى الرغم من ترجيح تعديل أرقام شهر مارس/آذار صعوديًا بحلول نهاية الشهر، فإن الأمر سيتطلب تحولًا هائلًا عن الوضع الحالي ليؤدي إلى أيّ شيء غير الانخفاض الحادّ في شحنات الخام الروسية إلى أوروبا.

سيصبح مدى العقوبات الذاتية في أوروبا أكثر وضوحًا في أبريل/نيسان، ولكن هناك تقارير تفيد بأن شحنات الخام الروسية لا يمكنها العثور على مشترين، حتى مع وجود تخفيضات قياسية تزيد عن 30 دولارًا للبرميل مقارنة بمعيار برنت.

وكانت عدد من شركات الطاقة الروسية، ومن بينها شل وبي بي البريطانية وأكوينور النرويجية وإيني الإيطالية، قد أعلنت التوقف عن شراء النفط الروسي، في خطوة تصعيدية ضد موسكو لغزوها أوكرانيا

الغاز المسال - غاز مسالشحنات الغاز الطبيعي المسال

هناك أيضًا علامات على أن المشترين بدؤوا في تجنّب الغاز الطبيعي المسال الروسي، إذ غادر 447 ألف طن فقط من الوقود شديد البرودة الموانئ الروسية للمشترين في آسيا حتى الآن في مارس/آذار، وتُظهر بيانات رفينيتيف عدم وجود شحنات أخرى في انتظار التحميل حاليًا.

شحنت روسيا 933 ألف طن من الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا في فبراير/شباط، و 1.15 مليون في يناير/كانون الثاني، وكانت اليابان أكبر مشترٍ.

وبلغت شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا من روسيا 623 ألف طن حتى الآن في مارس/آذار، مع عدم وجود شحنات أخرى في انتظار التحميل حاليًا، وفقًا لرفينيتيف، وهذا أقلّ من 1.32 مليون طن في فبراير/شباط و 1.53 مليون طن في يناير/كانون الثاني.

عمومًا، يبدو أن المشترين يتراجعون عن الحصول صادرات الفحم والنفط والغاز الروسية المنقولة بحرًا، وهي عملية لم يكن من المتوقع حقًا أن تصل إلى السرعة القصوى حتى أبريل/نيسان على الأقلّ، نظرًا للتأخر الزمني بين ترتيب الشحنات وتحميلها فعليًا.

صادرات الطاقة الروسية

ما سيصبح مفتاحًا لأسواق السلع الأساسية هو: كيف ستتعامل مع الخسارة المحتملة لسلع الطاقة الروسية، واحتمال إعادة مواءمة التدفقات إلى المشترين الذين ما زالوا مستعدّين للشراء من روسيا، حسبما ذكرت رويترز.

قد يقدّم الفحم حكاية تحذيرية، بالنظر إلى أنه يبدو أنه الأكثر تضررًا في البداية، إذ ارتفعت العقود الآجلة للفحم الحراري الأسترالي في نيوكاسل من 239.30 دولارًا للطن قبل الغزو في 24 فبراير/شباط إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 440 دولارًا في 2 مارس/آذار، ومنذ ذلك الحين تراجعت فقط إلى 361.75 دولارًا، مما جعلها ترتفع بنسبة 51% منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.

كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 8.4% منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، على الرغم من ارتفاعها بما يصل إلى 32% في وقت ما.

ومع ذلك، لم ترتفع أسعار النفط الخام في أيّ مكان بقدر ارتفاع أسعار الفحم الحراري، وهو ما قد يكون انعكاسًا على استمرار تسليم شحنات روسيا، لكن هذا قد يتغير بدءًا من أبريل/نيسان.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق