تقارير الطاقة المتجددةالتقاريررئيسيةطاقة متجددة

هل تصبح الطاقة المتجددة وجهة العالم الآمنة عقب غزو أوكرانيا؟ (تقرير)

بعد تأثُر الأسعار والإمدادات بالعقوبات والحظر

هبة مصطفى

تبرز مصادر الطاقة المتجددة باعتبارها وجهة أكثر موثوقية وأمانًا، خاصة في حالات ارتفاع الأسعار بالسوق العالمية أو نقص الإمدادات، أو في حالات الحروب وتحول إمدادات النفط والغاز والفحم إلى أسلحة تستخدم في لي ذراع أطراف الصراع، مثل ما يحدث بالأسواق مؤخرًا.

ورغم أن كبرى الاقتصادات العالمية كأميركا والدول الأوروبية، كانت من أوائل المبادرين بفرض عقوبات على روسيا إثر غزوها أوكرانيا؛ فإن تلك العقوبات أضرت بالفعل بإمداداتهم الأساسية من الطاقة التي يعانون بالأساس إما من نقصها محليًا وارتفاع أسعارها وإما من صعوبة تأمين وارداتها منذ أشهر عدة.

ومن ثَم قد تؤدي الطاقة المتجددة دورًا مهمًا في إنقاذ الاقتصادات التي تُعوِّل كثيرًا على إمدادات النفط والغاز الروسية، خاصة أن بعضها قطع شوطًا كبيرًا في هذا المضمار.

الطاقة المتجددة والحرب

في ظل الحظر الأميركي الذي فرضه الرئيس جو بايدن، مؤخرًا، على واردات النفط والغاز الروسية بالموانئ الأميركية، وأيضًا بالتزامن مع إعلان المملكة المتحدة، في التوقيت ذاته، عزمها التخلي بصورة نهائية عن الطاقة الروسية بحلول نهاية العام الجاري؛ أصبحت الطاقة المتجددة "المصدر الآمن" لتحقيق خطط والتزامات واشنطن وبريطانيا.

مخطط أكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا
مخطط يوضح ضخامة حجم أكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا - الصورة من بيزنس لايف

ووفق وكالة الطاقة الدولية، يمكن للطاقة المتجددة (خاصة الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية) تغيير "قواعد اللعبة"، عبر وضع سياسات قوية والانحياز للأهداف المناخية.

إذ أشارت الوكالة مسبقًا إلى أن مصادر الطاقة المتجددة الإجمالية سوف تُشكل 95% من زيادة قدرة الكهرباء بالعالم بحلول 2026، كما توقعت الوكالة ارتفاع سعة الكهرباء المتجددة بما يزيد على 60% من مستويات ما قبل جائحة كورونا.

وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا بأيام قليلة، أصدرت الوكالة خطة ذات 10 ركائز لضمان خفض الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي؛ من ضمنها دعم مشروعات الطاقة المتجددة.

وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، توقعت الوكالة زيادة إنتاج الكهرباء من مصدري الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) بما يفوق 100 تيراواط/ساعة خلال العام الجاري، بما يزيد بنسبة 15% عن إنتاج العام الماضي.

ودعت الوكالة للتوسع في الاعتماد على أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح، مشيرة إلى أنه يدعم خفض تكلفة فواتير الكهرباء للمستهلك.

أسواق الطاقة الأميركية

تواجه الأسواق الأميركية والأوروبية تحديات في توفير إمدادات الطاقة لأسواقها قبيل الغزو الروسي بأشهر؛ ما يؤكد أن التحول حيال الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة أصبح ضرورة.

فيما يخص السوق الأميركية، لفت بايدن، في خطابه حول الحظر الأميركي لواردات الطاقة الروسية، إلى أن "الدفاع عن الحرية يحتاج إلى تكلفة" في إشارة لمعاناة الأميركيين مع أسعار الغاز المحلية التي أوضح أنها ارتفعت 75 سنتًا عقب الغزو الروسي لأوكرانيا ومتوقع تسجيلها ارتفاعات أكبر.

ورغم محدودية واردات "النفط" الروسية لأميركا، العام الماضي، (شكّلت 3.5% فقط)؛ فقد ارتفعت معدلات استيراد أميركا من البنزين من موسكو؛ إذ سجلت 21% في العام ذاته، وهي النسبة الأعلى في استيراد البنزين بين دول العالم.

لكن أسعار البنزين في أميركا كانت بالفعل قد وصلت -قبل الغزو- لأعلى مستوياتها في غضون 14 عامًا منذ الأزمة الاقتصادية الأميركية عام 2008؛ إذ سجل سعر الغالون، الأسبوع الجاري، 6 دولارات؛ ما يدفعها لمحاولات تعزيز مصادر الطاقة المتجددة.

الطاقة المتجددة

السوق الأوروبية

تعتمد أوروبا على إمدادات الطاقة الروسية بصورة أكبر من أميركا، وهو ما يفسر هدوء حدة قرار المملكة المتحدة، الذي صدر في اليوم ذاته لقرار الحظر الأميركي، حول الاستغناء "التدريجي" عن إمدادات موسكو ليصل إلى صورته النهائية بحلول نهاية العام الجاري، وليس بصورة فورية مثل أميركا.

وأكد مسؤول بريطاني -حينها- أن الاستغناء التدريجي عن النفط الروسي بحلول نهاية العام الجاري، جاء ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا، مشددًا في الوقت ذاته على بدء العمل على إيجاد بدائل حتى لا يشعر المستهلك بأي تأثير.

وأدرك بايدن هذا الأمر، حين لفت إلى تفهمه عدم انضمام "بعض الشركاء الأوروبيين" لقرار الحظر الأميركي؛ نظرًا للاعتماد الكبير على إمدادات الطاقة الروسية، خاصة دول الاتحاد الأوروبي.

لكن رغم الاعتماد الأوروبي على واردات الطاقة الروسية؛ فإن مصادرها من الطاقة المتجددة أسهمت بـ37% من استهلاك الكهرباء للاتحاد الأوروبي عام 2020؛ ما يشير لإمكان تطويرها والاعتماد عليها كليًا في المستقبل، وفقًا لتقرير نشرته مجلة "فوربس".

السيارات الكهربائية.. والأحفورية

لم يعد الأمر مقصورًا على إمدادات الكهرباء عبر الطاقة الشمسية أو أي من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى؛ فالتحرر التدريجي من الاعتماد على سيارات الوقود الأحفوري والتوسع في السيارات الكهربائية يدفع باتجاه التحرر من سيطرة إمدادات الطاقة الروسية على الأسواق الأميركية والأوروبية، بل العالمية أيضًا.

السيارات الكهربائية - لكزس

واستفاد عمالقة صناعة السيارات في أنحاء العالم من الحديث عن تحول الطاقة ودور التنقل الكهربائي في هذا المسار؛ ما يمنح فرصة جديدة لكل من المستهلك والمستثمر لدخول مجال التقنيات النظيفة، خاصة في ظل تجدد الحديث عنها ضمن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا ووضع أسواق الطاقة حاليًا.

وخلال الشهر الجاري، وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلن 2 من عمالقة صناعة السيارات، وهما شركتا سوني وهوندا اليابانيتان، بدء تعاونهما في مجال إنتاج السيارات الكهربائية.

في التوقيت ذاته، طرحت الشركة الأميركية لصناعة السيارات "جيب" الشهيرة بتصنيع سيارات الدفع الرباعي، والتابعة لمجموعة ستيلانتيس التي تتخذ من هولندا مقرًا لها، خطط إنتاج لمجموعة متكاملة من السيارات الكهربائية.

كما أعلنت شركة شيفروليه الأميركية إعادة إنتاج طراز بولت الكهربائي بعدما شهد خط إنتاجه عقبات ترجع لمشكلات في تصنيع البطارية أدت لحرائق.

ولحقت شركة فولكس الألمانية لتصنيع السيارات بالشركات اليابانية والأميركية؛ إذ أعلنت زيادة تمويل التقنيات الحديثة للسيارات ذاتية القيادة وتصنيع البطاريات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. "الطاقة المتجددة أسهمت بـ37% من استهلاك الكهرباء"
    اعتقد ان هده الطاقة سوف تتطور الي حدود 70% ، بفضل الطاقة النووية لمنع التقطع في الكثافة
    اما صناعة الطاقة الاحفورية سوف تتطور من خلال النفثا و ما بعد النفثا وادخال ثقافة التدوير بقوة في كل الصناعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق