رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةأخبار الغازأخبار النفططاقة متجددةغازنفط

سلطان الجابر: انخفاض استثمارات النفط والغاز وراء تقلبات أسواق الطاقة

وأكد أن انتقال الطاقة لا يمكن أن يحدث بلمسة زر

أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوكسلطان الجابر، أن الاستثمارات في قطاع النفط والغاز ضرورية لتفادي حدوث اختلالات في العرض والطلب.

وأضاف خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ15 من مؤتمر الطاقة المنعقد في العاصمة المغربية الرباط، اليوم الإثنين، أن التقلبات غير المسبوقة في أسواق الطاقة ترجع إلى نقص الاستثمارات في الوقود الأحفوري.

وشدد سلطان الجابر على قوة ومتانة العلاقات التي تربط بين الإمارات والمغرب، وأن قيادة بلاده وجهت إلى استكشاف فرص الاستثمارات المشتركة مع الرباط في قطاعات حيوية تشمل الطاقة التقليدية، والغاز المسال، ومحطات التوزيع، ومشروعات الطاقة المتجددة، وغيرها من المجالات الواعدة.

ضمت قائمة المتحدثين في الجلسة الأولى من المؤتمر -الذي تم اختيار دولة الإمارات ضيف شرف لدورته الحالية- كلا من سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى المغرب، باتريسيا لومبار كوزاك، ومدير بنك التنمية الأفريقي في المغرب، أشرف ترسم، ورئيس الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء في المغرب، عبد اللطيف بارداش.

أسواق الطاقة

استعرض سلطان الجابر في كلمته، الأوضاع الحالية في أسواق الطاقة، قائلاً: "تشهد أسواق الطاقة اليوم تقلباتٍ كبيرة وإلى حد كبير غير مسبوقة بسبب الاضطرابات الجيوسياسية العالمية".

وأشار إلى أن من أسباب هذه التقلبات تراجع الاستثمارات طويلة الأمد في قطاع الوقود الأحفوري، والتي تؤدي إلى نقص المعروض والإمدادات، "فبحسب تقرير لمنتدى الطاقة الدولي، تراجع الإنفاق العالمي على مشروعات النفط والغاز في عام 2020 بنسبة 30% وصولاً إلى 309 مليارات دولار أمريكي"،

وأوضح أنه رغم التحسّن الطفيف لهذه الاستثمارات في عام 2021، إلا أن ضمان مواكبة الطلب العالمي على الطاقة وتفادي النقص في المعروض خلال السنوات المقبلة، يتطلب ضخ المزيد من الاستثمارات للعودة إلى مستويات ما قبل الجائحة، والبالغة 525 مليار دولار سنويًا حتى عام 2030، مشيرا إلى أن مصادر الطاقة الجديدة ليست كافية لوحدها لتلبية النمو في الطلب.

إستراتيجية الإمارات

قال سلطان الجابر: "نحن في الإمارات مستمرون بالاستثمار في تطوير السعة الإنتاجية من النفط، مع التركيز في الوقت ذاته على خفض الانبعاثات، تماشيا مع التزامنا بأن نكون مورّداً مسؤولاً وموثوقاً للطاقة".

وبيّن أن تاريخ التحولات السابقة في قطاع الطاقة يؤكد بشكلٍ واضح أن الانتقال لا يمكن أن يحصل بخطوة واحدة أو بلمسة زر، مشيرا إلى أنه لضمان نجاح هذا التحول لابد أن يكون مدروساً ومبنياً على أسسٍ منطقية، ويستند إلى خريطة طريق عمليّة وخطوات تنفيذية تدريجية، وأنه سيستغرق عشرات الأعوام، تستمر خلالها حاجة العالم إلى النفط والغاز.

وشدد على ضرورة "أن نتذكر دائماً بأن الهدف الأساسي من التحول في قطاع الطاقة، تنمية مستدامة تتزامن مع خفض الانبعاثات، وليس خفض معدلات النمو والتقدم والازدهار".

وتابع: "هذا يتطلب مواصلة الاستثمار الذكي في مزيج متنوع من مصادر الطاقة، يشمل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة المائية، والطاقة النووية السلمية، وكذلك الموارد الهيدروكربونية الأقل كثافة في الانبعاثات".

سلطان الجابر
الإمارات ضيف شرف الدورة الخامسة عشرة من مؤتمر الطاقة في الرباط

تحول الطاقة

قال سلطان الجابر: "بدأت الإمارات مسيرة التحول في قطاع الطاقة قبل ما يزيد على 15 عامًا مع تأسيس شركة أبوظبي لطاقة المستقبل مصدر، كمبادرة متعددة الأوجه للتنمية المستدامة، وبناء القدرات في مجال الطاقة المتجددة، مع التركيز على تطوير التكنولوجيا النظيفة والفرص الاقتصادية المُجدية".

وأضاف: "نرى مستقبلاً مشرقاً لقطاع الطاقة المتجددة على مستوى العالم، حيث من المتوقع استثمار 3 تريليونات دولار على الأقل في مجال الطاقة المتجددة على مدى السنوات العشر المقبلة.. واستثمرنا من خلال شركة مصدر في مشروعات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في 40 دولة حول العالم".

واستطرد سلطان الجابر: "هنا في المغرب، أنشأت مصدر، بالشراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، مشروع أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية، لتركيب ما يقرب من 20 ألف نظاماً للطاقة الشمسية المنزلية في أكثر من 1000 قرية مغربية.. ولدينا كذلك الاهتمام بتطوير مشروع محطة "نور ميدلت"، الذي تبلغ قدرته الإنتاجية 800 ميغاواط، والذي يعد أول مشروع محطة هجينة متطورة للطاقة الشمسية في العالم تستخدم مزيجاً من الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة".

وأوضح أن المشروعات المشتركة بين الإمارات والمغرب تمثل ركيزة صلبة يمكن البناء عليها، خصوصاً مع قيام "مصدر" بتوسيع قدرتها العالمية، حيث دخلت 3 من كبريات شركات الطاقة في دولة الإمارات، وهي شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة"، وشركة مبادلة للاستثمار، وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، في شراكة إستراتيجية لتطوير محفظة "مصدر" الرائدة للطاقة النظيفة، إضافة إلى تعزيز الجهود في مجال الهيدروجين الأخضر.

مكانة المغرب

أشار سلطان الجابر إلى أن المغرب رسخ كذلك لنفسه مكانةً رائدةً في استخدام الطاقة المتجددة، والتي أصبحت توفر ما يقرب من 40% من احتياجات المملكة من الكهرباء .

وأعرب عن ثقته بأنه من خلال السياسات الصحيحة، والإطار التنظيمي المناسب، وتوفير التمويل، يمكننا وضع اقتصاداتنا على مسار للنمو منخفض الكربون.

وقال: "تزخر المملكة المغربية الشقيقة بالفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف القطاعات، وتُعتبرُ الإمارات شريكاً طبيعياً في هذه الفرص، حيث تتصدر الإمارات المركز الأول من حيث حجم الاستثمارات العربية في المغرب منذ عام 1976".

وأضاف أن شركة "طاقة" الإماراتية، التي أنشأت محطة الطاقة الحرارية في منطقة الجرف الأصفر، تعد المورّد الرئيس للمكتب الوطني للكهرباء والمياه، حيث تغطي أكثر من 50% من الطلب المحلي في المملكة على الكهرباء"

التعاون بين المغرب والإمارات

دعا الدكتور سلطان الجابر، القطاعين الحكومي والخاص في المغرب إلى تطوير وتعزيز الشراكات القائمة حالياً مع نظرائهم في الإمارات، واستكشاف فرصٍ للشراكة والتعاون في مجالات جديدة.

وقال: "بتوجيهات سامية من قيادة في الإمارات، نحن على أتم استعداد لأن نكون شريكاً إستراتيجياً للمملكة المغربية في التحول في قطاع الطاقة، ونحن مستعدون لبحث فرص الاستثمار في الطاقة التقليدية، والغاز المسال، ومحطات التوزيع، ومشروعات الطاقة المتجددة، وغيرها من المجالات الواعدة للنمو الاقتصادي المستدام".

يشار إلى أن الـ15 من مؤتمر الطاقة ينظمها اتحاد الطاقة في المغرب، تحت شعار "تحول الطاقة: تقرير الإنجاز ورؤية 2035"، بدعمٍ من وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.

وجمع المؤتمر متحدثين ومشاركين رفيعي المستوى من قطاع الطاقة على الصعيدين المحلي والدولي، كما شهد عدداً من الجلسات التي ناقشت عناوين مهمة شملت "تسريع نشر الطاقة المتجددة"، و"الغاز الطبيعي، وسيلة لانتقال الطاقة ودفع عجلة التنمية"، و"الهيدروجين فرصة صناعية جديدة للمغرب"، و"إزالة الكربون من الصناعة الوطنية، قاطرة جديدة للقدرة التنافسية الدولية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق