التقاريرتقارير التكنو طاقةتقارير منوعةتكنو طاقةرئيسيةعاجلمنوعات

استثمارات الليثيوم في أميركا اللاتينية.. توقعات بأن يتخطى قيمة الذهب خلال سنوات

رغم مناهضة مجموعات بيئية لتعدينه

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • تحتفظ بوليفيا بموارد ضخمة من الليثيوم بموارد ثمينة وكبيرة من الليثيوم.
  • • تقدر احتياطيات بوليفيا من الليثيوم بنحو 100 مليون طن.
  • • أكثر من 80% من المواد الخام اللازمة لبطاريات الليثيوم يأتي من الصين.
  • • تشكل بوليفيا وتشيلي والأرجنتين وبيرو والمكسيك معًا نحو ثلثي احتياطيات الليثيوم العالمية.
  • • العلاقات الثقافية التي تربط أميركا الجنوبية والمكسيك بالولايات المتحدة تسهّل التعامل معها.

تحتفظ بوليفيا، التي تبلغ مساحتها 10 آلاف كيلومتر مربع، بموارد ثمينة وكبيرة من الليثيوم، يقدّرها المسؤولون البوليفيون بنحو 100 مليون طن، ويتوقع بعض المحللين أن تكون أثمن من الذهب، في ظل إمكانية ازدهار الطلب على الليثيوم في السنوات المقبلة.

ويُستخدم الليثيوم على نطاق واسع حاليًا باعتباره معدنًا رئيسًا لتصنيع البطاريات القابلة لإعادة الشحن، وكذلك في الهواتف الخليوية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والسيارات الكهربائية.

في المقابل، تسبب نقص الرقائق في أزمة سلسلة التوريد العام الماضي في صناعة السيارات؛ لذا فإن النقص في الليثيوم يعني أن بطاريات السيارات الكهربائية ستشهد الأزمة التالية، وفقًا لمقال بعنوان "الليثيوم في أميركا اللاتينية.. فرصة أم خطأ أحمق؟" نشرته مجلة فوربس مؤخرًا.

خطط بايدن للتحول إلى الطاقة النظيفة

أشارت كاتبة المقال المتخصصة في تغطية شؤون الطاقة والتغير المناخي في الولايات المتحدة وبريطانيا والمكسيك، الدكتورة إميلي بيكريل، إلى أن بطء التقدم في تكنولوجيا البطاريات يثير التساؤل بشأن خطط الرئيس الأميركي جو بايدن للتحول إلى الوقود غير الأحفوري في قطاع النقل.

بطاريات الليثيوم أيون
بطاريات الليثيوم أيون - أرشيفية

وأوضحت أن أكثر من 9 ملايين سيارة كهربائية جديدة في طريقها للاستخدام في الولايات المتحدة بحلول عام 2030.

وأضافت أن أكثر من 80% من المواد الخام اللازمة لبطاريات الليثيوم لتشغيل السيارات الكهربائية يأتي من الصين، التي تتحكم أيضًا في جميع مرافق المعالجة العالمية تقريبًا للمعادن الأساسية، بما في ذلك الليثيوم، الذي يُستخرَج معظمه في دول أميركا اللاتينية.

وتشكل بوليفيا وتشيلي والأرجنتين وبيرو والمكسيك معًا نحو ثلثي احتياطيات الليثيوم العالمية، ويتركز معظمها في تشيلي والأرجنتين وبوليفيا.

ومن منظور الشحن؛ فإن عدم الاضطرار إلى عبور المحيط يمنح كل هذه البلدان ميزة على آسيا للحصول على الليثيوم، وفقًا لأستاذ لوجستيات سلسلة التوريد في جامعة هيوستن، ماركو بويسلر، الذي أشار إلى أن الفائدة الكبرى تتمثل في استفادة الولايات المتحدة من مصادر الليثيوم القريبة منها.

وأضاف بويسلر أن محاولة توفير الليثيوم من الصين تنطوي على مخاطر كبيرة، في حين أن العلاقات الثقافية التي تربط أميركا الجنوبية والمكسيك بالولايات المتحدة تسهّل التعامل معها، حتى مع دولة مثل بوليفيا، ويمكن أن تمثل اقتصاديات الليثيوم نعمة كبيرة للمنطقة.

إنتاج المعادن النادرة والليثيوم واحتياطيها

ذكر خبير الموارد المعدنية في موريتانيا، أحمد الطالب محمد، في مجموعة مقالات نشرتها "الطاقة"، أن التقديرات تشير إلى أن إجمالي احتياطيات المعادن الإستراتيجية النادرة في جميع أنحاء العالم يبلغ نحو 120 مليون طن.

وتوجد معظم الاحتياطيات في الصين، التي يُقدر احتياطيها بـ44 مليون طن من هذه المعادن، تليها فيتنام ثم البرازيل وروسيا والهند، في حين ينتج العالم أكثر من 200 ألف طن بقليل من هذه المعادن الإستراتيجية التي تنتج الصين معظمها.

ومن العناصر المهمة في مجموعة المعادن الإستراتيجية النادرة، يأتي الليثيوم الذي يُستخدم في العديد من الصناعات، وتُعَد بوليفيا والأرجنتين وتشيلي والولايات المتحدة وأستراليا في طليعة الدول المنتجة.

وبالنسبة للاحتياطيات، تمتلك تشيلي 43.7%، وأستراليا 22.3%، والأرجنتين 9.0%، والصين 7.1%، والولايات المتحدة 3.6% من إجمالي الإنتاج لسنة 2020، ويغطي مجموع احتياطيات الدول الـ5 الأولى نحو 800 عام من الطلب على الليثيوم وفق مستويات إنتاج عام 2020.

أسعار الليثيوم

قفزت أسعار الليثيوم من 10 دولارات للكيلوغرام الواحد في يناير/كانون الثاني 2021 إلى أكثر من 50 دولارًا، وجاءت الزيادات في الأسعار في وقت تضررت فيه معظم بلدان أميركا اللاتينية جراء الاضطراب في الاقتصاد العالمي وتداعيات وباء كورونا "كوفيد-19".

وشهدت تشيلي مدة انكماش بنسبة 6% في اقتصادها في عام 2020، وكان أداء الأرجنتين متراجعًا نتيجة انكماش كبير بنسبة 10%، جاء في أعقاب ركود سابق.

تأميم موارد التعدين

الليثيوم
تعدين الليثيوم في بوليفيا

تشهد منطقة أميركا اللاتينية ككل الآن تجددًا في تأميم الموارد فيما يتعلق بالتعدين، وخصوصًا بالنسبة لليثيوم، التي تؤدي دورًا كبيرًا في السياسة الداخلية.

وقد سعى الرئيس البوليفي السابق، إيفو موراليس، للتوسط في اتفاقيات الليثيوم الدولية العام الماضي، لكن أزيح من منصبه في انقلاب، وسط مطالبة المحتجين بالمزيد من الملكية المحلية لحقوق تعدين الليثيوم والمزيد من العائدات.

ومنذ ذلك الحين اتّهم موراليس الولايات المتحدة بتنظيم الانقلاب بدافع رغبتها في الحصول على الليثيوم في بوليفيا، وشنّ الرئيس الجديد، لويس آرس، حملة على منصة لتطوير موارد الليثيوم للمصلحة العامة.

وفي تشيلي، قام الرئيس المنتخب حديثًا، غابرييل بوريك، بحملة لاتخاذ إجراءات طموحة بشأن تغير المناخ، واقترح تعيين شركة حكومية لاستغلال الليثيوم.

وفي حين تنتج الأرجنتين حاليًا 10% من الليثيوم في العالم، إلا أن هذه النسبة قد تنمو بشكل كبير، اعتمادًا على مقدار المخاطر التي ترغب الشركات في تحملها.

وتشهد الأرجنتين حركة ناشطة بيئية قوية تقاوم التوسع في الإنتاج، وتشعر بالقلق إزاء التأثير البيئي والاجتماعي على منطقة بونا؛ حيث توجد مسطحات الليثيوم الملحية، وفقًا لما نشرته مجلة فوربس مؤخرًا.

وقد تكون المكسيك واحدة من أقل المناطق جاذبية للحصول على الليثيوم، ويعود ذلك للتحديات التقنية والبيئة السياسية الحالية، كما أن التضاريس الجيولوجية الخاصة بمكامن بالليثيوم نفسها تزيد صعوبة الوصول إليه أكثر من المسطحات الملحية الموجودة في تشيلي والأرجنتين.

وخص الرئيس المكسيكي لوبيز أوبرادور على وجه التحديد الليثيوم لحظر مقترح على التعدين الخاص في إطار تغيير دستوري كبير قيد النظر الآن.

خلاصة القول إن مزيج النزعات القومية المتصاعدة القائمة على الموارد، والبنية التحتية غير الملائمة في العديد من هذه البلدان، قد يؤدي إلى صعوبة التحرك بسرعة في هذه المشروعات أكثر مما كان يُعتقد في السابق.

استثمار الليثيوم في أميركا الجنوبية

تسعى شركات صغيرة مثل شركة إنرجي إكس، وهي شركة الطاقة الناشئة في ولاية تكساس الأميركية، التي تعمل على استكشاف إمكانية استيراد الليثيوم البوليفي، لاستكشاف الفرصة المحتملة لاستثمار الليثيوم.

وقالت المشرفة في مكتب البحوث الاقتصادية بجامعة تكساس، ميشيل ميتشوت فوس، إن وجود الليثيوم في مسطح ملحي يسهل الوصول إليه أكثر من الليثيوم المغطى بالصخور في المكسيك.

ولمّحت إلى أن الولايات المتحدة ليست الزبون الوحيد الذي يسعى للوصول إلى الليثيوم في أميركا الجنوبية.

علاوة على ذلك، تسيطر الصين حاليًا على أصول كبيرة من الليثيوم في أميركا الجنوبية، وحققت أعمالها ما يقرب من 4.5 مليار دولار في استثمارات الليثيوم على مدى السنوات الـ3 الماضية في أميركا الجنوبية والمكسيك.

وتدعم الحكومة الصينية هذه الاستثمارات؛ حيث تقدم بنوكها قروضًا منخفضة الفائدة لشركات التعدين والبناء الصينية العاملة في الخارج.

وتمتلك الحكومة الأميركية بعض الأدوات تحت تصرفها، مثل بنك التصدير والاستيراد الأميركي، التي يمكن استخدامها للمساعدة في توفير بعض التمويل اللازم للصفقات لاستثمارات الليثيوم.

وستواجه الشركات، التي تأمل في التحايل والالتفاف على اللوائح والمعايير البيئية الصارمة من خلال الاستعانة بمصادر خارجية من أميركا اللاتينية، معارضة السكان المحليين والحكومات التي تمانع مشروعات تعدين الليثيوم الدولية.

ويتوقع محللون ومراقبون أن تؤدي الضغوطات لإجبار قطاع السيارات الكهربائية على التركيز بشكل أكبر إلى توقف الطلب على الليثيوم نهائيًا.

ولا يُعَد الليثيوم المادة الوحيدة التي يمكن أن تدخل في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، ولكنه أرخص المواد حاليًا، ومن المتوقع أن يظل كذلك لبعض الوقت في المستقبل.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق