أخبار الغازرئيسيةروسيا وأوكرانياغاز

حرب أوكرانيا تدفع شركات الطاقة الأوروبية إلى زيادة عمليات شراء الغاز الروسي

دينا قدري

تسارع كبرى شركات الطاقة في أوروبا لشراء المزيد من الغاز الروسي، بعد أن ارتفعت الأسعار بنسبة تزيد على 60% يوم الخميس، في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا.

إذ تطلب المرافق المزيد من الوقود بموجب عقود طويلة الأجل مع شركة الغاز الروسية غازبروم، لأن الصفقات يجري تسعيرها بطريقة تجعل واردات روسيا الآن أرخص من الغاز الفوري الذي يُتداول في المراكز الأوروبية، حسبما نقلت منصة "إنرجي فويس".

وقال محلل الغاز في بلومبرغ نيو إنرجي فايننس، ستيفان أولريش، إن أسعار الغاز الحالية "أعلى بكثير من سعر البيع المحتمل للعديد من عقود استيراد غازبروم، وبالتالي تدفع عمليات الشراء إلى الارتفاع".

وأضاف: "قد يكون هناك أيضًا عنصر إستراتيجي، إذ يسعى المشترون إلى الشراء الآن، نظرًا إلى احتمال حدوث اضطراب في التدفقات أو مزيد من الزيادة في الأسعار".

أوروبا وتأثير أزمة أوكرانيا

تأتي الزيادة في مشتريات الغاز الروسي في وقت حرج بالنسبة إلى أوروبا، بحسب "إنرجي فويس".

إذ أدان الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة جميعًا تصرفات روسيا، لكن العقوبات حتى الآن ابتعدت إلى حد كبير عن الطاقة.

وبينما قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على روسيا من شأنها أن تعرقل قدرتها على القيام بأعمال تجارية بالعملات الأجنبية، إلا أن نظام الدفع الدولي سويفت نجا حتى الآن.

وقالت زميلة أبحاث بارزة في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، كاتيا يافيمافا: "أعتقد أن الغاز سيستمر في التدفق إلى أوروبا عبر جميع ممرات التصدير، بما في ذلك الممر الأوكراني"، ما دامت لم تتضرر أي خطوط أنابيب.

أزمة روسيا وأوكرانيا

صادرات الغاز الروسي عبر أوكرانيا

قفزت صادرات الغاز الروسي عبر أوكرانيا بنسبة 38% تقريبًا يوم الخميس، وقد تزيد أكثر، وفقًا لبيانات من مشغل الشبكة الأوكرانية.

وحجز التجار 6.5 مليون متر مكعب يوميًا إضافية من مساحة خط الأنابيب لتدفق الغاز إلى أوروبا، عبر نقطة دخول فيلكي كابوشاني على الحدود بين أوكرانيا وسلوفاكيا، وستزيد الشحنات مرة أخرى يوم الجمعة.

وقالت شركة غازبروم الروسية العملاقة، يوم الجمعة، إنها تورد الغاز عبر أوكرانيا تماشيًا مع طلب المستهلكين الأوروبيين.

وأكدت الشركة أن الطلب من المستهلكين الأوروبيين بلغ 103.8 مليون متر مكعب يوم الجمعة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

خط أنابيب يامال-أوروبا

أظهرت بيانات من شركة غاسكيد المشغلة لشبكة الغاز الألمانية أن تدفقات الغاز الطبيعي المتجهة شرقًا عبر خط أنابيب يامال-أوروبا الروسي قفزت 4 أضعاف في طريقها إلى بولندا يوم الجمعة، وسط هجوم روسي على أوكرانيا.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت التدفقات المرتفعة مرتبطة بالتطورات في أوكرانيا، وهي طريق رئيس آخر لصادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، بحسب وكالة رويترز.

ويمثل خط الأنابيب الذي يربط بين بولندا وألمانيا عادةً نحو 15% من إمدادات روسيا الغربية من الغاز إلى أوروبا وتركيا، لكنه يعمل في الاتجاه المعاكس منذ ديسمبر/كانون الأول، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا.

ولم تطلب شركة غازبروم -التي يمكنها حجز سعة خط الأنابيب في المزادات اليومية- أي سعة عبور لشهري فبراير/شباط ومارس/آذار عبر هذا الطريق.

ولم تحجز طاقتها الإنتاجية للربعين الثاني والثالث من العام، وليست لديها خطط لإجراء مبيعات فورية للغاز في منصتها الإلكترونية هذا الأسبوع.

أحد العمال فى منشأة تابعة لشركة غازبروم
أحد العمال في منشأة تابعة لشركة غازبروم

غازبروم ومخزونات الغاز

تواجه أوروبا أزمة طاقة، إذ انتعش الطلب في الوقت الذي قلصت فيه غازبروم الإمدادات، ما حد من المبيعات في السوق الفورية.

وفشلت شركة الغاز الروسية العملاقة أيضًا في ملء مواقع التخزين الخاصة بها في أوروبا قبل الشتاء، تاركة القارة تتصارع مع أقل مخزونات لها في عقد على الأقل خلال معظم موسم التدفئة.

وانخفضت الصادرات من روسيا بشكل أكبر هذا العام، وهي خطوة قالت غازبروم إنها ترجع إلى انخفاض الطلب من العملاء الأوروبيين.

وبينما كان الطلب المحلي الروسي قويًا، ارتفع الإنتاج إلى أعلى مستوى له في 3 سنوات، وسمح ذلك لروسيا بسحب الغاز من المخزونات بمعدل أبطأ بكثير من أوروبا المتعطشة للطاقة.

وتكشف غازبروم عن مستويات المخزون بصفة متقطعة، ولكن في 29 ديسمبر/كانون الأول، قال الرئيس التنفيذي أليكسي ميلر إن الأزمة سحبت نحو 12 مليار متر مكعب من الغاز، أي نحو نصف الكمية التي جرى استغلالها في أوروبا.

وكانت المخزونات الروسية ممتلئة بنسبة 83% في ذلك الوقت، أي أعلى بنحو 9% من متوسط السنوات الـ5، وفقًا لتقديرات محلل الغاز الأوروبي والغاز الطبيعي المسال في شركة أي سي أي إس، توم مارزيك مانسر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق