التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

تغير المناخ.. تشجير المدن لا يعالج الفيضانات والحرارة المرتفعة معًا (دراسة)

أجراها باحثون أستراليون على 175 مدينة خلال 15 عامًا

حياة حسين

خلصت دراسة حديثة أجراها 3 باحثين أستراليين إلى أن تشجير المدن لا يمكن أن يعالج ظاهرتي الفيضانات وارتفاع الحرارة الناجمتين عن تغير المناخ في آن واحد.

أجرى الدراسة كل من: الباحث المتخصص في مجال تغير المناخ مارك كوثبرت، والمتخصص في بحوث المياه دنيس أوكرول، والمتخصص في مجال علوم الأرض غابرييل سي رو، ونشرت نتائجها، صحيفة "ذا كونفيرسيشن".

وتوصل الباحثون إلى أنه إذا أثّرت زراعة الأشجار إيجابًا في تجنّب مخاطر الفيضانات في منطقة ما، فإن الحرارة المرتفعة لا تتأثر بها، والعكس صحيح في مناطق أخرى، وذلك من خلال مراقبة تأثير زراعة عدة مناطق حضرية في عدد كبير من مدن العالم لمدة طويلة.

الحرارة والفيضانات

تغير المناخ وأثر زرع الأشجارقلّلت الدراسة من الآثار الإيجابية لزراعة الأشجار على الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ، وتحديدًا ارتفاع الحرارة، والفيضانات.

وربما لا تكون هذه المرة الأولى التي تتوصل دراسة إلى نتائج مشابهة، لكن هذا التحديد في العلاقة بين تغير المناخ وكل من الفيضانات والحرارة يحدث لأول مرة.

فقد أشارت ورقة بحثية لمجموعة من العلماء من منظمة "ذا ناتشور كونسرفانسي"، الشهر الماضي، إلى أن زراعة الأشجار قد تساعد في تخفيف أزمة تغير المناخ، ولكن الأهم منها هو حماية النظم البيئية.

وتعاني المدن في أنحاء العالم من ظاهرتي ارتفاع الحرارة والفيضانات بصورة متكررة، بوصفهما أثرين من آثار تغير المناخ.

وعلى سبيل المثال، واجهت مدينة بيرث الأسترالية موجات من ارتفاع الحرارة تجاوزت فيها 40 درجة مئوية لمدة 6 أيام الشهر الماضي، ويأتي ذلك بعد تحقيق الرطوبة مستويات قياسية في شهر يوليو/تموز الماضي، وتلاها 18 يوما متتالية من هطول الأمطار.

وقال الباحثون المشاركون في الدراسة: "إن الدراسة تستهدف جعل تشجير المدن أكثر كفاءة.. دعونا نشرح هذه النتائج، وكيف يمكن أن تستفيد أستراليا منها".

الأسمنت والحديد

وجد الباحثون المشاركون في دراسة تشجير المدن وأثرها في ظاهرتي ارتفاع الحرارة والفيضانات الناجمتين عن تغير المناخ، أن حرارة المناطق الريفية عادة ما تكون أقلّ من المدن؛ لأن الأسمنت والحديد المُستخدمين في البناء في المدن يمتصّان الحرارة، ولا يوجد نباتات كافية تقوم بعملية البخر لتبريد الهواء.

وحللت الدراسة المعلومات التي جمعتها من 175 مدينة على مستوى العالم خلال 15 عامًا، بين عامي 2000 و2015، ونشرت الدراسة في جريدة "ناتشر كومينكاشن".

وجدت الدراسة أن المدن الكائنة حول خط الاستواء، وفي شمال أوروبا، تحظى بحظ أوفر من تبريد الهواء الناجم عن وجود نباتات، وهذا يحدث من خلال بخار الماء الذي تطلقه خلال عملية التمثيل الضوئي، وفي ظل وجود أمطار.

كما إن عمليات تبريد الهواء في تلك المدن تحدث عندما تهطل الأمطار في فصل الصيف.

وفي المقابل، فإن فرصة امتصاص التربة لمياه الأمطار تكون عظيمة في المناطق الأكثر جفافًا، والتي تسهم بقوة في منع الفيضانات.

كما تتّسم تلك المناطق بمحدودية الامطار، وملاءمتها لمشروعات الطاقة الشمسية.

وتنتشر المدن التي تمتلك هذه السمات في مناطق شمال أفريقيا والشرق الأوسط و أستراليا.

استفادة أستراليا

آثار إعصار إيدي في موزمبيق
إعصار إيدي في موزمبيق دمر 90% من بيرا

يقترح الباحثون المشاركون في دراسة تأثير تشجير المدن على مكافحة آثار تغير المناخ من الفيضانات والحرارة، أن تستفيد أستراليا من نتائج هذه الدراسة، للتعامل مع المدن التي يمكن أن تتأثر مقاومتها لكوارث تغير المناخ، سواء الفيضانات أو ارتفاع الحرارة، بتشجيرها.

يُذكر أن مدنًا عديدة في دول العالم تستخدم تشجير المدن، بوصفها وسيلة ناجعة تعالج آثار تغير المناخ، مثل الفيضانات، وارتفاع الحرارة تحديدًا.

وعلى سبيل المثال، دشّنت مدينة ساحلية في موزمبيق حديقة كبيرة كانت الأولى في أفريقيا؛ لمكافحة الفيضانات المتكررة التي ضربتها وقتلت مئات الأشخاص.

ورغم أن الباحثين يعتقدون في محدودية تأثير التشجير في مناطق عديدة، وانعكاسه على ظاهرة واحدة دون غيرها، سواء الفيضانات أو الحرارة، فإنهم أشاروا إلى فوائد أخرى له، ومن بين تلك الفوائد تنقية الهواء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق