التقاريرأخبار النفطتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانياغازنفط

تبعات الغزو الروسي لأوكرانيا.. تحركات دولية لتفادي اضطرابات أسواق الطاقة

خوفًا من ارتفاع جديد في أسعار النفط والغاز

أحمد بدر

لم تكد تمر 24 ساعة على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، حتى تعالت الأصوات المطالبة بضرورة إيجاد حل للاعتماد على النفط والغاز الروسي، ومراقبة الأسواق بصفة دقيقة، خوفًا من ارتفاع جديد في أسعار الطاقة، قد يضع كثيرًا من الدول المعتمدة على موسكو -مثل إيطاليا واليونان واليابان والصين- في ورطة.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، اليوم الجمعة، إن بلاده عليها تقليل اعتمادها على واردات الغاز الروسي، وذلك ضمن إجراءاتها لحماية المستهلكين من ارتفاع أسعار الطاقة بعد غزو أوكرانيا، وفق رويترز.

وأمام البرلمان الإيطالي، قال رئيس الوزراء: "كشفت الأيام الأخيرة أنه لم يكن من الحكمة عدم تنويع المزيد من مصادر طاقتنا وموردينا في العقود الأخيرة"، مشيرًا إلى أن روسيا تقدم حاليًا 45% من واردات الغاز إلى إيطاليا، في حين تضاءل الإنتاج المحلي الإيطالي بشدة.

زيادة واردات إيطاليا

تعتزم إيطاليا زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، بجانب زيادة كميات الغاز المسال التي تستوردها من أذربيجان والجزائر وتونس وليبيا.

الغاز الروسي
أحد مشروعات الغاز لشركة نوفاتيك الروسية

وقالت شركة الطاقة الإيطالية إيني الأسبوع الماضي إنها لا تزال تمتلك احتياطيات من الغاز الطبيعي داخل البلاد، بجانب استعدادها لزيادة إنتاجها من الغاز إذا لزم الأمر.

ووافقت الحكومة الإيطالية الأسبوع الماضي على إجراءات تبلغ قيمتها نحو 6 مليارات يورو (6.8 مليار دولار) لمساعدة المستهلكين والشركات التي تضررت من ارتفاع فواتير الطاقة، في إطار حزمة بقيمة 8 مليارات يورو لدعم الاقتصاد.

تدفقات الغاز إلى اليونان

أعلن وزير الطاقة اليوناني كوستاس سكريكاس، الجمعة، أن تدفقات الغاز الروسي إلى اليونان ما زالت سلسة، وأن موردي الغاز اليونانيين يصطفون بشحنات غاز إضافية إذا لزم الأمر، وهو بمثابة نوع من الاحتياط بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وتفاقمت أسعار الغاز بعد 24 ساعة فقط من الغزو الروسي لأوكرانيا، رغم أنها شهدت ارتفاعًا كبيرًا منذ سبتمبر/أيلول الماضي، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن الإمدادات الأساسية لتوليد الكهرباء.

وتعتمد اليونان -مثلها مثل العديد من الدول الأوروبية- على واردات الغاز الروسي، التي توفر نحو 40% من احتياجاتها، بالإضافة إلى النفط الروسي الذي يغطي 26% من استهلاكها، حسب وكالة رويترز.

وقال سكريكاس، في بيان متلفز بعد اجتماع مع مسؤولي الطاقة: "راجعنا جميع السيناريوهات، حتى أكثرها سلبية، بشأن إمدادات الغاز والطاقة من روسيا.. وتدفق الغاز ما زال مستمرًا دون أي انقطاع حتى الآن".

وأوضح وزير الطاقة اليوناني أن احتياطيات الغاز في المحطة اليونانية الوحيدة للغاز المسال قبالة أثينا مرتفعة، وأن شركات الطاقة اليونانية على اتصال بالموردين لتأمين شحنات إضافية إذا لزم الأمر.

وكانت اليونان قد أغلقت عديدًا من المصانع التي تعمل بالليغنيت في حملة لإزالة الكربون، لكن بعضها لا يزال يعمل ويمثل نحو 6% من توليد الكهرباء، لذا أكد الوزير أن المخزون اليوناني من الليغنيت يمكن أن يغطي أيضًا احتياجات الكهرباء في البلاد لأكثر من 30 يومًا.

إسهامات يابانية لضبط الأسعار

سفينة مد أنابيب الغاز الروسية أكاديميك تشيرسكي
سفينة مد أنابيب الغاز الروسية أكاديميك تشيرسكي

أبدت اليابان تخوفها من حدوث ارتفاع كبير في أسعار الوقود خلال المدة المقبلة، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا واحتمالات تعطل إمدادات الطاقة العالمية.

وقال وزير الصناعة الياباني كويشي هاغيودا إن بلاده ستتعامل بشكل مناسب مع إطلاق النفط من الاحتياطيات الوطنية بالتعاون مع وكالة الطاقة الدولية والدول المعنية.

وأضاف: "اليابان تخطط أيضًا لتنفيذ مزيد من الخطوات بسرعة، للمساعدة في كبح ارتفاع أسعار الوقود مثل البنزين والكيروسين وسط ارتفاع أسعار النفط".

احتياطيات الصين الإستراتيجية

ردًا على سؤال عما إذا كانت الصين مستعدة للإفراج عن جزء من احتياطياتها الإستراتيجية من النفط الخام، في حالة سعي الولايات المتحدة لمزيد من المبيعات المنسقة لتهدئة الأسعار، قال متحدث باسم الحكومة الصينية، إن بكين ستفكر في اتخاذ خطوة -فقط- عندما يستقر الوضع الجيوسياسي.

وتجاوز سعر خام برنت 100 دولار للبرميل، أمس، مسجلًا أعلى مستوى له منذ 2014، وسط مخاوف من أن الهجوم على أوكرانيا سيعطل صادرات الطاقة في وقت تعاني فيه الإمدادات شحًا.

وأوضح المتحدث الصيني أن جميع الدول مسؤولة بصفة مشتركة عن أمن إمدادات الطاقة العالمية واستقرارها، وينبغي تجنب التأثير في ذلك من خلال التوترات الإقليمية.

شيفرون تراقب الأسواق

قالت عملاقة النفط والطاقة الأميركية شيفرون، إنها تراقب الأسواق بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ويمكنها تعديل المعروض من النفط الخام من خلال منظمتها التجارية لتلبية طلب السوق.

وبحسب بيان الشركة، فإن شيفرون تستورد الخام من موردين عالميين متعددين، وهي تراقب الأوضاع حاليًا، وستتخذ الإجراءات اللازمة لمواصلة تلبية احتياجات السوق، مع الالتزام بكل ما هو معمول به حاليًا من قوانين.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق