التقاريرأخبار الغازتقارير الغازرئيسيةغاز

الغاز المسال.. هل تستفيد أستراليا من ارتفاع الأسعار في أوروبا؟

وودسايد بتروليوم تسعى لتعويض إمدادات الغاز الروسي

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • أستراليا لا تمتلك القدرة على تعزيز عمليات تسليم الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا
  • • قطاع الغاز الأسترالي لا يستطيع إنقاذ أوروبا من أزمة طاقة على المدى القريب
  • • أي شحنة تُحوّل إلى أوروبا ستتسبب في نقص الطلب الآسيوي
  • • شركات خاصة تنتج الغاز الطبيعي المسال الأسترالي والحكومة لا تقرر وجهته
  • • احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى في تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا العام الماضي

بعد إعلان الحكومة الأسترالية، الشهر الماضي، استعدادها لدعم حلفائها بإمدادات إضافية من الغاز المسال، صرّحت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين، بأنها أجرت محادثات مع نظرائها الأوروبيين، بشأن احتمال تقديم شحنات من الغاز.

يأتي ذلك في ظل التطورات الحاصلة بين روسيا وأوكرانيا التي تنذر بعجز في واردات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، ولذلك تستعد شركة وودسايد بتروليوم، أكبر مصدري الغاز في أستراليا، للاستفادة من ارتفاع الأسعار مع اندلاع الحرب في أوكرانيا وتعطل الإمدادات من روسيا.

ويحذّر المحللون من أن أستراليا ليست لديها القدرة لتعزيز عمليات تسليم الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، حسبما نشرت صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد" الأسترالية اليوم الخميس 24 فبراير/شباط الجاري.

لعبة عديمة الجدوى

يرى محللو الطاقة والخبراء أن قطاع الغاز الأسترالي لا يستطيع إنقاذ أوروبا من أزمة طاقة على المدى القريب إذا قطعت موسكو الغاز الروسي الذي يمثّل أكثر من ثلث احتياجات أوروبا.

الغاز الطبيعي المسال - أستراليا
شركة وودسايد بتروليوم أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في أستراليا

وقال المحلل لدى مصرف "كريدي سويس" الاستثماري السويسري، ساول كافونيك: إن العرض العالمي للغاز الطبيعي المسال هو لعبة عديمة الجدوى على المدى القصير، مشيرًا إلى أن أي شحنة تُحوّل إلى أوروبا ستتسبب في نقص الطلب الآسيوي.

وأضاف أن أستراليا ستبيع شحناتها من الغاز المسال غير المتعاقد عليها لمن يدفع أعلى سعر، لكنها لن تكون قادرة على إنتاج المزيد منه على المدى القريب أكثر مما كانت تقتضي خطة الإنتاج بخلاف ذلك.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "إنرجي كويست" للاستشارات ومقرها مدينة أديلايد الأسترالية، غرايم بيثون: إن الأسعار في أوروبا يجب أن تكون أعلى من دولارين إلى 3 دولارات أميركية مقارنة بشمال آسيا، حتى يكون نقل الغاز الطبيعي المسال الأسترالي إلى أوروبا مجديًا تجاريًا.

وأوضح أن هناك مشكلة أخرى، وهي أن شركات خاصة تنتج الغاز الطبيعي المسال الأسترالي، والحكومة لا تقرر وجهته.

إمدادات الغاز المسال

تواجه إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية انعكاسات انتعاش حاد في الطلب على الطاقة في أعقاب الانكماش الناجم عن جائحة كوفيد-19 العام الماضي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار شحنات الغاز الطبيعي المسال في السوق الفورية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.

ووصلت أسعار الغاز المسال إلى أكثر من 25 دولارًا أميركيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية اليوم.

وفي ظل تطورات وتوقعات تفاقم أزمة غاز كبيرة في أوروبا، قال مصرف "كريدي سويس": إن أسعار شحنات الغاز الطبيعي المسال غير المتعاقد عليها سترتفع أيضًا في آسيا وستصل إلى 100 دولار أميركي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية".

اعتبارات وودسايد بتروليوم

من المتوقع أن تستفيد شركة وودسايد بتروليوم، أكبر شركة أسترالية للنفط والغاز، من بيئة الأسعار المرتفعة، لأن لديها المزيد من الشحنات غير المتعاقد عليها الجاهزة للبيع مقارنةً بالمنتجين الرئيسين الآخرين في أستراليا.

وأشار المحلل لدى مصرف "كريدي سويس" الاستثماري السويسري، ساول كافونيك، إلى أن شركة وودسايد بتروليوم برزت من بين أقوى الشركات المهيأة للتخفيف من أزمة الغاز الأوروبية.

وأرجع ذلك إلى إنتاج الشركة نحو مليوني طن من الغاز الطبيعي المسال -أو 20-25% من إنتاج الغاز الطبيعي المسال- مرتبطة بأسعار الغاز الأوروبية أو الغاز الطبيعي المسال الفوري.

الغاز الروسي
أحد مشروعات الغاز الروسية

وتوقع كافونيك أن تمثّل قطر الطاقة الاحتياطية الوحيدة في النظام التي يمكن تحويلها إلى أوروبا، في ظل احتمال أن يؤدي تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا إلى زيادة عائدات المبيعات في جميع أنحاء العالم.

تُجدر الإشارة إلى أن المنتجين الأستراليين، الذين يتعين عليهم تزويد مستخدمي الغاز في الساحل الشرقي، كانوا يوجهون كميات بأكبر قدر ممكن من الشحنات وإرسال أي فائض من الشحنات إلى المشترين الحاليين في آسيا.

وقال كافونيك إن صناعة الغاز المسال الأسترالية لن تقدم أي نوع من المساعدة، بخلاف ما كانت ستفعله في حالة توريد الغاز الروسي إلى أوروبا.

ارتفاع إيرادات المبيعات

أعلنت شركة "كارون إنرجي" -وهي إحدى شركات إنتاج النفط الأسترالية المدرجة في البورصة وتدير حقلاً نفطيًا قبالة سواحل البرازيل، الأربعاء- زيادة بنسبة 700% في إيرادات المبيعات نصف السنوية إلى 186 مليون دولار أميركي.

يأتي ذلك بعد أن ارتفع متوسط سعر النفط المحقق إلى 72.43 دولارًا أميركيًا في الأشهر الـ6 حتى 31 ديسمبر/كانون الأول.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "كارون إنرجي"، الدكتور جوليان فاولز: إن الصراع بين روسيا وأوكرانيا سينطوي على آثار غير مباشرة على أجزاء من أوروبا قد تبقي على ارتفاع أسعار النفط، في الوقت نفسه الذي يرتفع فيه الطلب من قطاعات النقل البري والبحري والجوي.

وأكد الدكتور فاولز أن الشركة في وضع يمكنها من الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط.

من ناحيته، أشار المحلل في بنك الكومنولث، فيفيك دار، إلى وجود مخاطرة كبيرة من احتمال أن ترتفع أسعار النفط فوق 100 دولار أميركي للبرميل إذا استمر الغزو الروسي لأوكرانيا في التصعيد، مبيِّنًا أن أسواق النفط معرضة للخطر، خصوصًا في الوقت الحالي.

جدير بالذكر، أن تصريحات فيفيك دار جاءت قبل تجاوز أسعار النفط حاجز الـ100 دولار للبرميل، ووصولها إلى مستوى 104 دولارات.

أبرز مورّدي الغاز لأوروبا

ازدادت واردات أوروبا من الغاز المسال من الولايات المتحدة ودول أخرى العام الماضي، نتيجة انخفاض المخزونات وتراجع إمدادات الغاز الروسي.

ومثّلت قطر وروسيا والولايات المتحدة 70% من إجمالي الإمدادات لدول الاتحاد الأوروبي الـ27، وبريطانيا من الغاز الطبيعي المسال في عام 2021، وفقًا لتقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

واحتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى في تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا العام الماضي، بنسبة 26% من الإجمالي، تلتها قطر بنسبة 24%، ثم روسيا بنحو 20%.

وزادت صادرات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى بريطانيا والاتحاد الأوروبي، من 3.4 مليار قدم مكعبة يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 إلى 6.5 مليار قدم مكعبة يوميًا يناير/كانون الثاني 2022، وتمثّل أعلى زيادة على أساس شهري، وفق التقرير.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، شكلت شحنات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة أكثر من نصف واردات أوروبا للشهر الأول من عام 2022.

علاوة على ذلك، حدّد تقرير أصدرته منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك أبرز الدول المستوردة للغاز الطبيعي المسال وترتيب صادرات الغاز المسال الجزائري إلى أوروبا خلال 2021.

صادرات الجزائر من الغاز

أشار تقرير أوابك الذي صدر مؤخرًا بعنوان "تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربع الرابع من عام 2021، وحالة الصناعة لعام 2021"، وأعده خبير الغاز لدى المنظمة، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إلى قفزة بصادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الرابع من 2021.

وسجلت صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المسال نسبة نمو على أساس سنوي 9.6%، من خلال تصدير نحو 2.74 مليون طن مقابل 2.5 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2020.

وبيّن التقرير أن الجزائر احتلت المرتبة الرابعة ضمن أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، وبلغ إجمالي صادراتها 10.2 مليون طن.

وألمح التقرير إلى أن صادرات أستراليا احتلت المرتبة الأولى عالميًا بإجمالي 80 مليون طن، متخطية قطر بما يزيد على مليوني طن.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق