التقاريرأخبار الغازتقارير الغازرئيسيةغاز

الغاز الروسي.. هل تستطيع ألمانيا الاستغناء عن نصف إمداداتها القادمة من موسكو؟

مع امتلاكها احتياطيات تُقدَّر بربع استخدامها السنوي

أحمد بدر

مع أول تحرّك للقوات الروسية داخل أوكرانيا، صباح اليوم الخميس، توجّه تركيز أوروبا كلها إلى الغاز الروسي والارتفاع المرتقب لأسعار الغاز الطبيعي، والإمدادات التي تعتمد عليها دول القارّة العجوز، ومن بينها ألمانيا.

ورغم أن ألمانيا تعدّ أكبر اقتصاد في أوروبا، فإنها تعتمد على غاز روسيا وتستورد معظم احتياجاتها من الخارج، وفقًا لتحليل أوردته وكالة رويترز عن الأوضاع هناك، بينما تزوّد موسكو أوروبا كلها بأكثر من ثلث احتياجاتها من الغاز.

في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الغاز في مؤشر تي تي إف الهولندي (المؤشر الرئيس لأسعار الغاز في أوروبا) ما بين 30 و40%، وسط مخاوف من تعطّل الإمدادات، رغم أن تدفقات الغاز الروسي والسلع الأخرى إلى الغرب لم تتوقف، في الساعات الأولى التي تلت الغزو.

إمكانات ألمانيا

بعد اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميًا –الثلاثاء- بانفصال منطقتين في شرق أوكرانيا وعَدّهما جمهوريتين شعبيتين، أوقف المستشار الألماني أولاف شولتس خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 2 الجديد المصمم لجلب المزيد من الغاز الروسي إلى ألمانيا.

الغاز الروسي - نورد ستريم 2
مشروع خط الغاز الروسي نورد ستريم 2

وبالنظر إلى هذه الخطوة، نجدها أكثر جرأة وربما تهورًا، وذلك في حالة وضع أرقام مكتب إحصاءات التجارة الخارجية الألماني في الحسبان، والتي لم تحدد مصادر الواردات، لكنها أشارت إلى أن ألمانيا استوردت في عام 2021 نحو 142 مليار متر مكعب من الغاز، أي أقلّ بنسبة 6.4% عن عام 2020.

وقالت مجموعة صناعة المرافق الألمانية، إن استخدام الغاز محليًا بلغ 100 مليار متر مكعب في 2021.

وتمتلك ألمانيا 24 مليار متر مكعب من الغاز مخزّنة داخل الكهوف الجوفية، تمتلك شركة "ريدن" -المملوكة لشركة أستورا التي تملكها شركة غازبروم الروسية- 20% منها، أي إن الاحتياطي المخزن يمكن أن يلبي 25% من الاستخدام السنوي للغاز في ألمانيا.

وتمتلئ كهوف التخزين في ألمانيا –حاليًا- بنسبة 30%، وفقًا لبيانات مجموعة صناعة الغاز في أوروبا للبنية التحتية، إذ إن إنتاج الغاز محليًا في ألمانيا يغطي نحو 5% من الاستهلاك السنوي حاليًا.

نسبة الغاز الروسي

حددت شركة المرافق الألمانية حصة روسيا من إمدادات الغاز في ألمانيا بـ"النصف"، ولكن يمكن أن تتقلب هذه النسبة من شهر لآخر.

وأظهرت بيانات شركة التحليلات "آي سي آي إس"، أن الغاز الروسي –في ديسمبر/كانون الأول الماضي- بلغ 32% فقط في خطوط الأنابيب لألمانيا، بينما مثَّل الغاز النرويجي 20% والهولندي 12%، و22% والباقي من مصادر أصغر أخرى، منها الإنتاج المحلي.

بحسب شركة المرافق الألمانية، فإن دور روسيا بصفتها موردًا للغاز إلى ألمانيا، لا يمكن استبداله خلال السنوات القليلة المقبلة.

علم ألمانيا - أرشيفية
علم ألمانيا - أرشيفية

وخلال العام الماضي، استهلكت محطات توليد الكهرباء في ألمانيا نحو 15.3% من الغاز، ومن ثم فإن فقدان نسبة كبيرة من واردات الغاز -من أيّ مصدر- سيسبّب زيادة قصيرة الأجل في توليد الكهرباء بالفحم.

والوضع أكثر حدّة في التدفئة المنزلية، إذ يحافظ الغاز على تدفئة نصف الأسر في ألمانيا البالغ عددها 41.5 مليونًا، وفي الصناعات التحويلية إذ لا تستطيع قطاعات مثل السيراميك الإنتاج دون الوقود.

العلاقات الألمانية الروسية

تتمتع ألمانيا بشراكة قوية في إمدادات الطاقة منذ عقود مع روسيا، كما إنها لا تحتاج إلى الغاز الروسي فحسب، بل إن البيانات أظهرت أن 34% من النفط الخام الألماني جاء من روسيا في 2021.

كما قالت مجموعة الفحم الألمانية، إن 53% من الفحم الصلب الذي تسلّمته مولدات الطاقة الألمانية وشركات صناعة الصلب جاء من روسيا العام الماضي.

وبحسب تقرير رويترز، فإن ألمانيا في النهاية يجب أن تمتثل لتعهداتها في الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لذا سيجري التخلص تدريجيًا من التسخين بالغاز على المدى الطويل لصالح المضخات الحرارية والبدائل الأخرى.

وفي مجال توليد الكهرباء، من المتوقع أن يرتفع استخدام الغاز لمدة انتقالية، بموجب خطط التخلص التدريجي من الفحم والطاقة النووية، إذ سيعتمد الاستهلاك المستقبلي على سرعة نشر الطاقة المتجددة في ألمانيا، وما إذا كان الهيدروجين منخفض الانبعاثات المنتَج من مصادر متجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية يمكن تسخيره ليحلّ محلّ الغاز الأحفوري.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق