رئيسيةأخبار الكهرباءعاجلكهرباء

أكبر منتج للكهرباء في أستراليا يرفض صفقة استحواذ بـ 8 مليارات دولار

مي مجدي

أعلنت شركة إيه جي إل إنرجي الأسترالية رفضها صفقة استحواذ على أسهمها قدّمته "بروكفيلد أست مانجمنت" الكندية و"غروك فنشرز"، الأداة الاستثمارية للملياردير الأسترالي "مايك كانون بروكس"، صباح اليوم الإثنين.

جاء ذلك بعدما قدّم أشهر ملياردير أسترالي في مجال التكنولوجيا، مايك كانون بروكس، يوم السبت الماضي، عرضًا فريدًا بالتعاون مع شركة إدارة الأصول الكندية "بروكفيلد" للاستحواذ على أكبر منتج للكهرباء والأكثر تلويثًا في أستراليا.

وكان بروكس يهدف من هذا العرض إلى إغلاق محطات توليد الكهرباء بالفحم قبل الموعد المخطط لها.

لكن بعد اجتماع مجلس إدارة الشركة الأسترالية لمناقشة العرض، أمس الأحد، رفضت "إيه إل جي إنرجي" العرض الذي تلقّته دون طلب، البالغ 7.50 دولارًا للسهم، وهو يمثّل 4.7%، علاوة على سعر إغلاق السهم عند 7.16 دولارًا يوم الجمعة في البورصة الأسترالية، كما شمل العرض ديون الشركة.

وقالت الشركة، إن عرض صفقة الاستحواذ الذي وصلت قيمته إلى 8 مليارات دولار، لم يصبّ في مصلحة المساهمين، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.

وسرعان ما قفز سهم "إيه جي إل إنرجي" بنسبة 13% عند 8.09 دولارًا في تداول سيدني، اليوم الإثنين، للمرة الأولى منذ منتصف يوليو/تموز 2021.

خيبة أمل

علّق رجل الأعمال كانون بروكس، إن تحالف بروكفيلد وغروك فنشرز سيواصل عمله في عملية الاستحواذ المحتملة على أقسام توليد الكهرباء وتجارة التجزئة في "إيه جي إل إنرجي"، والتي تشمل أصول الفحم والغاز والطاقة المتجددة.

مايك كانون بروكس
رجل الأعمال مايك كانون بروكس- الصورة من إف إن بي غلوبال

وإذا نجح المالكون الجدد، سيسارعون في خفض اعتماد الشركة الأسترالية على توليد الكهرباء من الفحم، إلى جانب وقف عملية الفصل، التي خططت لها الشركة في مارس/آذار لتقسيم الشركة إلى شركتين منفصلتين للتداول العامّ، وهما إيه جي إل أستراليا، وأكسيل إنرجي، بهدف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 60% بحلول عام 2034.

ويرى كانون بروكس أن التحالف واثق من قدرته على إغلاق واستبدال محطات الفحم التابعة لـ"إيه جي إل إنرجي" مثل محطة "بايسواتر" في نيو ساوث ويلز ومحطة "لوي يانغ إيه" في فيكتوريا، بحلول عام 2030.

بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن التحالف من تحقيق هدف الحياد الكربوني للشركة بحلول عام 2035.

وقال الملياردير الأسترالي، خلال حديثه مع قناة إيه بي سي، إن التحالف يمتلك 20 مليار دولار لتمويل هذا الانتقال، وخطة انتقالية تضمن استبدال 8 غيغاواط من الطاقة النظيفة بنحو 7 غيغاواط من سعة الوقود الأحفوري.

وأضاف أن خطّته ستسهم في خفض فواتير المستهلكين، وخلق المزيد من فرص العمل وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بقدر كبير، موضحًا أن "إيه جي إل إنرجي" مسؤولة عن أكثر من 8% من الانبعاثات السنوية في أستراليا.

وأوضح التحالف في بيان أنه يشعر بخيبة أمل من قرار "إيه جي إل إنرجي"، وأن العرض كان في مصلحة المساهمين، لأنه سيتجنّب الفصل المدمر للقيمة وتسارع إزالة الكربون من مصادر الطاقة الأسترالية.

وأشار إلى أن العرض يمثّل قرابة 20%، علاوة على متوسط السعر المرجح بحجم التداول لمدة 3 أشهر البالغ 6.28 دولارًا للسهم.

وكانت شركة بروكفيلد قد حصلت في نوفمبر/تشرين الثاني على موافقة مجلس مراجعة الاستثمار الأجنبي للاستحواذ على شركة الطاقة الأسترالية "أوسنت سيرفسيس" بقيمة 17.8 مليار دولار.

ومن المتوقع أن تجذب عمليات الاستحواذ انتباه اللجنة الاسترالية للمنافسة وحماية المستهلك.

ردود الأفعال

قال مدير مركز "فيكتوريا إنرجي بوليسي"، بروس ماونتن، إن بروكفيلد ستكون مستثمرًا وليس مديرًا لدى مواصلة خطتها للاستحواذ على الشركة الأسترالية.

منجم فحم في أستراليا
أحد مناجم الفحم في أستراليا

وأضاف ماونتن أن أكبر أصول الشركة تعتمد على بيع الكهرباء بالتجزئة، ومن المقرر أن تبدأ محطة "ليدل" إغلاق وحداتها في وقت لاحق من هذا العام قبل الموعد المخطط له في أبريل/نيسان 2023، ورغم أن محطة "بايسواتر" تحقق ربحًا، فإنها ستصبح أصولاً غير جذابة مع بدء نفاد إمدادات الفحم الأسود منخفض التكلفة بحلول عام 2024.

وأوضح أن عرض بروكفيلد وغروك فنشرز قدّم علاوة ضئيلة فوق سعر السهم، ويُظهر ذلك معاناة "إيه جي إل إنرجي" في التخطيط لرؤى جديدة خلال تعاملها مع محطات الفحم المتقادمة.

أمّا أمين الخزانة ووزير الطاقة في نيو ساوث ويلز، مات كين، فيرى أن تحديد مستقبل الشركة الأسترالية كان قرارًا تجاريًا، وستواصل حكومة نيو ساوث ويلز العمل مع شركات الطاقة للحفاظ على موثوقية الشبكة وخفض أسعار الكهرباء.

بينما قالت وزيرة الطاقة والتغير المناخي في فيكتوريا، ليلي دامبروسيو، إن الشركات تكثّف استثماراتها في الطاقة المتجددة، وترى أنه أذكى خطوة للاستثمار المربح.

وقالت: "إن هذا ما يريده المواطنين، وسيحفّز تنمية المهارات والوظائف المحلية الجديدة".

ضغوط متزايدة

يتعرض مالكو محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم في أستراليا لضغوط متزايدة، سواء كانت اقتصادية بسبب تنامي الطاقة الشمسية الرخيصة في الشبكة الوطنية، أو من المساهمين النشطاء، لاتخاذ إجراءات تتماشى مع اتفاقية باريس للمناخ.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدّمت شركة "إيه جي إل إنرجي" موعد إغلاق محطة "بايسواتر" المخطط له في موعد أقصاه 2033، ومحطة "لوي يانغ" بحلول 2045.

كما أصدرت شركة "أوريجين إنرجي"، يوم الخميس الماضي، إخطارًا يفيد بأنه من الممكن إغلاق "إرارينغ" -أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في البلاد- قبل 7 سنوات من الموعد المقرر في عام 2025 بدلًا من 2032.

قمة المناخ كوب 26 - رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون
رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون - أرشيفية

وردًا على عرض الاستحواذ، حذّر رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، من ارتفاع أسعار الكهرباء مع تقديم مواعيد إغلاق محطات الفحم، قائلًا، إن حكومته ستحرص على وقف هذا الاتجاه واستمرار توليد الكهرباء من الفحم.

وقال، خلال زيارة لولاية تسمانيا، اليوم الإثنين: "مع أن توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة أحد العوامل لخفض أسعار الكهرباء، فإن حكومته ملتزمة باستخراج قيمة أكبر من أصول الفحم لضمان توفير إمدادات كهربائية موثوقة بأسعار معقولة".

في حين أوضح وزير الطاقة وخفض الانبعاثات، أنغوس تايلور، أن شركات الطاقة تقع على عاتقها مسؤولية إعطاء الأولوية للمستهلكين، ويرى أن التخلص من محطات الفحم يمثّل خطرًا على مستهلكي الكهرباء، سواء من ناحية موثوقية الشبكة أو الأسعار.

ويتماشى احتمال إغلاق محطات الفحم التابعة لشركة "إيه جي إل إنرجي" بحلول عام 2035 مع سيناريوهات مشغّل سوق الطاقة الأسترالي المنشورة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ومن بين السيناريوهات، إغلاق محطات الفحم البني في فيكتوريا بحلول أوائل العقد المقبل، ومحطات الفحم الأسود بحلول العقد الرابع من القرن الحالي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق