كهرباءتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

أفريقيا تواصل التنقيب عن النفط والغاز بحثًا عن موثوقية الكهرباء (تقرير)

تتميز القارة بفرص واعدة في قطاعي الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري

حياة حسين

رغم التوجه العالمي إلى الطاقة المتجددة، فإن أفريقيا تتجه نحو زيادة أنشطة التنقيب عن النفط والغاز خلال الأونة الحالية، لضمان استقرار الكهرباء.

فالقارة السمراء التي تمتلك 90% من موارد العالم الطبيعية لا تستطيع النهوض وتحقيق النمو الاقتصادي دون الطاقة والكهرباء، وهي قادرة على الحصول عليهما من قطاعي الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري، بشرط توفير البيئة الملائمة.

لذلك قررت أفريقيا أن يكون عام 2022 هو نقطة البداية لعقد من النمو الاقتصادي المستدام من خلال الطاقة والكهرباء.

ويُعد الوصول إلى الطاقة والكهرباء أساس أي تطوير صناعي أو حضري وحتى اقتصادي اجتماعي للقارة السمراء.

الطاقة المتجددة

جانب من المحطة الشمسية بمجمع بنبان في أسوان - مصر
جانب من المحطة الشمسية بمجمع بنبان في أسوان بمصر - الصورة من صحيفة أفريك 21

تتميّز مصادر الطاقة المتجددة في أفريقيا بأنها واعدة، وعند انضمامها إلى ثراء القارة بالموارد الطبيعية، تستطيع دولها تعزيز اقتصاداتها من خلال رفع معدلات التشغيل وتوطين الصناعة.

كما أن أفريقيا ما تزال بكرا في مجال أنشطة التنقيب واستكشاف النفط والغاز، في الوقت الذي قطعت فيه دول العالم شوطًا طويلًا في ذلك، وخير دليل على ذلك اكتشافات القارة العام الماضي.

أفريقيا الواعدة في مجال الاستدامة والطاقة الخضراء، استطاعت أن تجتذب شركات عالمية، أطلقت عدة برامج مثل "أجندة 2063: أفريقيا التي نريد"، و"أجندة 2030"، لكنها تواجه كمًا هائلًا من المعوقات.

وتتمثّل تلك المعوقات في انخفاض الشفافية والإفصاح، وعدم وضوح الرؤية التشريعية، وعدم الاستقرار السياسي، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية الملائمة، ما يقوّض من جذب الاستثمارات.

نقص الاستثمارات

على هامش فعاليات مؤتمر إيجبس 2022 -الذي عقدته مصر الأسبوع الماضي- قال أمين عام أوبك محمد باركيندو، إن نقص الاستثمارات هو التحدي الأكبر الذي يواجه صناعة النفط عالميًا، مع التركيز على سياسات المناخ.

وأشار إلى أن محادثات المناخ تركّز فقط على تقليل الاستثمارات في النفط والغاز، في الوقت الذي ما يزال يعاني فيه الملايين في أفريقيا فقر الطاقة.

وأوضح مقال تحليلي -نشره موقع "إي إس آي أفريكا"- أن إطلاق 2022 عامًا للطاقة والكهرباء في أفريقيا جاء مصحوبًا بإعلان عدد من قادة الدول والمنظمات والشركات اهتمامهم بتحقيق التنمية المستدامة في القارة السمراء.

ويرصد المقال التحليلي الذي كتبه نائب الرئيس المساعد في شركة أبحاث السوق "فيوتشر ماركت إنسايت"، نيخيل كايتواد، الخطوات الضرورية المقترحة في قطاع الطاقة والكهرباء الأفريقي، وما على كل الأطراف فعله.

النفط والغاز في أفريقيا

النفط والغاز

ينصح المقال بزيادة أنشطة التنقيب عن النفط والغاز، إذ إنهما يمثلان النسبة الأكبر من مزيج الطاقة الأفريقية.

وعلى سبيل المثال، لا تقل نسبتهما عن 40% في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء، ومن المتوقع ارتفاع تلك النسب مع التوسعات في القطاع بالقارة.

ورغم آثار جائحة كوفيد-19 السلبية على الاستثمارات وتطوير مشروعات الوقود الأحفوري، فإن الاستكشافات والاحتياطيات من الغاز الصخري تعيد تأكيد وضع أفريقيا الجيد والواعد في إنتاج النفط، وفق الكاتب.

وأكد عدد من المشاركين في فعاليات مؤتمر إيجبس 2022، أهمية النفط والغاز في دعم الدول الأفريقية التي تكافح العديد منها في الوصول إلى مصادر الطاقة.

أولويات مختلفة

قال الأمين العام لمنظمة منتجي النفط الأفريقية، عمر فاروق إبراهيم، خلال مشاركته في جلسة حوارية في مؤتمر إيجبس 2022، بعنوان "حوار حول تحديث الطاقة العالمية لتحويل الصناعة"، إنه يجب أن يكون واضحًا أن الاعتماد على النفط والغاز سيستمر لمدة طويلة، خاصة أن أولويات استخدام الطاقة في أفريقيا مختلفة عن الغرب.

وأضاف قائلًا: "في الخارج يبحثون عن مصادر للطاقة، نظيفة وموثوقة، ولكن في أفريقيا ننظر إلى الموثوقية أوّلًا، ثم الطاقة النظيفة".

وحققت شركة إيني الإيطالية أكبر كشف نفطي في أفريقيا العام الماضي، وهو في المياه العميقة لدولة أنغولا في المربع 15/06، وتبلغ كميات النفط المتوقعة التي يحتويها 200-250 مليون برميل.

ويحول اكتشاف إيني غرب أفريقيا إلى ثاني أكبر منتج نفط في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.

غاز صخري

كشفت هيئة الثروة المعدنية والطاقة في جنوب أفريقيا، العام الماضي، عن كشف غاز صخري في حوض كارو، ومتوقع أنه يحتوي على نحو 390 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، كما يساند اقتصاد الدولة في التحول إلى الطاقة النظيفة.

ومن المتوقع أن يشجع ارتفاع أسعار النفط والغاز على زيادة التنقيب والاستكشاف في القارة خلال 2022.

ووفق بيانات وكالة الطاقة الدولية، فإن نحو 900 مليون من سكان القارة لا يزالون يستخدمون الطرق البدائية في الطهو، مثل حرق الأخشاب والحطب، ما يترك آثارًا صحية خطيرة تؤدي إلى وفاة نحو 400 ألف سنويًا.

ويقترح الكاتب -أيضًا- تشجيع إقامة مشروعات خطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي في القارة، لتربط بين الآبار ومحطات التوليد، ومواقع التصدير والاستيراد، بالإضافة إلى المنازل.

مشروعات خطوط أنابيب الغاز

تشهد القارة الأفريقية زيادة حادة في مشروعات خطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي، في ضوء سعي حكومات دولها لرفع صادراتها إلى الأسواق الدولية، ويرافق ذلك صعود كبير للطلب على خدمات خطوط الأنابيب، كما تتعاظم قيمة الغاز والنفط.

ورصد المقال بعض تلك المشروعات، مثل خط الأنابيب المقترح للربط بين مشروع حوض نهر "رومبا" الغني بالغاز في موزمبيق مع مقاطعة "غاوتنغ" بجنوب أفريقيا، وتبلغ استثمارات المشروع 6 مليارات دولار.

كما أن هناك مشروع خط الأنابيب "تنزانيا-أوغندا"، وطوله 1800 كيلومتر مربع، لنقل الغاز الطبيعي المُسال من دار السلام إلى كامبالا.

ومن المتوقع أن يعمل مشروع خط أنابيب الغاز "آجاوكوتا كادونا كانو" على زيادة صادرات القارة من الغاز الطبيعي. وينقل الخط الغاز الطبيعي من نيجيريا إلى باقي دول القارة.

دخول الكهرباء إلى الريف

صندوق البنية التحتية الناشئة
أحد مشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا - أرشيفية

بات دخول الكهرباء إلى المناطق الريفية من أولويات بعض حكومات دول أفريقيا، حسبما ذكر الكاتب.

ويمثّل نقص البنية التحتية الملائمة وتطوير المصادر الطبيعية، بالإضافة إلى هدف الحياد الكربوني، فرصًا استثمارية لرأس المال الأجنبي في قطاع الطاقة الخضراء.

وتحولت الطاقة المتجددة -مؤخرًا- لتكون جزءًا رئيسًا من قطاع الطاقة في القارة، ما جعلها تجتذب استثمارات كبيرة في السنوات الأخيرة، ويتوقع أن تزيد نسبتها في مزيج الطاقة في أفريقيا خلال السنوات الـ10 المقبلة.

وكانت 3 دول في طليعة من تحركوا لتدشين مشروعات طاقة متجددة في وقت مبكر، وهي: مصر وجنوب أفريقيا وإثيوبيا.

الطاقة الكهرومائية

تتميّز قارة أفريقيا بوفرة مصادر الطاقة المتجددة، مثل الشمس والرياح، بالإضافة إلى الكهرومائية.

ويُتوقع أن تنير الطاقة المتجددة ثلثيْ دول أفريقيا خلال العقد المقبل.

وعلى سبيل المثال، تستهدف مصر توليد 20% من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول العام المقبل، بطاقة 1650 ميغاواط من مجمع بنبان للطاقة الشمسية، الذي دشنته في عام 2019.

ولدى مصر خطة لتخزين الطاقة الشمسية، لاستهلاكها في مشروع إنتاج الذهب في منجم السكري في الصحراء الشرقية، باستثمارات تبلغ 37 مليون دولار.

كما بدأت حكومة القاهرة في دمج مشروعات الطاقة الشمسية مع البنية التحتية للطاقة في البلاد.

سد النهضة

تخطط إثيوبيا لتوليد نحو 645 غيغاواط من سد النهضة، الذي يجري إنشاؤه حاليًا، حال الانتهاء من أعماله. وسيصبح الأكبر للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، والسابع عالميًا.

ويرى الكاتب أنه على المستثمرين الراغبين في الدخول إلى القارة الأفريقية عمل شراكات مع الشركات المحلية ذات الخبرة، ما يمكنها من الوصول إلى صناع القرار والشبكات، بسبب تعقيد الأسواق بها.

وعلى المستثمر -أيضًا- تنويع مشروعاته في الطاقة المتجددة، لخفض المخاطر.

كما يجب أن يضع مخاطر الصراع والتقلبات السياسية المرتفعة في القارة في حسبانه، مع تبنّي أنظمة الرقمنة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق