التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

مخاطر توربينات الرياح على البيئة عقبة في طريق تحول الطاقة (تقرير)

تؤدي طاقة الرياح دورًا محوريًا في إستراتيجية تحول الطاقة في العديد من دول العالم؛ للحد من انبعاثات الكربون في توليد الكهرباء من محطات الطاقة الأحفورية، إلا أن مخاطر توربينات الرياح على البيئة قد تعرقل مسيرة التحول.

ويؤكد العديد من الخبراء أن إنتاج المعادن والمواد الأخرى المستخدمة في صنع مكونات توربينات الرياح له تأثيرات في البيئة، وقد يكون قد استُخدِم الوقود الأحفوري لإنتاجها، فضلًا عن أن المواد المستخدمة في صنع توربينات الرياح يمكن إعادة استخدامها أو إعادة تدويرها، إلا أن ريش التوربينات، لا يمكن إعادة تدويرها.

وتُعَد توربينات الرياح الحديثة آلات ضخمة الحجم، قد تؤثر بصريًا في المناظر الطبيعية، وفي حالات الطوارئ تشتعل التوربينات وتسرب سوائل التشحيم، بالإضافة إلى أن بعض الناس لا يحبون الصوت الذي تصدره ريش التوربينات أثناء دورانها مع الريح.

كما تتسبب بعض أنواع توربينات الرياح ومشروعات الرياح في نفوق الطيور والخفافيش؛ إذ قد تُسهم هذه الوفيات في انخفاض أعداد الأنواع المتأثرة أيضًا بالتأثيرات الأخرى ذات الصلة بالإنسان.

طاقة صديقة للبيئة

يذهب الكثير إلى أن الطاقة الكهربائية المولّدة من مصادر طاقة الرياح أمر ضروري لمكافحة تغير المناخ، ومع ذلك فإن بناء التوربينات يتطلب طاقة كثيفة وكميات كبيرة من البلاستيك التي تحتاج إليها الشفرات.

كما أن توليد الكهرباء من الرياح ليس محايدًا للكربون فحسب، بل يمكن استخدامه لإنتاج الهيدروجين والوقود مثل الكيروسين والديزل على نحو صديق للبيئة.

وعلى الرغم من أهمية طاقة الرياح لتحقيق الحياد الكربوني؛ فإن هناك العديد من الحقائق والآثار المترتبة عليها لا بد من التعرف عليها، وهي كالتالي:

  • بناء توربينات الرياح عملية كثيفة الاستهلاك للطاقة، خاصة خلال عملية إنتاج الأساسات الخرسانية والأعمدة الفولاذية.
  • يبلغ العمر الزمني لتوربينات الرياح نحو 25 سنة تقريبًا.
  • ما يقرب من 90% من كتلة توربينات الرياح الكبيرة من الفولاذ، وتتركز بشكل أساسي في البرج.
  • انبعاثات دورة الحياة الكاملة لبناء التوربينات الهوائية تبيّن أن الكهرباء تُولَّد غالبًا من عمليات إنتاج الفولاذ والأسمنت.
  • تنتج توربينات الرياح البرية نحو 9 غرامات من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو واط/ساعة تُولَّد، بينما تنتج محطات الطاقة الشمسية 33 غرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو واط/ساعة تُولَّد.
  • تؤثر توربينات الرياح في الحياة البرية المحلية؛ إذ يطالب بعض دعاة حماية البيئة بعدم تركيب محطات طاقة الرياح في المحميات الطبيعية أو في مواقع توقف الطيور المهاجرة؛ حتى لا تعرض الحيوانات لخطر الانقراض بسبب اصطدامها بشفرات توربينات الرياح.
  • في مزارع الرياح البحرية، تتعرض الحياة البحرية "الحيتان والفقمات والأسماك" لمخاطر، بسبب أعمال البناء وتشييد قواعد الأساسات في قاع محطات الرياح البحرية.
  • تسبب توربينات الرياح الضوضاء والتلويث البصري على المناظر الطبيعية.
توربينات رياح بحرية في الدنمارك - الصورة من موقع فيستاس
محطة رياح

إعادة التدوير

تُعَد توربينات الرياح مصدرًا نظيفًا ومستدامًا للطاقة، ومع ذلك، في حين أنه لهذا النوع من مصادر الطاقة، توليد كهرباء بانبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بمحطات الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري؛ فإنها تنتج أيضًا الكثير من النفايات.

يمكن استخدام الفولاذ المعاد تدويره من أعمدة التوربينات القديمة، لإنتاج أجزاء جديدة من توربينات الرياح؛ ما يقلل بشكل كبير من الطاقة المطلوبة أثناء عملية التصنيع، ومع ذلك؛ فإن شفرات توربينات الرياح مصنوعة من مواد بلاستيكية مركبة خفيفة الوزن، وهي ضخمة ويستحيل إعادة تدويرها.

وعلى الرغم من أن كتلة الشفرات محدودة مقارنة بالكتلة الإجمالية لتوربينات الرياح، على سبيل المثال، شفرة واحدة من الألياف الزجاجية يبلغ طولها 60 مترًا تزن 17 طنًا؛ ما يعني أن توربين الرياح 5 ميغاواط ينتج أكثر من 50 طنًا من النفايات البلاستيكية المركبة من الشفرات وحدها، إلا أن إعادة تدوير الشفرات الدوارة المصنوعة من المواد البلاستيكية المركبة أكثر صعوبة.

في الولايات المتحدة، حتى الآن انتهى المطاف بالشفرات الدوارة القديمة في مدافن النفايات، وفي أوروبا، استُخْدِمَت في الغالب وقودًا بديلًا.

ويمكن تكسير الخرسانة واستخدامها في أعمال الطرق، ويمكن إعادة تدوير الفولاذ إلى صلب جديد، كما يمكن إعادة استخدام المعادن الثمينة الأخرى مثل النحاس والألومنيوم في صناعات أخرى.

مستقبل قابل للتدوير

تُنْتَج حاليًا أولى شفرات دوارة قابلة لإعادة التدوير للمصانع البحرية الكبيرة في الدنمارك، وبحلول عام 2030، تخطط شركة سيمنس لبيع الشفرات الدوارة القابلة لإعادة التدوير بدءًا من عام 2040.

ومن المتوقع أن يكون إنتاج محطات طاقة الرياح التابعة للشركة محايدًا تمامًا للكربون، وهو ما يتطلب التخلص من الكثير من الخرسانة الموجودة في قواعد الأساس، والصلب في البرج وصندوق التروس ومركبات البلاستيك مع الزجاج أو ألياف الكربون المستخدمة في الريش القابلة للتدوير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق