التقاريرأخبار الكهرباءأخبار منوعةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة متجددةكهرباءمنوعات

الفحم في أستراليا.. إغلاق أكبر محطة لتوليد الكهرباء بحلول 2025

بسبب المنافسة مع الطاقة المتجددة

أمل نبيل

رغم أن أستراليا واحدة من أكبر دول العالم إنتاجًا للفحم، إذ يمثّل المصدر الرئيس لتوليد الكهرباء هناك، تتعرّض محطات الفحم الأسترالية لضغوط شديدة مؤخرًا، بسبب عجزها عن منافسة مصادر الطاقة المتجددة.

وتتجه كبرى شركات إنتاج الفحم في أستراليا إلى إغلاق محطات توليد الكهرباء به، لكونه أكبر منتج لانبعاثات غاز الاحتباس الحراري في العالم، إذ أعلنت شركة أوريغين إنرجي اعتزامها إغلاق أكبر محطة للفحم في أستراليا بحلول عام 2025، قبل 7 سنوات من الموعد المخطط مسبقًا لإغلاقها.

وأرجعت الشركة هذه الخطوة إلى المخاوف من نقص إمدادات الكهرباء وزيادة أسعار الطاقة، وسط دعوات عاجلة للحكومة والصناعة إلى العمل معًا لتنظيم الانتقال سريعًا إلى الطاقة النظيفة.

وتُعد أستراليا خامس أكبر منتج للفحم في العالم، وثاني أكبر دولة مصدِّرة له، كما تمتلك ثالث أكبر احتياطيات من الفحم، إذ بلغ إنتاج البلاد في 2019 نحو 75.4 مليون طن من الفحم الأسود، و73.8 مليون طن من الفحم البني، وفقًا لبيانات رسمية.

أسباب إغلاق محطة الفحم

أبلغت عملاقة الطاقة والغاز "أوريغين إنرجي" السلطات الأسترالية، أمس الخميس، أنها تعتزم إغلاق محطة "إيرارينغ"، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 2280 ميغاواط، في بحيرة ماكواري في نيو ساوث ويلز في عام 2025، بسبب التغيرات السريعة في سوق الطاقة، التي تمثل عائقًا أمام استمرار عمل المحطة، وفقًا لصحيفة سيدني مورنينغ هيرالد.

وتعرّضت محطة "إيرارينغ"، التي كان من المفترض أن توصد أبوابها في عام 2032، لضغوط كثيفة مع ظهور مصادر الطاقة المتجددة التي أعادت تشكيل سوق الطاقة في أستراليا، وأسهمت في خفض أسعار الكهرباء في النهار إلى مستويات عجزت المحطة عن منافستها.

وتهدف أستراليا إلى تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري في توليد الطاقة بحلول عام 2030، وإغلاق معظم محطات الفحم العاملة في البلاد.

رقم قياسي تحققه الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جنوب أستراليا

وتُعد ولايات كوينزلاند ونيو ساوث ويلز وغرب أستراليا وتسمانيا، أكبر ولايات منتجة للفحم في أستراليا، ويُصدّر معظم إنتاجها إلى الأسواق الخارجية، خاصة اليابان ودولًا آسيوية أخرى.

محطة لتوليد الطاقة باستخدام الفحم
محطة لتوليد الطاقة باستخدام الفحم

ورحّب أنصار البيئة بالإغلاق المبكر لواحدة من أكبر مصادر انبعاثات غاز الاحتباس الحراري في البلاد.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أوريغين، فرانك كالابريا، إن التحول نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة يحدث سريعًا للغاية.

وأضاف: "محطات الفحم تتعرّض لضغط متزايد ومستمر من مصادر توليد الطاقة النظيفة والأرخص سعرًا، ومن بينها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات الكهربائية".

وفي المقابل، حذّر كبار مستهلكي الطاقة في القطاعات التجارية والصناعية بأستراليا من أن إغلاق محطة "إيرارينغ" قد يشكل تهديدًا كبيرًا على أسعار الطاقة في البلاد، مطالبين بتطوير خطة منسقة وعاجلة لانتقال الطاقة في البلاد.

وبحسب عضو رابطة مستخدمي الطاقة في أستراليا، أندرو ريتشاردز، فإن هناك حاجة إلى الانتقال المنظم في أسواق الطاقة من المصادر التقليدية إلى المصادر المتجددة، وليس الإغلاق سريعًا مثلما أعلنت الشركة.

وتابع: "نحن في حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون بين جميع منتجي الطاقة والحكومة الأسترالية".

أرامكو للتجارة توقع مذكرة تفاهم لإمداد أستراليا بالوقود

فجوة في توليد الكهرباء

وصف وزير الطاقة وخفض الانبعاثات الفيدرالي، أنجوس تايلور، قرار شركة أوريغين بإغلاق محطة الفحم، بـ"المخيب للآمال، الذي سيُسهم في خلق فجوة كبيرة في توليد الكهرباء في البلاد".

وأكد تايلور أن القرار مخيب لآمال جميع مستخدمي الطاقة، بدءًا من السكان مرورًا بالمشروعات الصغيرة وصولًا إلى الصناعات الثقيلة، كما أنه مخيب لآمال 400 عامل في منطقة بحيرة ماكوراي.

وقال مسؤولو نقابة العاملين في إيرارينغ إن الموظفين أصيبوا بصدمة منذ سماع خبر الإغلاق، إذ رأى عضو اتحاد التعدين والطاقة، روبن ويليامز، أن إغلاق محطة إيرارينغ يشكل تهديدًا لأسر بحيرة ماكواري ومدينة هانتر فالي، التي تمثّل المصدر الرئيس لكسب قوت يومهم.

وأضاف: "نحن بحاجة إلى خطة صناعية لمنع التسريح القسري لهؤلاء العمال، وإيجاد فرص عمل بديلة للمهرة منهم، وضخ استثمارات في هذه المدن التي دعّمت أستراليا على مدار عقود طويلة".

بناء بطارية بقدرة 700 ميغاواط

تخطط شركة أوريغين إنرجي لبناء بطارية بقدرة 700 ميغاواط في موقع محطة الفحم بمجرد إغلاقها.

وقالت الشركة إنها تهدف إلى التوسع في بناء بطاريات تخزين الطاقة خلال السنوات المقبلة، وتطوير البنية التحتية لنقل الطاقة، لسهولة تدفق الطاقة من الساحل الشرقي إلى جميع أنحاء البلاد، لتعويض خسائرها من إغلاق محطة إيرارينغ.

وكشف وزير الطاقة في نيو ساوث ويلز، مات كين، عن خطة الولاية لإنشاء بطارية أخرى بقدرة 700 ميغاواط، مؤكدًا أنه يسعى إلى تقديم أرخص سعر ممكن للكهرباء.

ولا يُعد إعلان أوريغين إغلاق محطة الفحم الأول من نوعه في أستراليا، إذ أعلنت شركة إنرجي أستراليا العام الماضي إغلاق محطة فحم فيكتوريا في مدينة يالورن في عام 2028، كما تعهّدت شركة أنغل بالمضي قُدمًا في إغلاق محطات الفحم المملوكة لها في فيكتوريا ونيو ساوث ويلز.

الطاقة المتجددة في أستراليا

رغم استحواذ الفحم على معظم إنتاج الطاقة في أستراليا، يمثل انتشار مصادر الطاقة المتجددة ضغطًا كبيرًا عليه، إذ سجّل معدل إسهام الفحم الأسود في إنتاج الطاقة في البلاد أدنى مستوى له منذ إنشاء سوق كهرباء الساحل الشرقي في عام 1998، خلال المدة من أكتوبر/تشرين الأول إلى نهاية ديسمبر/ كانون الأول، كما تراجعت إسهامات الغاز إلى أدنى مستوياتها منذ 2003.

وفي غضون ذلك، ارتفعت إسهامات الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء في أستراليا إلى مستويات قياسية بلغت 34.9%، متخطية الرقم القياسي البالغ 31%.

وقال وزير الطاقة في حكومة نيو ساوث ويلز إن حكومة موريسون ستعمل مع حكومة ولايته لتطوير شبكة الطاقة، محذرًا في الوقت ذاته من الاعتقاد أن بطارية بقدرة 700 ميغاواط تدوم لمدة ساعتين ستحل محل محطة طاقة تعمل بالفحم بقدرة 2800 ميغاوات، مضيفًا: "هذا وهم".

ووفقًا لبيانات وزارة الصناعة والابتكار والعلوم الأسترالية، حققت أستراليا عائدات من تصدير الفحم الأسود تُقدر بنحو 63.9 مليار دولار في 2019، انخفاضًا من 66.8 مليار دولار في نهاية عام 2018.

وفي العام ذاته، بلغت نفقات التنقيب عن الفحم 229 مليون دولار، بزيادة قدرها 32% عن عام 2018، إذ بلغت نفقات التنقيب عن الفحم 174 مليون دولار.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق