التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير التكنو طاقةتكنو طاقةرئيسية

احتجاز الكربون.. مراكز وتقنيات توفر على الهند 20 عامًا في رحلة الحياد الكربوني

إنشاء مركزين وطنيين لأبحاث احتجاز الكربون وتحويله لمواد أخرى

هبة مصطفى

تتبنّى الهند أهدافًا طموحة تدعم احتجاز الكربون وخفض الانبعاثات، تماشيًا مع اتفاقية باريس للمناخ، وفي إطار هدفها طويل الأجل بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، الذي سبق أن أعلنته في قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26.

وتعتزم وزارة العلوم والتكنولوجيا الهندية إنشاء مركزين وطنيين للتميز في مجال احتجاز الكربون والاستفادة منه، أحدهما في المعهد الهندي للتكنولوجيا "آي آي تي" في بومباي، والآخر بمركز جواهر لال نهرو للأبحاث العلمية المتقدمة في مدينة بنغالور.

وتتطلب الأهداف المناخية الرامية لخفض انبعاثات الاحتباس الحراري وتغير المناخ التوصل لتقنيات تسمح بالتخلص من الانبعاثات الكربونية، في ظل تطور تقنيات تخزينها وإعادة استخدامها بصورة فاعلة.

وخلُصت دراسة أعدّها باحثون هنود العام الماضي إلى أن تطوير تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه قد يُسرّع من تحقيق الهند لأهدافها المناخية والحياد الكربوني بحلول عام 2050، بدلًا من 2070.

تقنيات العمل

احتجاز الكربون وتخزينه - محطة التقاط ثاني أكسيد الكربون
محطة لاحتجاز الكربون وتخزينه - أرشيفية

تقوم إستراتيجية عمل المركز الأول، على دراسة تحقيق منفعة مشتركة من عمليات الاحتجاز، عبر تحويل ثاني أكسيد الكربون المُحتجَز إلى مواد كيميائية ونقله وضغطه واستخدامه، وكذلك استرداد الهيدروكربونات.

ويعكف المركز -أيضًا- على تطوير وتأكيد كفاءة التقاط ثاني أكسيد الكربون من غاز المداخن، عبر النفايات السائلة لمحطات الكهرباء ومحطات الغاز الحيوي.

أمّا المركز الوطني الثاني المأمول إنشاؤه في مركز جواهر لال نهرو للأبحاث العلمية المتقدمة في مدينة بنغالور، فيهدف إلى بحث تطوير احتجاز الكربون وتحوله، وتوسعة نطاق البحث بإجراء تجارب حول إنتاج الهيدروكربونات والأوليفينات والمواد الكيميائية الأخرى والوقود.

وسيعكف المركز على رفع مستوى الجاهزية التقنية بما يلائم الاحتياجات التجارية للصناعة، بجانب تعزيز الجانب البحثي والتدريب والاستشارات وطرح حلول تتمتع بتأثيرات اقتصادية واجتماعية عالمية، وفق بيان لوزارة العلوم والتكنولوجيا.

خطة عزل الكربون

وفق أحد مسؤولي وزارة العلوم والتكنولوجيا، فإنه عبر التوسع في تكوين شبكة تربط بين الباحثين والصناعات وأصحاب المصالح، يمكن لمراكز احتجاز الكربون والاستفادة منه تحديد خريطة البحث والتطوير والابتكار.

وأضاف المسؤول أن المركزين المنتظر إنشاؤهما سوف يعملان، بالتوازي مع خطة الهند للابتكار التي تهدف لتعزيز مجال الطاقة النظيفة ومكافحة تغير المناخ، على دعم رحلة الهند لانتقال الطاقة والوصول إلى اقتصاد خالٍ من الكربون والتنمية المستدامة، بحسب صحيفة إنديا تايمز – ذي إيكونوميك تايمز.

ويأتي إنشاء مركزَي التميز لدعم احتجاز الكربون والاستفادة منه بالتوازي مع خطة عزل الكربون بالغابات التي سبق أن أعلنتها الهند في إطار مساهمتها الوطنية بقطاع الغابات.

وتقضي خطة العزل بإنشاء حوض كربون إضافي يتّسع لما يتراوح بين 2.5 و3 مليار طن كربون، عبر غطاء إضافي من الغابات والأشجار بحلول عام 2030، وفق معهد أبحاث الطاقة والموارد، ومقرّه نيودلهي.

مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه
مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في العالم

تسريع الحياد الكربوني

سبق أن أعدّ الباحثان بمجلس الطاقة والبيئة والمياه في نيودلهي، أنكور ماليان، وفايب هاف شاتورفيدي، ورقة بحثية نُشرت في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، خلصت إلى أهمية مواصلة دعم إستراتيجيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه.

وأكدا أن تلك التقنية تُسهم في الحدّ من الانبعاثات، ويمكن استخدامها في محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم التي خضعت لتعديلات تحديثية، وفق صحيفة فاينانشيال إكسبريس.

وأضافا أنه يجب العمل على تطوير تقنية احتجاز الكربون واستخدامه أو تخزينه، بالتوازي مع تقنيات أخرى لتطوير الطاقة الشمسية، والعمل على زيادة كفاءة توزيع واستخدام الطاقة الكهربائية، خلال العقدين المقبلين.

وأوضح الباحثان أن تطوير تلك التقنيات قد يدعم انتقال الهند للحياد الكربوني بحلول عام 2050، بصورة أسرع من المستهدفات التي سبق إعلانها بحلول 2070، والتي تعدّ مسارًا بطيئًا مقارنة بالخطط العالمية.

احتجاز الكربون عالميًا

جاءت تجربة الهند مع احتجاز الكربون وتخزينه مواصلةً لانتشار تلك التقنيات على الصعيد العالمي، خلال السنوات الماضية، للتصدي للانبعاثات وخفضها بما يتناسب مع الأهداف المناخية.

وتعدّ تقنية الاحتجاز أحد أبرز التقنيات الحديثة صديقة البيئة؛ إذ تُسهم في خفض الانبعاثات بنسبة 20% بحلول عام 2050، وفق تقرير لشركة الأبحاث وود ماكنزي.

ورصدت الشركة حجم القدرة التشغيلية العالمية لمشروعات احتجاز الكربون وتخزينه خلال عام 2021، بما يقدَّر بـ61 مليون طن، ومع إعلان 200 مشروع إضافي تصل قدرة مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه الإجمالية إلى 700 مليون طن سنويًا.

وخلال منتصف العام الماضي، خصصت وزارة الطاقة الأميركية استثمارًا قدره 12 مليون دولار لتمويل مشروعات بحثية وتقنية لاحتجاز الكربون وتخزينه.

كما أعلنت الحكومة الكندية -في يوليو/تموز العام الماضي- استثمار ما يقرب من 20 مليون دولار في مشروعات احتجاز الكربون مع شركة سفانتي، في إطار مبادرة الحياد الكربوني الحكومية التي سبق إطلاقها عام 2020.

ورغم التمسك الأسترالي بالفحم، فإن الحكومة قررت -في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي- استثمار 180 مليون دولار أميركي في تطوير مشروعات احتجاز الكربون، للإسهام في خفض الانبعاثات الكربونية، بدءًا من تصميم وبناء المراكز والبنية التحتية اللازمة لاحتجازه، ودعم بحوث تقنياته وتسويقها، وتحديد مواقع التخزين القابلة للتطبيق.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق