منوعاتتقارير منوعةرئيسية

مناجم الفحم القديمة في إسكتلندا.. هل يمكن استغلالها لتدفئة المنازل؟ (دراسة)

حياة حسين

تُجري مؤسسة إسكتلندية حاليًا دراسة على إمكان استغلال مناجم الفحم القديمة في تدفئة المنازل، وتخزين الحرارة، بوصفها مصدرًا مستدامًا ومنخفض الكربون للطاقة.

وكانت تداعيات ثورة صناعة تعدين الفحم، التي تعود جذورها إلى القرن 18 في بريطانيا، عظيمة، وأسهمت ثروة الفحم البريطانية –تاريخيًا- في تحوّل المجتمعات المحيطة، إلّا أن الأمور تغيرت الآن.

وفي الوقت الحالي، تقوم مؤسسة "غلاكسو جيونرجي أوبزرفاتوري" في إسكتلندا، وهي تُدار بوساطة "بريتش جيولوجيكال سرفي"، بإجراء دراسة على نحو 10 مناجم قديمة، تحولت إلى آبار مياه، يقع معظمها في منطقة "روثرغلن"، جنوب شرق غلاكسو، حُفرت لاستخراج الفحم، لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدامها في تدفئة المنازل، حسبما ذكر موقع "سي إن بي سي".

ووفق القائمين على الدراسة، فإن مدينتي غلاكسو وروثرغلن كانتا أكثر المناطق ازدحامًا بمناجم الفحم في إسكتلندا، وبعد انتهاء عمر تلك المناجم الافتراضي، امتلأت بمياه الفيضانات، التي تصل حرارتها إلى 12 درجة مئوية.

يُذكر أن مدينة غلاكسو كانت قد استضافت قمة المناخ كوب 26، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي كان أحد أهم أهدافها التخلص من صناعة الفحم؛ بهدف تحقيق الحياد الكربوني، والحدّ من الاحترار العالمي.

أحد مناجم الفحم القديمة في إسكتلندا
صورة قديمة لمنجم فحم في إسكتلندا

تخزين الحرارة

قال المدير التنفيذي السابق لـ"بريتش جيولوجيكال سرفي"، ميك ستيفنسون، الذي ترك منصبه مؤخرًا: "إن فكرة الدراسة الرئيسة في إسكتلندا، تقوم على بحث إمكان استغلال حرارة مناجم الفحم القديمة، وأيضًا إمكان استغلالها في تخزين الحرارة".

وأضاف: "تبحث الدراسة مستوى سرعة تدفق مياه الفيضانات بين المناجم القديمة، ودرجة حرارة المياه في داخل المنجم وخارجه، وإذا استُخرجت كميات من المياه من المنجم، هل تستعيد المياه درجة الحرارة التي كانت عليها؟ وإذا حدث، فما الوقت الذي تستغرقه؟".

وأوضح أن البحث سيوفر معلومات قيّمة لكل من الشركات والسلطات المحلية، التي يمكن أن تكون مهتمة بهذه الفكرة.

تقدّم ملحوظ

حققت دراسة مناجم الفحم القديمة وإمكان استخدامها في تدفئة المنازل، وتخزين الحرارة في إسكتلندا، تقدمًا ملحوظًا خلال الشهور الـ12 الماضية، إذ أعلن القائمون عليها، في صيف 2021، اكتمال الاختبارات في مناجم الفحم القديمة، والحصول على عينات من 10 منها.

وقال الباحث المشارك، آلان ماكدونالدز، إن البيانات الأخيرة تشير إلى ارتباط جيد بين المناجم التي يوجد بها مياه فيضانات.

وأشار ماكدونالدز إلى أن ارتفاع المياه في مناجم الفحم –تحت الاختبار- بين 50-90 مترًا، ومستوى الحرارة من 11-13 درجة مئوية، في حين إن الحرارة تحت المياه في إسكتلندا لا تزيد في المتوسط عن 10 درجات مئوية.

منازل فوق الفحم

أشارت بيانات هيئة الفحم البريطانية إلى أن 25% من منازل المملكة المتحدة تقع على أراضٍ تضم مناجم فحم؛ ما يمكن استفادتها من الحرارة المتوافرة أسفلها، حال نجاح الدراسة الإسكتلندية إلى نتائج مرضية.

وقالت الهيئة على موقعها الإلكتروني: "تجدّد المياه الدائم داخل مناجم الفحم القديمة، قد يوفر مصدرًا مهمًا وقويًا للحرارة اللازمة لتدفئة مناطق حقول الفحم، إضافة إلى أنه يمكن استغلالها في القطاعات الصناعية والزراعية، وهي مصدر حراري منخفض الكربون ومستدام".

وأوضحت الهيئة أن مياه مناجم الفحم تستطيع مع توفير البيئة المناسبة تقديم أسعار تنافسية للغاز، وخفضًا بنسبة 75% للكربون المنبعث عند التسخين مقارنة بالغاز".

أزمة الغاز - الطلب على الغاز في أوروباأسعار الغاز

تعتمد المملكة المتحدة وأوروبا على الغاز بصورة رئيسة لتوليد الكهرباء، وقد شهدت أسعاره ارتفاعات قياسية مؤخرًا، تزامنًا مع التعافي من جائحة كورونا، وزيادة الطلب، وخفض روسيا -التي تزوّد القارّة العجوز بأكثر من ثلث احتياجاتها منه- الصادرات لدولها.

وكان للمملكة المتحدة النصيب الأكبر من تلك الارتفاعات، إذ تجاوزت أسعار الغاز ارتفاعًا بنسبة 300% في الربع الأخير من العام الماضي.

وتخطط دول الاتحاد الأوروبي، ومعها المملكة المتحدة، للتخلص من صناعة الفحم، ورغم ذلك ما يزال الفحم مصدرًا لتوليد نحو ثلث احتياجات العالم من الكهرباء، وفق أحدث تقارير وكالة الطاقة الدولية.

وأعلنت بريطانيا، مؤخرًا، التخلص من محطات الفحم نهائيًا في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2024، وهو قبل الموعد المخطط له في وقت سابق بعام تقريبًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق