سلايدر الرئيسيةتقارير السياراتتقارير الطاقة المتجددةتقارير النفطسياراتطاقة متجددةعاجلنفط

أنس الحجي يتحدث من عُمان عن الأسباب الحقيقية لأزمة الطاقة في أوروبا (صور)

خلال محاضرة في الجمعية الاقتصادية العُمانية

الطاقة

تحدث خبير اقتصاديات وسياسات الطاقة، مستشار تحرير "الطاقة"، الدكتور أنس الحجي، عن التوترات الجيوسياسية وتأثيراتها في أسواق الطاقة، ومستقبل صناعة النفط، في ظل الضغوط لوقف الاستثمارات بالوقود الأحفوري، وذلك خلال الأمسية التي نظّمتها الجمعية الاقتصادية العُمانية.

وأكد الحجي أن تحقيق أمن الطاقة يتطلب استخدام كل مصادر الطاقة، ومن ثم "فنحن بحاجة إلى الطاقة المتجددة ومصادر الطاقة الأحفورية والنووية"، مشيرًا إلى أن تفادي أزمات الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني أو جزء منها يتطلب التوازن بين أمن الطاقة وأمن البيئة.

وأوضح أن التضحية بأمن الطاقة، ظنًا بأن ذلك يحقق أمن البيئة، يعدّ سببًا رئيسًا لأزمة الطاقة الحالية في أوروبا، وهو ما يقودنا في النهاية لأزمة طاقة وأزمة بيئية.

أنس الحجي - مستقبل النفط
جانب من محاضرة الدكتور أنس الحجي في الجمعية الاقتصادية العمانية

الطاقة المتجددة

أشار الخبير في اقتصاديات الطاقة إلى عدد من الأخطاء الشائعة، ومنها أن انتشار الطاقة المتجددة، وتحديدًا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، سيعمل على تخفيض الطلب على النفط بشكل كبير، ويهدد مستقبله.

وأوضح أن تأثير الطاقة المتجددة في مستقبل النفط محدود، إذ إن الطاقة المتجددة تُستخدم في توليد الكهرباء، ونسبة اعتماد توليد الكهرباء في الدول الصناعية والصين والهند لا تُذكر، وهذه الدول تمثّل أغلب استهلاك النفط في العالم.

وأضاف الحجي أن كمية النفط المستخدمة في توليد الكهرباء عالميًا تبلغ نحو 5 ملايين برميل يوميًا فقط، وما يمكن استبدال مصادر طاقة أخرى به خلال 30 سنة القادمة من مليون إلى مليوني برميل فقط، أو مايقارب 1.7% من الطلب العالمي على النفط فقط، وجزء منه سيخسر الغاز.

أنس الحجي
جانب من محاضرة الدكتور أنس الحجي في الجمعية الاقتصادية العمانية

الطلب على النفط

أوضح الدكتور أنس الحجي أن أكبر ما يهدّد مستقبل النفط هو انخفاض طلب قطاع المواصلات عليه، نتيجة تحسّن كبير في كفاءة محركات سيارات البنزين والديزل من جهة، وانتشار السيارات الكهربائية من جهة أخرى.

وقال، إن سيارات الركّاب تحديدًا، تمثّل مابين 38% و44% من الطلب العالمي على النفط، أو مايقارب 43 مليون برميل يوميًا في الربع الثالث من العام الحالي، ومن ثم، فإن أيّ تحسّن في كفاءة محركات السيارات أو انتشار السيارات الكهربائية سيؤثّر سلبًا في الطلب على النفط.

وأضاف أنه "مما لا شك فيه أنّنا بحاجة إلى كل أنواع التقنية في قطاع المواصلات، إلّا أن هناك مبالغات كبيرة من المنظمات العالمية والحكومات والإعلام، وهذه المبالغات لا تخدم أحدًا، خاصة أنها تخفض الاستثمارات في صناعة النفط والغاز، في الوقت الذي سيستمر فيه الطلب العالمي عليهما بالارتفاع".

أنس الحجي
جانب من محاضرة الدكتور أنس الحجي في الجمعية الاقتصادية العمانية

كفاءة السيارات

أشار الحجي إلى أن هناك مبالغة كبيرة في تحسّن كفاءة محركات السيارات، خاصة أنه ليس هناك أيّ دليل على إمكان حصول هذا التحسّن الكبير، وأن هناك تحولًا عالميًا من السيارات الصغيرة إلى السيارات العائلية الكبيرة، والتي تعني في النهاية أن أيّ تحسّن فعلي في الكفاءة سيُعَوَّض عنه بزيادة استهلاك الوقود، بسبب التحول إلى السيارات الكبيرة.

وقال الدكتور أنس الحجي، إن هذه التوقعات تفترض تطبيقًا كاملًا لكل السياسات الحكومية ونجاحها الكامل، وهذا يتنافى مع كل ماهو معروف تاريخيًا من فشل السيارات الحكومية كليًا أو جزئيًا، ويتناقض مع سياسات أخرى سينتج عنها تحجيم نمو السيارات الكهربائية.

وأكد أن الحكومات لا تستطيع التعويض عن ضرائب وقود السيارات الهائلة التي تبلغ مئات المليارات من الدولارات سنويًا، إذا حُوِّلَت السيارات إلى كهربائية، وإذا حُوِّلت الضرائب إلى السيارات الكهربائية، فإن اقتصاداتها ستتضرّر، ولا يمكنها منافسة السيارات التقليدية، خاصة أن تكاليفها ما زالت أعلى من السيارات التقليدية، وما زالت تتلقّى الدعم من الحكومات المختلفة.

وأشار مستشار تحرير "الطاقة" إلى أن صانعي القرار سيواجهون مشكلة بيئية كبيرة: هم يشجعون السيارات الكهربائية لأسباب بيئية، ولكن وجود مئات الملايين من السيارات الكهربائية سيؤدي إلى وجود مليارات البطاريات الضخمة التي يبلغ وزنها مئات الكيلوغرامات، والتي تحتوي على مواد سامة، فكيف سيحدث التخلص من البطاريات، خاصة أن تقنية إعادة التدوير مازالت محدودة ومكلفة، كما إن المشكلة الأكبر: من سيدفع تكاليف التخلص من البطاريات أو اعادة تدويرها؟

أنس الحجي
جانب من محاضرة الدكتور أنس الحجي في الجمعية الاقتصادية العمانية

المعادن قضية أمن قومي

تطرّق الحجي خلال محاضرته في الجمعية الاقتصادية العُمانية إلى أن المشكلة الأكبر التي تواجه صنّاع القرار في الغرب تتعلق بالأمن القومي، فالطاقة المتجددة وبطاريات السيارات الكهربائية تتطلب معادن توجد في عدد محدود من الدول، وهذا يشمل روسيا والصين.

وأضاف أن الأمن القومي سيجبر الولايات المتحدة والدول الأوروبية على الحد من التوسع في السيارات الكهربائية، خاصة أن معالجة المعادن النادرة اللازمة لهذه السيارة تتركز في الصين، إذ إن بكين تسيطر على صناعة معالجة كل المعادن التي يتطلبها التحول الأخضر، مثل الليثيوم والكوبالت.

خلص الحجي إلى أن كل التحديات ستجعل الدول الغربية تحجّم من نمو السيارات الكهربائية، وهذا يعني أن الطلب على النفط سيكون أعلى مما هو متوقّع، إلّا أن ذلك سيكون بالتزامن مع خفض الاستثمار في قطاع النفط.

وقال، إن كل ذلك يعني أننا نتجه إلى أزمة طاقة عالمية لايمكن حلّها بسرعة بسبب الإدراك المفاجيء أن الطلب على النفط أعلى بكثير مما كان متوقعًا، وليس هناك كمية كافية من الإنتاج تقابله بسبب انخفاض الاستثمارات.

أنس الحجي
جانب من محاضرة الدكتور أنس الحجي في الجمعية الاقتصادية العمانية

التوترات السياسية

من جانبه، قال رئيس الجمعية الاقتصادية العمانية، الدكتور خالد بن سعيد العامري، إن المحاضرة تأتي في ظل العوامل الجيوسياسية التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، المتمثلة في النزاع الروسي الأوكراني.

وأشار إلى أن أهداف الجمعية تتجسّد في نشر الوعي وتعميق الفكر التنموي والاقتصادي، بالشراكة بين المجتمع المدني والقطاع الخاص وصانعي القرارات، ورفع التوصيات والمقترحات إلى الجهات المعنية، وإثراء المجتمع بالمستجدات الاقتصادية في الساحتين المحلية والعالمية.

وأكد خلال كلمته في المحاضرة التي احتضنها النادي الثقافي بالقرم في النسخة الثامنة من المجلس الاقتصادي بالتعاون مع كلية الدفاع الوطني بعنوان "مستقبل النفط بين الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية" أن العوامل الجيوسياسية دفعت أسعار النفط لتسجّل أعلى مستويات لها منذ أكثر من 7 سنوات، بحكم المخاوف من أن يؤدي غزو روسي متوقَّع لأوكرانيا إلى عقوبات أميركية وأوروبية من شأنها أن تعطّل الصادرات من أحد أكبر المنتجين في العالم، في ظل زيادة الطلب على الطاقة.

وأشار إلى أن منظمة أوبك مهتمة باستمرار تدفّق الإمدادات الكافية إلى أسواق النفط العالمية، ورغم الزيادة المطّردة في الإنتاج، فإن دول أوبك تكافح للوصول إلى كميات الإمدادات المستهدفة، نتيجة نقص الاستثمارات أساسًا، وفق تصريحات المنظمة.

أنس الحجي
جانب من محاضرة الدكتور أنس الحجي في الجمعية الاقتصادية العمانية

انتهاء عصر النفط

شهدت الجلسة الحوارية نقاشًا مفتوحًا بين الدكتور أنس الحجي والحضور، ارتكز النقاش إلى معرفة الواقع الذي ينتظره العالم في حال انتهاء عصر النفط، إذ أشار خبير اقتصادات الطاقة إلى أن المدة المقبلة تتطلب حاجة ماسّة لتخفيض معدلات التلوث في المدن الخليجية.

وأكد الدكتور أنس الحجي أن اعتماد الدول الصناعية على الوقود الأحفوري ما زال عاليًا، رغم إنفاق المليارات على الطاقة المتجددة وسياسات الحياد الكربوني، موضحًا أن صنّاع القرار في الدول المتقدمة يواجهون 3 مشكلات كبيرة تتمثل في الجوانب المالية والبيئية وتهديد الأمن القومي، ستحدّ من نمو السيارات الكهربائية.

وتوقّع ارتفاع أسعار النفط خلال المدة القادمة، بسبب العوامل الجيوسياسية وقلّة الاستثمارات في القطاع النفطي، مشيرًا إلى أن ردّة الفعل الأميركية والأوروبية على الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا وردّة فعل روسيا عليهما ستؤثّر بشكل كبير في أسواق النفط والغاز.

للتواصل مع الدكتور أنس الحجي (هنا).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق