تقارير الغازسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي.. تطورات المشروع وعقبات قد تعرقل إنجازه

دينا قدري

أحرز مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي تقدمًا جيدًا، على الرغم من مواجهته لعدّة عقبات لوجستية ومالية ودبلوماسية تسبّبت في تأخير تنفيذه.

إذ يظل المشروع يمثّل تحديًا كبيرًا نظرًا لتعقيده التقني والتجاري، فضلًا عن الشكوك حول توافر كميات كافية من الغاز النيجيري، حسبما أفادت مجلة "جون أفريك" الناطقة باللغة الفرنسية.

كما إن نيجيريا لديها أولويات أخرى، بما في ذلك توسيع مجمع الغاز الطبيعي المسال، إذ لا يزال خط الإنتاج السابع قيد الإنشاء حاليًا.

أهمية مشروع خط الغاز النيجيري

في المغرب، يقود المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي.

وقد حرص المسؤولون المغاربة على مناقشة آفاق هذا "الطريق السريع" للغاز الذي يربط 11 دولة، ستتغذى وتزوّد نفسها بالغاز على طول الطريق.

جرى تصميم الخط ليُنشر في البحر من جزيرة براس في دلتا النيجر، ويبحر حول غرب أفريقيا إلى شمال المغرب، إذ سيجري توصيله في النهاية بخط أنابيب المغرب العربي وأوروبا.

وسيمرّ عبر بنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.

خط أنابيب الغاز - الجزائر - المغرب

موقع مشروع خط الغاز وتكلفته

وفقًا للخبراء، يمكن أن تتكون المراحل الأولية من خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي من تمديد خط أنابيب غاز غرب أفريقيا -غير المستغل حاليًا- إلى ساحل العاج.

بينما سيبني المغرب خط أنابيب غاز يدمج مقاطعاته الجنوبية (الصحراء الغربية) وموريتانيا والسنغال، ويُمكن ربط خط الأنابيب بحقل الغاز السنغالي الموريتاني الجديد تورتو أحميم الكبير.

وبحسب بعض التقديرات الأولية التي نشرتها وسائل الإعلام، فإن تكلفة المشروع قد تصل إلى 25 مليار دولار.

وقد دعم البنك الإسلامي للتنمية عقدين جديدين حول هذا المشروع، إذ خصّص 15.5 مليون دولار أميركي لدراسات التصميم الهندسي الأولية في منتصف عام 2021.

الجزائر والمغرب - الغاز الجزائريبدائل الغاز الجزائري

من الناحية السياسية، عزّز قرار الجزائر بالتوقف عن إرسال غازها عبر خط أنابيب غاز المغرب العربي وأوروبا رغبة المغرب في استكشاف خيارات إمداد أخرى.

ويربط خط أنابيب المغرب العربي وأوروبا بين حاسي الرمل في الجزائر، بإسبانيا عبر مضيق جبل طارق، مرورًا بالمغرب، إذ يغذّي الغاز المستورد محطة تهدارت لتوليد الكهرباء ذات الدورة المركبة (384 ميغاواط).

ويمكن للمغرب أن يعيش دون غاز خط أنابيب المغرب العربي وأوروبا في الوقت الحالي، ويرجع الفضل في ذلك على وجه الخصوص إلى محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، فضلًا عن صناعة الطاقة المتجددة المزدهرة، ولكن على المدى الطويل، ستحتاج البلاد إلى مصدر جديد للإنتاج.

عقبات سياسية

لا شك أن الرباط ستواصل تنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي، الذي يعدّ عنصرًا مهمًا في إستراتيجية التعاون بين دول الجنوب التي يريدها الملك محمد السادس.

ويشير المسؤولون في البلاد إلى أن هذا المشروع قد ساعده التقارب مع نيجيريا والتفاعل الشخصي الجيد بين رؤساء الدول.

ومع ذلك، ما تزال نيجيريا متحالفة مع الجزائر وتواصل دعمها الدبلوماسي لجبهة البوليساريو الداعمة لاستقلال الصحراء الغربية.

إذ كانت الرباط تأمل في أن يؤدي التقارب بين الملك محمد السادس والرئيس محمد بخاري إلى انفصال أبوجا عن جبهة البوليساريو، حسبما أكدت المجلة الفرنسية.

خط أنابيب الغاز الجزائري النيجيري

هناك شكوك مماثلة بشأن مشروع منافس أقدم، وهو خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، الذي سيربط نيجيريا بالجزائر بطول 4128 كم، ويمدّ الشمال في طريقه إلى النيجر عبر ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وجرى تصوّر خط أنابيب الغاز العابر للصحراء في الثمانينيات، وشهد تنفيذه تجدّد الحماسة خلال العقد الأول من ولاية الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، بدءًا من عام 1999، الذي حافظ على علاقات قوية مع رئيس نيجيريا آنذاك، أولوسيغون أوباسانجو.

ويحظى خط أنابيب الغاز العابر للصحراء بدعم برنامج الاتحاد الأفريقي لتطوير البنية التحتية في أفريقيا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، قال وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب: إن الجزائر "تولي اهتمامًا خاصًا لإنجاز مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، الذي يربط الغاز الطبيعي النيجيري بأوروبا عبر شبكة أنابيب الغاز الجزائرية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق