التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الطاقة الكهرومائية.. الجفاف وقلة الأمطار يهددان دور السدود في تحول الطاقة

اللجنة العالمية للسدود تدرس تأثيرها في الناس والبيئة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • تحدي إعادة تصميم الاقتصاد يتجاوز هندسة السدود ويتطلع إلى التطوير المستقبلي
  • أكثر من 800 مليون شخص في العالم لا يحصلون على الكهرباء
  • مسار إزالة الكربون يُعدّ الطريقة الوحيدة التي تتيح فرصة مكافحة التغير المناخي
  • لن تستطيع كينيا بناء اقتصادها في مجال الطاقة اعتمادًا على الطاقة الكهرومائية

في الوقت الذي دعت فيه العديد من التقارير إلى التوسع في مشروعات الطاقة الكهرومائية من أجل تحقيق الحياد الكربوني، يواجه توليد الكهرباء من الماء أزمة مع تصاعد الجفاف وندرة الأمطار بسبب التغيرات المناخية.

استعرضت ندوة بشأن سدود المستقبل "فيوتشر دامز"، التي شارك فيها مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، والمدير التنفيذي لمعهد التنمية العالمية في جامعة مانشستر في المملكة المتحدة ديفيد هولم، إعادة تصميم الاقتصاد حول استخدام المياه والطاقة.

وتحدّث أخيم شتاينر -خلال الندوة التي انعقدت عبر تقنية الاتصال المرئي- عن تجربته مديرًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ونائب رئيس مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، فضلًا عن دوره السابق أمينًا عامًا للجنة العالمية للسدود، وفقًا لما نشره موقع "إن إس إنرجي بيزنس".

وأشار إلى أن تحدي إعادة تصميم الاقتصاد يتجاوز هندسة السدود ويتطلع إلى التطوير المستقبلي، وأن التقرير النهائي للجنة العالمية للسدود (دبليو سي دي) ركّز على السدود والتنمية، وقال إنه يوجد أكثر من 800 مليون شخص في العالم لا يحصلون على الكهرباء.

وأضاف أن هناك إدراكًا متزايدًا أنه لن يكون هناك ما يكفي من المياه، إذ يتاجر العديد من أحواض الأنهار في العالم الآن بالمياه، وأصبحت ندرة المياه في العديد من المناطق، مثل الولايات المتحدة، احتمالًا حقيقيًا.

وأوضح أن عدم المساواة والاستدامة هما المحركان الرئيسان اللذان غيّرا ضرورة إعادة تصميم الاقتصاد حول استخدام المياه والطاقة بطريقة متوافقة مع النظام البيئي، وليس تدمير البنية التحتية البيئية التي تُعدّ أساسية للبقاء على قيد الحياة.

ويرى شتاينر أن مسار إزالة الكربون يُعدّ الطريقة الوحيدة التي تتيح فرصة مكافحة التغير المناخي، وهذا بدوره يمكن أن يوفّر حلولًا تفيد الكثيرين، ويؤدي إلى حماية النظم البيئية وتقليل التلوث وتفادي الموت المبكر نتيجة تلوث الوقود الأحفوري.

توليد الكهرباء من الماء في الكاميرون
سد ناشتيغال لتوليد الكهرباء من الماء في الكاميرون

بناء السدود

قال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر إن تقرير اللجنة العالمية للسدود لا يزال مرجعًا في النقاش بشأن السدود ويعكس تحولًا أساسيًا.

وأضاف أن بناء السدود، أولًا وقبل كل شيء، يمثّل رحلة حضارية نقلت براعة الإنسان والهندسة الهيدرولوجية وجميع الابتكارات والمكاسب، التي جاءت معها، إلى مستوى جديد من التطور.

وبيّن أنه يجب فهم أن بناء السدود ليس نتاجًا للهندسة وإدارة أحواض الأنهار وما إلى ذلك، وإنما يمثل تدخلًا عميقًا في الأنظمة، مثل النظم الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

وأضاف أن اللجنة العالمية للسدود وتقريرها النهائي أعطيا تصورًا عن الآثار المترتبة على تبني هذا الفهم وكيفية اتخاذ القرار في المستقبل بشأن بناء سد أم لا.

وأشار إلى أن أشياء بسيطة مثل الفيضانات والحرائق بدأت تهدد أساس الثروة والبنية التحتية التي أنشأتها البشرية.

وأردف قائلًا إن اللجنة العالمية للسدود لديها طريقة جديدة لمساءلة أولئك الذين أرادوا الدفاع عن السدود، وكذلك النظر في معاناة الأشخاص الذين تضرروا من بناء السدود.

وأكد شتاينر أنه جرى تعلُّم الكثير من تجارب الولايات المتحدة، التي كانت واحدة من أكبر شركات بناء السدود في القرن الـ20، ولكن بحلول نهاية القرن استثمرت مليارات الدولارات في إعادة شراء المياه لضمان التدفقات البيئية والحفاظ على الجدوى البيئية لأنظمتها النهرية.

وقال إن اللجنة العالمية للسدود أعادت النظر في مفارقة "توصيل الكهرباء إلى الناس" عندما كان الأشخاص أنفسهم، الذين أُعيد توطينهم في اتجاه مجرى النهر لإفساح المجال لبناء السد، لا يزالون غير قادرين على الوصول إلى الكهرباء بعد 20 عامًا.

تحوُّل الطاقة

قال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر إن فكرة توليد ثلث احتياجات الكهرباء عن طريق احتجاز مياه النهر وتشغيل ملايين المصابيح الكهربائية كانت منطقية ومقنعة.

وفي رده عن الدور الذي تقوم به الطاقة الكهرومائية في تحول الطاقة، قال أخيم شتاينر إنه يوجد العديد من البدائل اليوم بشأن توليد الكهرباء.

وأشار إلى فكرة أن الطاقة الكهرومائية تمثّل الدافع الوحيد لبناء السدود الكبيرة، مؤكدًا أهمية تصميم اقتصادات تقوم على مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، وأن هناك قدرًا كبيرًا من إنتاج الطاقة الكهرومائية الذي لا يشمل بالضرورة السدود الكبيرة أو أنظمة الخزانات.

ويعتقد شتاينر أن هناك إمكانات كبيرة في البلدان النامية، لإعادة النظر في الطاقة الكهرومائية (مثل مخططات جريان النهر والمخططات الصغيرة الحجم) واعتبارها نقاط انطلاق نحو بنية تحتية للطاقة المتجددة أكثر تعقيدًا وتطورًا.

وتحدث شتاينر عن تجربته العيش في كينيا لمدة 10 سنوات، قائلًا إن كينيا كانت تعتمد بشكل كبير على الطاقة الكهرومائية، ولكن مع موجات الجفاف وقلة هطول الأمطار لن تستطيع بناء اقتصادها في مجال الطاقة اعتمادًا على الطاقة الكهرومائية.

وأكد أن التحدي الذي يواجه السدود والتنمية يقتضي اتخاذ أفضل الخيارات، التي لا يحددها النخبة والخبراء فقط، وإنما الجيل الذي سيتعيّن عليه تحمل عواقب ذلك.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق