التقاريرتقارير الغازرئيسيةسلايدر الرئيسيةغاز

عقود الغاز الآجلة.. هل تغير أوروبا قناعاتها للتحرر من الإمدادات الروسية؟

القارة العجوز تفضل العقود الفورية لتحرير التجارة وضمان تحول الطاقة

هبة مصطفى

هل تدعم عقود الغاز الآجلة التحرر الأوروبي من سيطرة إمدادات الغاز الروسية؟.. تساؤل طرحته خريطة الأحداث الحالية بعد تنامي المخاوف من عدم انتظام الإمدادات إلى أوروبا حال الغزو الروسي لأوكرانيا.

انقسمت الإجابة عن هذا التساؤل إلى اتجاهين، دعم الاتجاه الأول عودة الأسواق الأوروبية للعمل بعقود الغاز الآجلة بما يضمن انتظام إمدادات وأسعار توريد الشحنات على حدّ سواء، بينما فضّل الاتجاه الآخر -وهو السائد في الدول الأوروبية حاليًا- التعامل بالعقود الفورية.

لماذا تفضل أوروبا العقود الفورية؟

تميل دول الاتحاد الأوروبي لعقود الغاز الطبيعي المسال الفورية لعدّة اعتبارات، منها تعزيز التدفق الحرّ للإمدادات، واستفادة العملاء والمستهلكين من انخفاض الأسعار في حال توافر الإمدادات.

جانب ثالث تعدّه المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي- يميز عقود الغاز الطبيعي المسال الفورية، يتمثل في قطع الطريق أمام الوقود الأحفوري وطموحات استخدامه لسنوت عدّة، بما يسمح بالوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وشددت المفوضية في تصريحات لها، أواخر العام الماضي، على أن عقود الغاز الآجلة تمنع المجال أمام الغازات المتجددة منخفضة الكربون، مشيرة إلى أنها يجب أن تتوقف عام 2049 بحدّ أقصى.

وتُشكّل العقود الفورية للغاز المسال في أوروبا نسبة ما بين 45 و50% من حجم عقود تجارة الغاز.

ورأى المسؤول عن الغاز الطبيعي المسال في شركة فورتكسا لأبحاث الطاقة، فيليكس بوث، أن أسعار العقود الفورية والتحرير الأوروبي لها دعم انخفاض أسعار الإمدادات لدى العملاء والمستهلكين، إذ قُدِّرت بأقلّ من المعدلات المتوسطة مقارنة بالعقود الآجلة.

أكبر مصدري الغاز المسال إلى أوروبا في 2021

عقود الغاز الآجلة

تُشكّل عقود الغاز الآجلة 70% من حجم التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال، ويُفضّل المنتجون الرئيسيون -مثل قطر- تلك العقود لتعزيز التوسعات في المشروعات ذات رأس المال الكثيف، وفق رويترز.

ويرجّح كبار المنتجين الدوليين أن أوروبا يتعين عليها تغيير نمط التعاقد على شحناتها إلى عقود الغاز الآجلة -التي تمتد بما بين 10 و25 عامًا- لضمان تلبية احتياجاتها من الطاقة.

الغاز الطبيعي المسال
إحدى ناقلات الغاز الطبيعي المسال- أرشيفية

وتلقي الدول المنتجة بالمسؤولية على العقود الفورية في تأرجح الأسعار، خاصة في ظل نقص الإمدادات التعافي من جائحة كورونا.

وتكتسب عقود الغاز الآجلة ميزة أكبر للمنتجين إذا كانت مرتبطة بأسعار النفط، إذ أشار كبير محللي الغاز الطبيعي المسال لأسواق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في مؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس، لوك كوتيل، أن مُنتجًا رئيسًا كقطر يفضّل تلك العقود لأنها تدعم استقرار العوائد.

وأوضح أن قطر لا تميل وحدها لتلك العقود، إذ تفضّلها أميركا أيضًا، لضمان أسعار مستقرة تسهم في تمويل مشروعات إسالة الغاز مع تخصيص نسبة من الإنتاج تمكّت المتداولين من بيعها بأسواق آسيا أو أوروبا.

وحذّر كوتيل اتجاه أسعار الغاز للانخفاض تأثرًا بظهور تدفقات الإمدادات عامي 2025 و2026، لافتًا إلى أن أوضاع الأسواق قد تتبدّل خلال 5 سنوات.

تحول الطاقة

فيما يتعلق بتأثير الطلب على إمدادات الغاز على تحول الطاقة الآخذ في النمو، توقع مدير تحليل الغاز في بلاتس، جيمس هاكستيب، أن الطلب على الغاز سينخفض في غضون 5 إلى 10 سنوات مقبلة، وأرجع ذلك إلى تحول الطاقة وتعزيز الدول الأوروبية لمشروعات الطاقة الخضراء كالهيدروجين.

ورغم أن عقود الغاز الآجلة -خاصة المرتبطة بأسعار النفط- سجلت أرباحًا للمنتجين والتجّار على مدار العام الماضي، وتتواصل لعامين مقبلين، فإن تلك النوعية من العقود سجلت خسارة خلال العقد الماضي.

وأكد المدير التنفيذي في منصة تحليل أسواق الغاز أمجموعة كابرا إنرجي، تاميز دروز، أنه رغم أداء العقود الآجلة دورًا في ضبط الأسعار وضمان توافر الإمدادات، فإنها تفتقد مساحة التنوع والأرباح التي تمنحها العقود الفورية.

تغيير الوجهة

مؤخرًا، قالت روسيا، إن ألمانيا تُعيد بيع شحنات إمدادتها من روسيا بأسعار أعلى، وبعيدًا عن صحة الاتهامات من عدمها، فإن تلك الميزة في إعادة بيع الشحنة أو تغيير وجهتها تكتسبها دول الاتحاد الأوروبي لاعتمادها على العقود الفورية.

لكن بعض المنتجين الآسيويين (كماليزيا وإندونيسيا وكذلك قطر) يرون إعادة بيع الشحنات ليس ميزة، إذ إنها تتسبّب في خسارة للمنتج الرئيس، ما دفعهم لإقرار شرط تحديد وجهة الشحنات وتضمينه في العقود الآجلة.

ويتيح هذا الشرط تحديد وجهات الشحنات في العقود، بينما تعدّها دول الاتحاد الأوروبية شروطًا غير قانونية لمنعها الإمدادات عن بعض الدول.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق