نفطأسعار النفطتقارير النفطرئيسية

أسعار النفط تغري شركات التنقيب الأميركية للبحث عن الخام الصخري المكلف

مي مجدي

اتجهت أنظار شركات التنقيب والإنتاج في الولايات المتحدة إلى أحواض النفط الصخري المكلفة بعد ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية خلال الأسبوع الماضي عند 93 دولارًا للبرميل، لتعزيز الإنتاج وتحقيق أقصى استفادة من الأسعار.

وبدأ منتجو النفط استئناف العمل في بعض أحواض النفط الصخري، بعد انقطاع الإنتاج وقت انتشار الوباء، بإضافة الحفارات وأطقم التكسير الهيدروليكي.

ويعمل المنتجون على زيادة الإنفاق بمعدلات تتجاوز الـ10% أو أكثر، مع ارتفاع الطلب على الوقود وتلاشي المخاوف من أن أوبك ستُغرق الأسواق بخام أرخص في الإنتاج.

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة ارتفاع إنتاج الخام الأميركية بمقدار 770 ألف برميل يوميًا إلى 11.97 مليون برميل يوميًا في عام 2022، إذ إن أسعار النفط بالقرب من 100 دولار للبرميل يمكن أن تجذب المزيد من الإنتاج من الولايات المتحدة.

انخفاض تكاليف الخدمات

يرى بعض المديرين التنفيذيين أن ارتفاع الأسعار الحالي وانخفاض تكاليف الخدمات نسبيًا يجعلان اقتصاديات الإنتاج الأفضل منذ سنوات، حسب وكالة رويترز.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ليبرتي أويلفيلد سيرفسيس"، كريس رايت، إن اقتصاديات الحفر اليوم أفضل مما كانت عليه منذ بدء ثورة النفط الصخري، مشيرًا إلى أن الشركات المحدودة بالتحديد تعمل على تسريع الإنتاج.

وشهدت حقول النفط الثانوية نشاطًا ملحوظًا، مثل حوض دي جي في كولورادو، وباودر ريفر في وايومنع، وهاينزفيل في لويزيانا، وحقل باكن الصخري في نورث داكوتا، بعدما خسر مكانته بوصفه ثاني أكبر منطقة منتجة للنفط في الولايات المتحدة العام الماضي.

ميزانيات الإنفاق

النفط الصخري
منصات النفط في حقل للنفط بولاية تكساس الأميركية، الصورة من موقع رويترز

وفقًا للمحليين في شركة كوين للخدمات المالية، ارتفعت ميزانيات الإنفاق بين المنتجين المستقلين في الولايات المتحدة بنسبة 13% عن العام الماضي.

ومن بين الحقول الثانوية، يعدّ حقل هاينزفيل الغني بالغاز الطبيعي الوحيد الذي استعاد الإنتاج بالكامل بعد انهيار أسعار النفط في عام 2020.

وتعمل حقول النفط الصخري الأخرى، من بينها ثاني أكبر حقل منتج للنفط، على زيادة الحصص والحفارات.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة كرستوود إكويتي، بوب فيليبس، أنه عند النظر إلى أسعار النفط في باكن، "نجد اقتراب الأسعار الفورية من 90 دولارًا للبرميل، وهذا لا يحدث كثيرًا".

وفي الأسبوع الماضي، أكملت الشركة صفقة بقيمة 1.8 مليار دولار لشراء أصول "أواسيس ميدستريم بارتنرز" في ولايتي نورث داكوتا وتكساس، وبذلك تدعم خطتها لتصبح من أكبر 3 شركات متخصصة في العمليات الوسيطة (تقوم بجمع ونقل ومعالجة الغاز الطبيعي أو النفط) في حقل باكن وباودر ريفر وبرميان.

ويتوقع المتخصص في عمليات الدمج والاستحواذ بشركة إنفيروس، أندرو ديتمار، تزايد إبرام صفقات النفط الصخري التي ستسهم في زيادة الإنتاج.

ففي حقل باورد ريفر في وايومنغ، قامت شركة كونتيننتال ريسورسز بالعديد من صفقات الاستحواذ منذ العام الماضي، وأحدثها مع شركة تشيسابيك إنرجي، ومن شأن ذلك أن يعزز الإنتاج في المنطقة.

وقال متحدث باسم الشركة، إنه من المقرر أن تصدر نتائج الربع الرابع الأسبوع المقبل، ولم تسلّط الضوء بعد على ميزانيتها أو خطتها لعام 2022.

الاستفادة من أسعار النفط

قال الشريك الإداري في شركة " كيمريدج ماندجمنت"، بن ديل، إن جميع الأحواض تستفيد من ارتفاع أسعار النفط والغاز، موضحًا أن حوض دي جيه تحديدًا حقق أرباحًا.

ويعتقد ديل أن الأسعار قد تعزز زيادة الإنتاج، وسيسهم ذلك في زيادة العرض.

أمّا حقل هاينزفيل الصخري بشرق تكساس ولويزيانا، من المتوقع أن يرتفع إنتاج الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية عند 14.1 مليار قدم مكعبة يوميًا هذا الشهر، وفقًا لبيانات الحكومة الأميركية.

وتشير تقديرات شركة البيانات والتحليلات "إيست دالي كابيتال" إلى ارتفاع إنتاج هاينزفيل بنسبة 12% هذا العام على أساس وجود 37 منصة نشطة.

وصرّح نائب مدير شركة "إيست دالي كابيتال"، روب ويلسون، أن عدد المنصات بلغ 42 في الوقت الحالي، أي أزيَد مما كان متوقعًا لهذا العام بـ5 منصات، وهذا سيعزز توقعاتهم.

النفط الصخري
أحد العمال داخل منصة نفط في حوض برميان- الصورة من موقع رويترز

زيادة الإنتاج

تهدف شركة الطاقة العالمية "هس" إلى زيادة إنتاجها الإجمالي بنسبة تتراوح بين 12-15% هذا العام، مدفوعًا بالإنتاج في حقل باكن للنفط الصخري وغايانا.

كما تخطط شركة شيفرون لزيادة إنتاجها من نفط الصخر الزيتي في حوض برميان بنسبة 10%، أمّا إكسون موبيل فيمكن أن يصل إنتاجها أكثر من 25% من النفط والغاز من حقولها في برميان.

ويبلغ إنتاج النفط في حقل باكن قرابة 1.2 مليون برميل يوميًا، أي أقلّ من القدرة الإنتاجية البالغة 1.52 مليون برميل يوميًا في أواخر عام 2019.

وفي حوض إيغل فورد الصخري بجنوب تكساس، يبلغ متوسط إنتاج النفط 1.7 مليون برميل يوميًا، وهو بذلك بعيد عن ذروة عام 2015 البالغة 1.7 مليون برميل يوميًا.

ووفقًا لمحللي مجموعة ميزوهو المالية، يضيف المنتجون الأميركيون 3 منصات حفر أسبوعيًا، لكن سيحتاجون إلى إضافة 11 منصة أسبوعيًا للحفاظ على الإنتاج عند المستويات الحالية.

وفي هذا الشأن، قال رئيس مجموعة نورث داكوتا بتروليوم، رون نيس، إن تحديات سلاسل التوريد قد تحدّ من مكاسب الإنتاج خلال العام الجاري، وهناك احتمال مطالبة المستثمرين بعائدات أعلى.

وتابع: "إذا لم يغير تخطّي أسعار النفط 100 دولار في مفاهيم الاستثمار لدفع النمو، لا أظن أننا سنرى معدل إنتاج 1.5 مليون برميل يوميًا مرة أخرى في حقل باكن".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق