التغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةعاجل

خبراء: برامج الطاقة المتجددة غير الواقعية تهدد حياة البشر

زعزعة أمن الطاقة القائم على الوقود الأحفوري تهدد سكان البلدان النامية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • تؤدي دبلوماسية المناخ والسياسات الخضراء إلى حدوث فوضى تعرقل النمو الاقتصادي
  • في الهند عانى 300 مليون شخص فقير أشكال الحرمان من الكهرباء
  • بعض سكان المدن في الهند لا يستطيعون الحصول على وقود الطهو النظيف
  • تعاني منطقة البلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى أحد أسوأ معدلات التغذية الكهربائية
  • نحو 850 مليون مواطن أفريقي عاجزون عن توفير وقود نظيف للطهو

تبدو دعوات المدافعين عن البيئة لتقديم تضحيات شخصية واتّباع برامج الطاقة المتجددة غير الواقعية لإنقاذ كوكب الأرض غافلة عن الأخطار المباشرة التي تمثّلها حلولهم على الحياة الواقعية لمليارات الأشخاص، خصوصًا في البلدان النامية، إذ يعاني الناس فقرًا مستمرًا.

وأشار الكاتب الصحفي، الباحث الهندي لدى صحيفة "واشنطن تايمز" اليومية الأميركية "فيجاي جاياراج"، إلى أن دبلوماسية المناخ والسياسات الخضراء والطاقة المتجددة ستؤدي إلى حدوث فوضى، إذ يتعرض النمو الاقتصادي والحياة اليومية للتهديد بسبب القيود المفروضة على الوصول إلى الكهرباء والطاقة بأسعار معقولة.

وأضاف فيجاي أن الكثيرين سمعوا عن الدعوة إلى تناول غذاء الحشرات لمكافحة التغير المناخي، والاعتماد على لحوم المختبر النباتية، التي يُرَوّج لها بديلًا صديقًا للبيئة للبروتين الحيواني، وفقًا لما نشره موقع صحيفة "واشنطن تايمز" اليومية الأميركية.

وتساءل عن إمكان مطالبة الناس بالامتناع عن تشغيل وسائل التدفئة في برد الشتاء دون تعريض حياتهم للخطر، مشيرًا إلى أن دعوات كهذه تُعدّ مستوى جديدًا من العبث.

آثار برامج الطاقة المتجددة

قال الكاتب الصحفي "فيجاي جاياراج"، إن اقتراح أحد مرافق الكهرباء في المملكة المتحدة أن يحتضن الناس حيواناتهم الأليفة للشعور بالدفء نتيجة ارتفاع فواتير الطاقة بما يفوق احتمال الفقراء، أثار حالة من الغضب، وصدر اعتذار عنه.

وبيّن أنه نتيجة لسياسات استخدام الفحم التقشفية في الصين، نشأت أزمة طاقة تسبّبت في حرمان السكان من التدفئة جرّاء نقص الفحم.

وأضاف أن أكثر من 12 مقاطعة في الصين شهدت، في العام الماضي، انقطاعًا غير مسبوق في الكهرباء بسبب نقص الفحم، وهو وضع كان من الممكن تجنّبه إذا لم تشغل بكين نفسها بخطّة خضراء، ما أسفر عن توقّف العديد من الصناعات، ودفع الناس إلى البطالة.

وأوضح أن 300 مليون فقير في الهند عانوا أشكال الحرمان من الكهرباء، وأصبحوا يفتقرون إلى الكهرباء دون انقطاع ويستخدمون وقود الطهي غير النظيف الذي يعرّض الملايين لخطر الموت المبكر.

وكشفت دراسات حديثة عن أن بعض سكان المدن في الهند لا يستطيعون الحصول على وقود الطهي النظيف، وخصوصًا في جنوب الهند، إذ لا يزال الاستخدام غير الآمن للوقود أكبر مصدر لتلوث الهواء داخل المساكن.

علاوة على ذلك، تعاني منطقة البلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى أحد أسوأ معدلات التغذية الكهربائية، إذ كان 597 مليون شخص دون كهرباء في عام 2021، ولا يزال نحو 850 مليون مواطن أفريقي عاجزين عن توفير وقود نظيف للطهي.

قطاع النفط والغاز والطاقة المتجددة - وكالة الطاقة الدولية - الكهرباء النظيفةتبعات معاداة الوقود الأحفوري

يشير محرر شؤون الطاقة لدى موقع "أبستريم"، إيان إيسو، إلى أن عدد ضحايا جائحة كوفيد-19 في أفريقيا يُقدَّر بـ 60 ألفًا وأن 12% فقط من الوفيات ناجمة عن تلوث الهواء داخل المساكن، مؤكدًا أن تجاهل مشكلة أكبر من كوفيد-19 يُعدّ ضَربًا من الجنون.

وسواء شاءت نُخَب المدافعين عن البيئة والمناخ أم لا، فإن الوقود الأحفوري سوف يجلب الإغاثة الفورية من هذه الجائحة الفتاكة لأشد الناس فقرًا في العالم.

جدير بالذكر أن المتضررين من أزمة الطاقة ليسوا الفقراء فقط، إذ تعاني الأسر ذات الدخل المتوسط ​​والصناعات الصغيرة غير القادرة على تحمّل تكاليف المولدات الاحتياطية من عواقب عدم استقرار الكهرباء.

من جهة ثانية، يؤدي انقطاع الكهرباء إلى توقّف مصاعد المباني عن العمل، ويتعذر على كبار السنّ صعود الأدراج، ويسود الظلام في ساعات المساء المتأخرة، تليه صعوبة النوم ليلًا دون تكييف أو مروحة كهربائية وسط حرارة 40 درجة مئوية.

ويرى محللون أن الوضع لن يزداد سوءًا إلّا إذا قامت البلدان النامية بضرب أمن الطاقة الحالي القائم على الوقود الأحفوري، والبدء في تبنّي سياسات خضراء غير عقلانية؛ كما أن الاقتصادات الغربية المتقدمة ليست بمنأى عن تأثيرات برامج الطاقة الخضراء غير الواقعية.

وقد شهدت عشرات البلدان، من بينها المملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة، ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الكهرباء ونقصًا في الوقود خلال السنوات القليلة الماضية؛ نتيجة معاداة المسؤولين للوقود الأحفوري.

عواقب سياسات الطاقة الرديئة

قال الكاتب الصحفي لدى صحيفة "واشنطن تايمز" اليومية الأميركية "فيجاي جاياراج"، إن العوامل الجغرافية والسياسية فاقمت العواقب السلبية لسياسات الطاقة السيئة في الأسابيع الأخيرة، وتوقّع بعض الخبراء زيادة بنسبة 30% في أسعار الكهرباء المنزلية في أجزاء من أوروبا.

بدورها، ذكرت صحيفة "إيفنينغ ستاندرد"، في المملكة المتحدة، أنه من المحتمل أن تقلل أكثر من ثلث العائلات التي لديها أطفال في المنزل من الإنفاق على الطعام والكماليات إذا ارتفعت فواتير الكهرباء بشكل كبير.

وفي ألمانيا، أُبْلِغَت الأُسَر أن فواتير الغاز سترتفع بشكل حادّ في عام 2022.

ويعتقد فيجاي جاياراج أنه لو لم تتخذ أوروبا المسار الأخضر، لكانت أقلّ اعتمادًا على الطاقة المستوردة، وفي وضع أفضل لمعالجة نقص الطاقة بسبب عدم الاستقرار السياسي.

وسيؤدي ارتفاع الأسعار بهذا الحجم في العالم الثالث إلى إفقار المليارات، وإصدار أحكام بالإعدام للملايين، حسبما أورده موقع صحيفة "واشنطن تايمز" اليومية الأميركية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق