طاقة متجددة تقارير الطاقة المتجددة تقارير الكهرباء رئيسية كهرباء

الطاقة الشمسية في مصر.. تشغيل مزرعة ألبان بالكهرباء النظيفة في الفيوم (صور)

داليا الهمشري

2022-02-08

0 1٬382

الطاقة المتجددة في مصر — مصنع ألبان يعمل بالطاقة الشمسية في قرية العزيزية بالفيوم

تفوّقت الطاقة الشمسية على مصادر الطاقة المتجددة الأخرى في مصر، من حيث قدرتها على الانتشار بسهولة على مستويات الاستخدام المنزلي وتغذية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وشهدت قرية العزيزية -واحدة من أكبر قرى مركز طامية في محافظة الفيوم، وتضم نحو 70 ألف نسمة موزعين على 27 عزبة- أول مصنع ألبان يعتمد على الطاقة الشمسية.

وتتواكب مثل هذه الاتجاهات الفردية مع خطة مصر لإنتاج 42% من الكهرباء النظيفة بحلول عام 2035.

ضعف الكهرباء

تملك مصر مجمع بنبان للطاقة الشمسية على بُعد نحو 35 كيلو شمال غرب أسوان في قرية بنبان التابعة لمركز (دراو)، الذي صُمم لإنتاج 2000 ميغاواط إضافية من الكهرباء إلى الشبكة القومية للدولة.

وتخطّط الدولة لتركيب مشروعات شمسية أرضية وعلى الأسطح للتطبيقات التجارية والصناعية في 65 مبنى حكوميًا، بجانب استخدام الطاقة الشمسية في الصناعات الزراعية.

وقال مدير الإدارة الهندسية لشركة "إم باور" للطاقة، أحمد حندوسة، إن مصنع الألبان يستمد طاقته الكهربائية من شبكة الكهرباء عن طريق محول توزيع قدرته 200 كيلو فولت أمبير، إلا أنه كان يعاني عدة مشكلات تمثلت في ضعف الكهرباء وانقطاعها المتكرر وارتفاع تكلفتها، وكان دائم الاستعانة بمولدات الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي للتغلّب على مشكلة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.

وأوضح أنه كان يعتمد أساسًا على كهرباء الشبكة والمولدات التي تتطلب صيانة دورية، مشيرًا إلى أن تكلفة المولدات تتمثل في الغاز والصيانة، إلا أن المصنع -الآن- أصبح يعتمد على الطاقة الشمسية بنسبة كبيرة التي أسهمت في تقوية الشبكة وتوفير تكلفة الحصول على الكهرباء من الشبكة.

وأكد أنه نتيجة لاستخدام التيار الكهربائي الناتج من الطاقة الشمسية بدأ الاعتماد على التيار الكهربائي المسحوب من الشبكة يتقلص، وبالتالي بدأ جهد الشبكة الضعيف في الارتفاع تدريجيًا.

الجدوى الاقتصادية

أوضح حندوسة -في تصريحات خاصة إلى "الطاقة"- أن الفكرة تُعد مجدية اقتصاديًا لمصنع الألبان الذي كان يدفع فواتير الكهرباء التي يحصل عليها من الشبكة بنظام الشريحة الخاصة بقطاع الضغط المنخفض الصناعي، التي تُقدر بـ1.25 جنيهًا مصريًا (079. دولارًا أميركيًا) لكل كيلوواط/ساعة.

وأشار إلى أن صاحب المصنع لجأ إلى بناء محطة شمسية صغيرة بقدرة 100 كيلوواط، لتوفير نصف احتياجاته من الكهرباء لتشغيل مصنع إنتاج الألبان، التي تُقدّر بـ200 كيلوواط.

ومن المخطط استكمال المرحلة الثانية من المشروع بمحطة بقدرة 100 كيلوواط إضافية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء دون اللجوء إلى الشبكة.

وأشار المدير الهندسي للشركة المنفذة للمشروع أن المحطة الشمسية قلصت نفقات المصنع إلى النصف، لافتًا إلى أن صاحب المصنع سيسترد نفقات البناء خلال 4 سنوات ونصف السنة فقط من التشغيل من خلال توفير فواتير الكهرباء التي كان يحصل عليها من شبكة الكهرباء الحكومية، بجانب توفير غير مباشر يتمثّل في عدم تشغيل المولدات.

أرقام عن الطاقة المتجددة في مصر

الربط بالشبكة

أفاد حندوسة بأن تركيب المحطة استغرق ما يقرب من شهر ونصف الشهر، إذ غُيّرت خطوط الكهرباء الهوائية القديمة لرفع كفاءة المنشأة قبل البدء بإنشاء المحطة الشمسية.

وذكر أن فكرة استخدام بطاريات تخزين الكهرباء اُستبعدت منذ بداية دراسة المشروع، لأنها غير مجدية اقتصاديًا، بالإضافة إلى كثرة مشكلاتها من الناحية التقنية.

وتابع أن فكرة العمل تقوم على أن الموجات الكهرومغناطيسية الضوئية عندما تتفاعل مع ذرات الخلايا الشمسية في عملية تُعرف باسم "فوتو إلكتريك أفكت" تنتج عنها شحنات الكترونية تسير داخل الكابلات الكهربائية، ثم تدخل إلى جهاز الإنفرتر، وهو الذي ينظّم عملية ضخ الكهرباء المتولدة من الطاقة الشمسية إلى الشبكة.

ولفت حندوسة إلى أن أول وظيفة لجهاز الإنفرتر تتمثّل في تحويل الكهرباء إلى الشكل المناسب لها، أي تحويل التيار المستمر الصادر عن الخلايا الشمسية إلى تيار متغير متزامن ومتلائم مع الشبكة، بجانب أنه يقوم بوظيفة إضافية، وهي ضبط التزامن مع الشبكة، أي التحكم في الفولت والذبذبة للكهرباء، للتناسب مع الشبكة ولا تخرج عن حيز معين.

وأوضح أن الجهاز يبدأ ضخ الكهرباء على مدار اليوم على قدر كمية الأشعة الضوئية المتوفرة، وبالتالي إذا شغّل صاحب المصنع الأحمال، تُوجه هذه الكهرباء إليها، وإذا لم يحتجها تعود إلى الشبكة.

ولفت إلى أن صاحب المصنع يوفر في الحالتين، في الحالة الأولى لم يسحب المصنع كهرباء من الشبكة، وبالتالي سيوفر صاحب المصنع في فواتير الكهرباء، أما في الحالة الثانية فستعود الكهرباء إلى الشبكة، ويوفر أيضًا.