تطورات أزمة الغاز في باكستان.. مسؤول: قطر تدرس الاستثمار في محطة جديدة
والحكومة تدرس زيادة الأسعار في ظل انخفاض الإنتاج المحلي والواردات
هبة مصطفى
تواصل باكستان اتخاذ تدابير لمواجهة أزمة الغاز الحالية في البلاد، ونقص الإمدادات الخارجية والإنتاج المحلي.
وكشف وزير الطاقة، حماد أظهر، عدة إجراءات تخطط الحكومة لاتخاذها لتلبية الطلب في ظل ذروة فصل الشتاء.
وأكد أظهر أن إسلام أباد تعتزم إدخال محطة ثالثة لاستقبال واردات الغاز الطبيعي المسال حيز التشغيل العام المقبل، لتنضم للمحطتين الحاليتين؛ بهدف تلبية الطلب المتنامي للمستهلكين.
وأوضح أن قطر تدرس الاستثمار في بلاده بإنشاء محطة لواردات الغاز الطبيعي المسال؛ كونها أكبر المورّدين في الأسواق العالمية.
الطلب المحلي
قال وزير الطاقة الباكستاني حماد أظهر، إن الحكومة تسعى لإنشاء محطتها الخاصة عبر تحويل عمل جزء من محطة غاز النفط المسال التابعة للدولة، إلى محطة استقبال واردات الغاز المسال.
وأكد أنه ضمن الخطوات الحكومية لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة في البلاد، تتجه الحكومة للتوسع وفتح قطاع النفط والغاز لتعزيز مشاركة أصحاب المشروعات الخاصة بصورة فاعلة.
وإضافة إلى التوسع في مشاركة القطاع الخاص والمشروعات الخاصة، تعكف الحكومة الباكستانية على تيسير وصول الإمدادات الأجنبية -التي تغطي الطلب خلال فصل الشتاء في البلاد بنسبة 70%- عبر صياغة تشريعات وقوانين تدعم ذلك.
وأشار أظهر إلى أن إمدادات الغاز في البلاد تتجه للنفاد، وتحاول الحكومة توفيرها، مضيفًا أن الإمدادات الخارجية من الغاز الطبيعي المسال بالإضافة إلى المخزون المحلي يمكنها تلبية الطلب الحالي.
- باكستان تبدأ باستيراد الغاز الطبيعي لإنقاذ إقليم السند
- أزمة الغاز المسال تهدد بتفاقم الأوضاع في باكستان
زيادة الأسعار وانخفاض الإنتاج
تطرّق أظهر إلى خطوة قد تكون مفاجئة للشعب الباكستاني -حاليًا- في ظل مكافحته للحصول على الإمدادات، إذ ألمح إلى احتمال إقرار زيادات ومناقشات حول الأسعار؛ لأن تكلفة الغاز الطبيعي المسال تزيد عن الغاز المحلي.
وجاءت دراسة زيادات أسعار الخدمات المقدمة في هذا الشأن بعدما سجل إنتاج الغاز المحلي خلال العامين الماضيين انخفاضًا إلى ما مقداره الخُمس، وتعتزم الحكومة التقدم بتشريع إلى مجلس الشيوخ الباكستاني للحصول على موافقات تمكّنها من إمداد العملاء المحليين بالغاز الطبيعي المسال.
وضمن إجراءات الحكومة الباكستانية للتغلب على أزمة الغاز وانخفاض إنتاجه المحلي وتلبية الطلب، قال أظهر، إنه جرت الاستعانة بفائض الكهرباء واستخدامه بديلًا عن الغاز في الحصول على التدفئة.
وجاءت تلك الخطوة بالتوازي مع تقديم الحكومة حوافز لذلك، واستكشاف سبل جديدة لتعزيز خفض اعتماد على مولدات الغاز، حسبما نقلت صحيفة ذي إكسبريس تريبون المحلية عن تصريحات لأظهر أوردها خلال مقابلة له مع بلومبرغ.
استيراد الشحنات
كانت الحكومة الباكستانية قد أعلنت، شهر يناير/كانون الثاني الماضي، عزمها استيراد إمدادات الغاز لإنقاذ إقليم السند (وهو أحد الأقاليم الباكستانية الأربعة) بعد تسجيله أكبر وأسرع معدلات نفاد لاحتياطي الإمدادات وانخفاضها.
وتعاني باكستان من اضطراب شحنات الإمدادات الخارجية والأجنبية في ظل أزمة الغاز المحلية، إذ لم تلتزم بعض الشركات بعقود توريدها بالتزامن انخفاض الإنتاج المحلي وزيادة الطلب وبلوغه ذروته خلال فصل الشتاء.
وتراجعت شركة غنفور، ومقرّها سنغافورة، عن تسليم شحناتها من الغاز الطبيعي المسال لإسلام أباد -والتي كان مقررًا لها الشهر الماضي-، في خطوة هي الثانية من نوعها، بعد إلغائها شحنات نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، دون إبداء أسباب سوى إعلانها القوة القاهرة.
عدم وفاء شركة غنفور بتعهداتها جاء بالتزامن مع إلغاء شركة إيني الإيطالية -أيضًا- لشحنات الغاز التي كان مقررًا لها نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
الغاز القطري في باكستان
تصريحات أظهر حول اتجاه قطر للاستثمار في بناء محطة لاستقبال واردات الغاز الطبيعي المسال بباكستان لم تُفصِّل إذا ما كانت تلك الاستثمارات للمشاركة في محطة باكستان الثالثة التي تعتزم الحكومة إدخالها حيز التشغيل العام المقبل، أم محطة منفصلة.
غير أن صفقة أُبرمت بين البلدين، أعلنتها قطر أواخر أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، تدفعها لتصبح أكبر موردي الغاز لباكستان عبر حصولها على "حصة" بثالث محطة لاستيراد الغاز في البلاد، حسبما أعلنت شركة قاسم ترمينال القابضة التابعة لشركة قطر للطاقة.
لكن أزمة الغاز الحالية في باكستان تُشير إلى أن الصفقة طويلة الأمد بين الدوحة وإسلام أباد -والتي وُقِّعت في فبراير/شباط العام الماضي، وتبلغ مدتها 10 أعوام- لم يبدأ سريانها بعد.
وتتيح الصفقة للدوحة إمداد باكستان بما يقارب 3 ملايين طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال، ويُتوقع بدء تفعيلها واستقبال إسلام أباد لشحنات التسليم العام الجاري.
اقرأ أيضًا..
- الغاز المسال.. مكاسب ضخمة للتجار مع هبوط المخزون الأوروبي
- منطقة الدقم الصناعية.. 13 معلومة عن بوابة سلطنة عمان لسوق الطاقة (إنفوغرافيك)
- التغير المناخي.. خرائط الفيضانات تتوقع ارتفاع خسائر الولايات المتحدة