التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسيةعاجل

تغير المناخ في الصحراء الكبرى يصل إلى تساقط غير معتاد للثلوج

وتوقعات بمزيد من الجفاف والتصحر في المدن الأفريقية

حياة حسين

ما زالت آثار تغير المناخ تلقي بظلالها على العالم كله، وطالت هذه المرة الصحراء الكبرى في أفريقيا، إذ شهدت بعض مناطقها تساقطًا للثلوج عدّة مرات خلال العقد الأخير، كان آخرها شهر يناير/كانون الثاني الماضي.

وتساقط الثلوج على الصحراء الكبرى ظاهرة غير معتادة، وغير مسبوقة.

وتُعدّ الصحراء الكبرى أكبر الصحارى الحارة في العالم، إذ تزيد مساحتها عن 9 ملايين كيلومترمربع.

50 درجة مئوية

تزيد درجة حرارة الصحراء الكبرى -عادة- عن 50 درجة مئوية، لكنها سجلت مستويات منخفضة جدًا من الحرارة، خاصة في الليل.

مجموعة الـ20 - تغير المناخ - التغير المناخي
صورة تعبيرية لتغير المناخ

وسجلت الصحراء الكبرى في الجزائر درجة حرارة أقلّ من 14 في يناير/كانون الثاني من عام 2005، حسبما ذكر تقرير أكاديمي تحليلي نشره موقع "ذا كونفيرساشن".

وتمتد الصحراء الكبرى في عدة دول بشمال القارّة الأفريقية، وتضم: الجزائر، مصر، تشاد، ليبيا، مالي، موريتانيا، النيجر، الجمهورية الصحراوية الغربية، السودان، إضافة إلى تونس.

وتعاني كل هذه الدول مع باقي أنحاء القارّة من أوضاع اقتصادية صعبة، تزيدها آثار تغير المناخ سوءًا.

وتسبّبت حركة الهواء الدائرية في جرّ الهواء البارد والرطب إلى شمال الصحراء الكبرى من المحيط الأطلنطي والبحر الأبيض المتوسط، ما أسفر عنه تساقط الثلوج هذا الشتاء.

تساقط الأمطار

يعدُّ نصيب الصحراء الكبرى من تساقط الأمطار ضعيفًا، إذ تقلّ عن 100 مليمتر سنويًا، ومع ذلك تحدّها على الأطراف عدّة مسطحات مائية، هي المحيط الأطلنطي، والبحر الأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، ما يمدّ الهواء بالرطوبة اللازمة.

ويصعب التوقع بمستوى تساقط الثلوج على الصحراء الكبرى، أو إذا كانت ستواصل السقوط من عدمه، بسبب نقص البيانات بشأن الأحداث السابقة، وفق التقرير.

كما لا تركز دراسات تغير المناخ بصفة عامة على مدن الصحراء الكبرى، بسبب قلة تعداد السكان فيها.

وعلى المستوى العالمي، يقود تغير المناخ إلى نماذج من الطقس غير متوقعة، ما يعني أن هذا قد يحدث في الصحراء الكبرى، لتشهد مزيدًا من تساقط الأمطار على الأطراف.

كما إن تساقط الثلوج يبدو وكأنه أمر قد يستمر، لكن بشكل متغير في الوقت والكمية.

تحديات عديدة

تساقط الثلوج في الصحراء الكبرى
سقوط غير معتاد للثلوج في الصحراء الكبرى الأفريقية

لا يعدّ تساقط الثلوج التحدي الوحيد الذي تواجهه الصحراء الكبرى، إذ تشير التوقعات لتعرّضها لمزيد من الجفاف وارتفاع درجة الحرارة، ما يؤثّر سلبًا في كميات المياه اللازمة للزراعة، ودفع معدلات نمو المدن.

قبل أيام، أطلقت مجموعة البنك الدولي إستراتيجية تغير المناخ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تتضمن ضخّ استثمارات قيمتها 10 مليارات دولار، خلال 5 سنوات.

وتعاني دول المنطقة آثار تغير المناخ، خاصة من ظاهرة الجفاف، التي أدت إلى انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية.

وكان المدير العامّ المساعد لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، عبد الحكيم الواعر، قد أشار في تصريحات صحفية نهاية العام الماضي، إلى أن تغير المناخ، وما أسفر عنه من كوارث طبيعية مثل الجفاف والتصحر ونقص الموارد المائية والأراضي الزراعية، يضيف أعباء جديدة على أسعار الغذاء.

وقال الواعر: "إن توسّع ظاهرة التصحر في المنطقة العربية دفع إليها بكميات من الجراد الصحراوى العام الماضي، لم نشهد مثلها منذ 30 عامًا".

الإجهاد المائي

رصد المدير العامّ المساعد لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" عدّة بيانات تكشف سوء الوضع المتعلق بتغير المناخ، في المنطقة العربية بصورة خاصة، منها أن 14 دولة عربية تقع -حاليًا- ضمن المناطق الأعلى في معدلات الإجهاد المائي عالميًا.

كما إن 60% إلى 70% من سكان المنطقة العربية يتمركزون فى المناطق الأكثر عرضة وتأثرًا بندرة المياه.

وزادت مساحة الصحراء الكبرى خلال العقود الأخيرة، بعدما ارتفعت معدلات جفاف الساحل الجنوبي، وتحوّله إلى صحراء، انضمت لها.

ويبدو أن زحف الصحراء الكبرى على المناطق المجاورة سيتواصل خلال العقود المقبلة، وفقًا للتقرير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضّا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق