التقاريرتقارير النفطرئيسيةعاجلنفط

بي بي وشل في مرمى النيران.. دعوات لفرض ضرائب على أرباحهما دعمًا لفقراء بريطانيا

بعد تحقيقهما أرباحًا 54 مليار دولار في 2021

نوار صبح

بينما تتجه شركتا بي بي وشل نحو تحقيق أرباح مجمعة، تزيد عن 40 مليار جنيه إسترليني (54.15 مليار دولار) نتيجة ارتفاع أسعار النفط والغاز، دعا نوّاب في البرلمان البريطاني إلى فرض ضرائب على أرباح الشركتين، لتخفيف أزمة تكاليف المعيشة.

(جنيه إسترليني = 1.35 دولارًا أميركيًا)

ووصف نشطاء مناهضون للفقر أرباح شركتي بي بي وشل بأنها "فاحشة"، مطالبين الحكومة باتخاذ إجراءات لفرض ضرائب على الأموال الفائضة لدعم الأسر الفقيرة المتضررة من ارتفاع فواتير الطاقة، وذلك قبل إعلان النتائج السنوية لشركة بريتيش بتروليوم، هذا الأسبوع.

وقال نواب في البرلماني البريطاني وأعضاء في النقابات العمالية، إن نسبة كبيرة من أرباح الصناعة تمثّل مكاسب مفاجئة غير مبررة، ويجب على الحكومة التحرك بسرعة لفرض ضريبة قبل أن توزعها الشركات على المساهمين، وفقًا لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.

وأوضح وزير تغيّر المناخ في حكومة الظل، إد ميليباند، أن الأرباح القوية لصناعة النفط والغاز لشركتي بي بي وشل تعني أنه من المشروع فرض رسوم إضافية من شأنها أن تمنع معاناة ملايين الأسر.

بدوره، دعم النائب عن حزب المحافظين، وزير الطاقة السابق، كريس سكيدمور ضريبة الأرباح المفاجئة، ووصفها بأنها أفضل خطوة يمكن اتخاذها، وأيّد مؤتمر نقابات العمال "تي يو سي" هذه الفكرة، إذ يرى أن هذه الضريبة تمنع نمو بنوك الغذاء، وتحول دون تعرُّض ملايين البشر لفقر الوقود.

أرباح بي بي وشل

من المتوقع أن تعلن شركة النفط البريطانية بي بي، التي تستخرج النفط في بحر الشمال وألاسكا وخليج المكسيك، هذا الأسبوع، أرباحًا سنوية قبل الضرائب في عام 2021 تزيد عن 12 مليار جنيه إسترليني.

يأتي ذلك قبل الإشارة إلى أن شركة بي بي في طريقها لتحقيق ربح قدره 15.5 مليار جنيه إسترليني في عام 2022.

بي بي وشل
شعار شركة بريتش بتروليوم بي بي البريطانية

من جهتها، أعلنت شركة شل -الأسبوع الماضي- أرباحًا سنوية بلغت 14.3 مليار جنيه إسترليني، ويعتقد المحللون أن الأرباح ستنمو إلى 23.6 مليار جنيه إسترليني بنهاية السنة المالية في يونيو/حزيران.

ووجد تقرير صادر عن مركز الأبحاث البريطاني "كومون ويلث" أن شركتي شل وشركة بريتش بتروليوم خصّصتا 147 مليار جنيه إسترليني للمساهمين من خلال توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم على مدار العقد الماضي.

وأسهم منتجو بحر الشمال المتنافسون ومورّدو الطاقة الـ6 الكبار بمبلغ 47 مليار جنيه إسترليني أخرى.

تعويض ارتفاع فواتير الطاقة

أعلنت الحكومة البريطانية، الأسبوع الماضي، مجموعة من الإجراءات لتعويض ارتفاع فواتير الطاقة، قائلة، إنها ستمنح جميع دافعي الضرائب بالمجلس في بريطانيا الذين يتراوح نطاق تصنيف منازلهم بين الفئة A و D خصمًا قدره 150 جنيهًا إسترلينيًا.

وقالت أيضًا، إنها ستقدّم قرضًا بقيمة 200 جنيه إسترليني في أكتوبر/تشرين الأول يُسَدَّد على أقساط خلال العامين المقبلين.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب قرار أصدرته هيئة تنظيم الطاقة "أوفجيم" بزيادة الحدّ الأقصى السنوي لأسعار الطاقة بمقدار 693 جنيهًا إسترلينيًا إلى ما يقرب من 2000 جنيه إسترليني سنويًا، للسماح للمورّدين بتجاوز التكلفة المتزايدة للغاز والكهرباء.

شل
شعار شركة شل - أرشيفية

تجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط والغاز ارتفعت منذ أن بدأ الاقتصاد العالمي في التعافي من الوباء.

وأدى الطلب القوي في آسيا على الغاز والخلاف بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعماء الأوروبيين على خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 إلى زيادة المخاوف من حدوث نقص عالمي في الغاز.

في المقابل، أدى الطقس البارد في شتاء عام 2020 إلى استنفاد الإمدادات، ما تسبّب في انخفاض المخزونات نتيجة انخفاض درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي في عام 2021.

إضافة لذلك، ارتفعت أسعار الغاز 9 أضعاف عن العام السابق في المدة التي تسبق عيد الميلاد، وظلت أعلى بـ5 مرات من المستوى القياسي في يناير/كانون الثاني عام 2020، كما ارتفعت أسعار النفط من أقلّ من 40 دولارًا للبرميل في الإغلاق الأول إلى أكثر من 80 دولارًا للبرميل.

وتوقّع عديد من محللي صناعة النفط أن تستمر أسعار النفط في الارتفاع فوق 100 دولار للبرميل هذا العام، ما يزيد من أرباح شركات النفط.

توزيع الأرباح على المساهمين

من المتوقع أن تستخدم شركة بي بي تدفقاتها النقدية القوية لتسليم أرباح أكبر للمساهمين، وإعادة شراء الأسهم لتحسين قيمتها في سوق الأسهم.

وردًّا على الدعوات لفرض ضريبة غير متوقعة، قال الرئيس التنفيذي لشركة شل، بن فان بيردن، إنه غير مقتنع بأن الضرائب غير المتوقعة، على الرغم من شعبيتها كما تبدو، ستساعد في توازن العرض والطلب، مشيرًا إلى أن شركة شل تتعاون مع الحكومة البريطانية لتخفيف أزمة الطاقة.

ورفض وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك الدعوات لفرض ضريبة غير متوقعة، الأسبوع الماضي، قائلًا، إنها ستحرم قطاع النفط والغاز من الأموال اللازمة للتحول إلى مصادر الطاقة منخفضة الكربون.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق