أخبار الغازرئيسيةسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

نقص إمدادات الغاز المسال يكبد مصانع بنغلاديش خسائر مليارية

بعد فشل إستراتيجية الاستيراد بأسعار باهظة

أمل نبيل

تواجه بنغلاديش أزمة حادة في نقص الغاز المسال؛ الأمر الذي كبّد المصانع خسائر فادحة قُدِّرت بمليارات الدولارات. ورغم أن الحكومة في بنغلاديش لجأت إلى استيراد الغاز المسال بأسعار باهظة، للتخفيف من حدّة الأزمة على القطاع الصناعي، فإن مساعيها باءت بالفشل.

وكانت الحكومة عادت إلى استيراد الغاز المسال منذ سبتمبر/أيلول من العام الماضي؛ نتيجة ارتفاع الطلب عليه وتراجع الإنتاج المحلي، وفق موقع تي بي إس نيوز.

ومؤخرًا، تسبّبت أزمة نقص الغاز الحادة -في الدولة الواقعة في جنوب قارّة أسيا- في إهدار 25% من طاقة مصانع النسيج التي توقفت عن العمل خلال الأشهر الـ3 الأخيرة؛ ما تسبّب في خسائر فادحة قُدِّرت بنحو 1.75 مليار دولار، وفقًا لتصريحات صادرة عن جمعية مصانع المنسوجات البنغلاديشية.

تلف في وحدات تخزين الغاز

لفتت مصادر في شركة الغاز والنفط الحكومية في بنغلاديش "بتروبانغلا"، إلى حدوث تلف في خط أنابيب بالوحدات العائمة لتخزين الغاز المسال وإعادة تحويله إلى الحالة الغازية في مويشغالي، تسبّب بإحداث أزمة نقص الغاز في المصانع، وتوقعت المصادر أن تعود الوحدات للعمل الشهر المقبل بعد إجراء الإصلاحات اللازمة.

أحد حقول الغاز في بنغلاديش
أحد حقول الغاز في بنغلاديش (الصورة من frontera)

وقبل حدوث التلف في خط الأنابيب، تعاني مصانع الملابس والمنسوجات وقطاع الطاقة البنغلاديشية نقص إمدادات الغاز.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، طالبت الحكومة محطات الغاز الطبيعي المضغوط بإغلاق أبوابها 4 ساعات يوميًا لمواجهة الطلب على الغاز في المصانع.

أسعار الغاز

أوقعت أسعار الغاز العالمية بنغلاديش بين مطرقة الاستجابة إلى مطالبة الموزعين بمضاعفة الأسعار، واستمرار تقديم الدعم المحلي حتى لا يتأثر المستهلك، الذي يعاني الزيادات السابقة.

وتحاول الحكومة إحداث توازن عن طريق الواردات الخارجية، سواء عبر العقود الفورية أو الآجلة، لتلبية الطلب المحلي على الغاز، لكن ارتفاع الأسعار العالمية في ظل استمرار الدعم الحكومي زاد من أعباء الفاتورة البنغلاديشية.

وتنتظر أسعار الغاز المسال زيادات جديدة بنسبة مرتفعة في بنغلاديش، تأثرًا بارتفاع سعره عالميًا، وما تبعها من ارتفاع تكلفة استيراده.

مضاعفة الأسعار

طالبت شركة بتروبنغلا لاستكشاف وإنتاج ونقل النفط والغاز الطبيعي التابعة للدولة، والشركات التابعة لها، هيئة تنظيم الطاقة برفع أسعار بيع الغاز المسال بالتجزئة بنسبة 100%.

وكشف مصدر في الشركة أن المطالبة التي توجهت بها شركته وبعض شركات توزيع الغاز إلى هيئة تنظيم الطاقة بشأن رفع الأسعار جاءت بدعم من إدارة الطاقة والثروة المعدنية في وزارة الكهرباء.

ودافعت شركات الغاز عن مطالبتها بمضاعفة أسعاره، مرجعة ذلك إلى التكيف مع أسعار الاستيراد الضخمة، وسد فجوة الإنفاق الحكومي بين تكلفة الاستيراد والدعم المُقدم محليًا.

كما دعت شركة بنغلاديش للتنقيب عن النفط وإنتاجه المملوكة للدولة (بابكس) إلى زيادة تكلفة إنتاجها بما يتجاوز 48%، رغم أنها تُحصّل تكلفة إنتاج تُقدّر بـ3.04 تاكا/قدم مكعبة.

تحرير قطاع الطاقة من البيروقراطية

يرى خبراء الطاقة أن أزمة نقص الغاز في بنغلاديش لا يمكن أن تُحلّ عن طريق استيراد الغاز المسال، وأن حلّ الأزمة بطريقة مستدامة يعتمد على الإنتاج المحلي فقط.

محطة كهرباء في بنغلاديش - أرشيفية
محطة كهرباء في بنغلاديش - أرشيفية

وقال مستشار الطاقة لجمعية المستهلكين في بنغلاديش، الدكتور محمد شمس العلم: "إن حلّ أزمة نقص الطاقة يكمن في تحرير قطاع الطاقة والموارد المعدنية من سيطرة البيروقراطية، ويجب أن تركّز سياسة الطاقة على فاعلية التكلفة والقدرة التنافسية".

ويوجد في بنغلاديش 20 حقلًا للغاز تنتج 2.3 مليون قدم مكعبة من الغاز المسال يوميًا، مقابل طلب وطني يبلغ 3.5 مليون قدم مكعبة يوميًا.

ولتلبية الطلب المتزايد على الغاز في الصناعات المختلفة، أنشأت الحكومة وحدتين عائمتين للتخزين وإعادة تحويل الغاز في ماهيشغالي خلال عامي 2018 و2019، لاستيراد وتوريد الغاز المسال في الشبكة القومية للغاز.

وأسهمت وحدتا التخزين في توفير 650 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا الي جانب الإنتاج المحلي، لكن في 18 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، توقفت إحدى وحدتي التخزين التي تمتلكها وتديرها شركة "سايمت غروب" عن إمداد الغاز المسال، بسبب تلف في خطوط الأنابيب، وهو ما تسبّب بتراجع إمدادات الغاز في خط نقل الغاز الوطني بنحو 250 مليون قدم مكعبة.

ونتيجة لذلك انخفضت إمدادات الغاز الطبيعي للصناعات، لأن شركات التوزيع لم تعد تحصل على الغاز الكافي.

وقال رئيس شركة بتروبانغلا ناظم الأحسن لصحيفة بيزنس ستاندرد: "نأمل في إصلاح العطل في وحدة التخزين العائمة في الأسبوع الأول من شهر فبراير/شباط الجاري، وسنكون قادرين على إعادة إمداد الغاز من هناك هذا الشهر".

أصل الأزمة

انخفض الإنتاج السنوي من الغاز المسال في بنغلاديش، من 973 مليار قدم مكعبة في 2016 إلى 882 مليار قدم مكعبة في 2020، ومن المتوقع أن يستمر في الانخفاض مستقبلًا، وذلك وفقًا لمقال في صحيفة ذا ديلي ستار.

وقال الكاتب بدر الإمام، إنه في أواخر عام 2018، بدأت بنغلاديش استيراد الغاز المسال، ومنذ ذلك الوقت، واجهت صعوبة في شراء الوقود من أسواق متقلّبة وغير مستقرة، وفي الوقت نفسه، لم تشهد البلاد أيّ اكتشافات جديدة على مدى العقدين الماضيين، وأدى انخفاض معدل إنتاج الغاز إلى قرع أجراس الإنذار.

موضوعات متعلقة..

خبراء ينتقدون رفع أسعار الوقود في بنغلاديش: "مفاجئ وغير مدروس"

بنغلاديش تواجه أزمة كبيرة في توفير الغاز الطبيعي بأسعار معقولة

بنغلاديش.. قطاع الكهرباء يحتاج لاستثمارات تصل إلى 65 مليار دولار

اقرأ أيضًا..

الطاقة النووية في الإمارات.. 9 معلومات عن رحلة بدأت عام 2008

أوروبا تبحث عن بدائل إمدادات الغاز الروسي.. وقطر وأميركا في المقدمة

سيناريو يستبعد انقطاع الغاز الروسي عن أوروبا بالكامل (تقرير)

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق