التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةطاقة متجددةعاجلغازنفط

سايبم الإيطالية تخسر ثلث أرباحها في 2021.. والأسهم بأدنى مستوياتها منذ 3 عقود

محاولات للحصول على دعم مالي بعد أداء ضعيف للمشروعات البرية والبحرية

هبة مصطفى

تواجه شركة سايبم الإيطالية، المتخصصة في مجال الطاقة والبنية التحتية وأنشطة الحفر، مخاطر عدّة بعد تعرّضها لأزمة مالية وتراجع كبير في أرباح العام الماضي، نتج عن خفض الاستثمارات خلال مرحلة ما بعد وباء جائحة كورونا.

وتسببت مشكلات التنقيب والإنتاج البرية للشركة، والمعوقات التي واجهت مشروعات طاقة الرياح البحرية، في خفض توقعات أرباحها بما يقارب مليار يورو، وألقى إعلان ذلك رسميًا بظلاله على أداء أسهم سايبم التي انخفضت لأدنى مستوياتها منذ عام 1992.

وكانت الشركة قد توقعت، أمس الاثنين، خسارة ترتفع عن ثلث أسهمها عن العام الماضي؛ ما يعرّضها لتطبيق المادة 2446 من القانون المدني الإيطالي، ويلزمها بطلب موافقة المساهمين على اتخاذ إجراءات لتعويض تلك الخسائر، ما أدى لهبوط أسهمها بنسبة 30%.

لماذا تراجعت الأرباح؟

سايبم
أحد المشروعات البحرية لـ سايبم - الصورة من موقع الشركة

حاولت شركة سايبم الإيطالية على مدار العام الماضي التعافي من معوقات آثار الإغلاق والجائحة، التي أدت إلى تقليص مشروعات الوقود الأحفوري، وخفض الطلب على النفط والغاز والاستثمارات.

وتأثّرت -أيضًا- مشروعات الطاقة المتجددة ومشروعات الرياح البحرية للشركة؛ نتيجة اضطراب سلسلة التوريد وعدم توافر المكونات وارتفاع تكلفة المواد الخام، فضلًا عن تراجع العمليات الهندسية وعمليات البناء البرية، وفق رينيوز بيز.

ودفعت تلك الاضطرابات إلى تراجع هوامش شركة سايبم الإيطالية، إذ انخفضت الأرباح خلال النصف الثاني من العام الماضي بما يقارب مليار يورو عن التقديرات السابقة، طبقًا لمقياس "إيبتدا" المحاسبي (قيمة الأرباح قبيل احتساب الفوائد والضرائب والضرائب والإهلاك واستهلاك الديون).

(1 يورو = 1.13 دولارًا أميركيًا)

وأظهرت تقديرات الشركة أن العوائد الموحدة انخفضت من 4.5 إلى 3.5 مليار يورو، خلال النصف الثاني من العام الماضي.

محاولات إنقاذ

تدرس سايبم الإيطالية إمكان طلب حزم تمويلية من مستثمرين، بما فيها دعم نقدي، لتعويض تلك الخسائر، إذ تحتاج الشركة لبيع حصص واعتمادات جديدة بما يزيد عن مليار يورو (1.2 مليار دولار أميركي)، حتى تتمكن من مدّ أجل مديونيتها.

وفي محاولة للحصول على الدعم المناسب وحزمة التمويل المطلوبة، أوضحت الشركة الإيطالية أنها تسعى لإجراء محادثات مع المساهمَين الرئيسيين؛ عملاق النفط الإيطالي إيني والمصرف الاستثماري الحكومي كاسا ديبوست إي بريسيتي، وفق بيان للشركة أمس الاثنين.

وفي إجراء استباقي لمطالبة البنوك بسرعة سداد القروض حال خسارة الشركات لما يزيد عن ثلث رأس مالها، بدأت سايبم الإيطالية التواصل مع المصارف لدراسة تأثير الخسائر في قروضها، وفق رويترز.

في المقابل، تحفّظت شركة إيني ومصرف كاسا ديبوست (يملكان 43% من شركة سايبم) عن التعليق والخوض في التفاصيل، غير أنهما أكدا إجراء تقييمات للوضع ومراقبته جيدًا.

أداء النصف الثاني

مجموعة من عمال سايبم في أحد المواقع النفطية
مجموعة من عمّال سايبم في أحد المواقع النفطية- الصورة من موقع الشركة

لم تكن أسعار النفط، التي ارتفعت بصورة كبيرة خلال النصف الثاني من العام الماضي أداة دعم لشركة سايبم الإيطالية، رغم أن ارتفاعها يتناسب طرديًا مع التوسع في الأعمال، إذ احتاجت الشركة لبعض الوقت للاستفادة من ارتفاع أسعار النفط والغاز في العقود الخدمية، وفق ما أكد مصدر مصرفي لرويترز.

واعتمدت سايبم -مؤخرًا- على فتح آفاق مشروعات جديدة تدعم التقنيات الخضراء، استنادًا إلى خبرتها في مجال الاستكشاف والإنتاج البحري، لكن تلك المسارات الجديدة لم تدعم الأرباح بصورة كافية مقارنة بالمشروعات التقليدية.

وبلغ صافي الدين للشركة -بنهاية سبتمبر/أيلول الماضي- ما يقارب 1.4 مليار يورو، وحجم سيولة سجّل ملياري يورو، بالإضافة إلى تسهيلات ائتمانية غير مُفعلة بقيمة مليار يورو.

جاء ذلك رغم تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة، فرانسيسكو كايو، في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، بأن سايبم الإيطالية تُخطط لإيرادات تصل إلى 4.5 مليار يورو (5 مليار دولار).

تأثّر أسهم سايبم

تأثّر أداء أسهم شركة سايبم الإيطالية بإعلانها أمس الإثنين تراجع أرباح العام الماضي بصورة كبيرة، وتراجعت أسهم الشركة إلى أدنى مستوياتها في 3 عقود.

وتراجعت الأسهم اليوم الثلاثاء خلال جلسات التداول بنسبة 4%، بخلاف انخفاضها أمس بما يزيد عن 30%، وهو أدنى مستويات التراجع منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 1992.

بدأت أزمات سايبم الإيطالية المالية منذ عام 2013، وتطورت إلى الحاجة لزيادة رأس المال بما يعادل 3.5 مليار يورو عام 2016.

وتسعى الشركة -التي تضم ما يزيد عن 32 ألف موظف، وتمتد أنشطتها في 60 دولة- لإنقاذ أسهمها عبر حثّ المساهمين (إيني و كاسا ديبوست إي بريسيتي) لتعزيزها بحزم تمويل ملائمة.

ومن المقرر أن يعقد المساهمان (إيني و كاسا ديبوست إي بريسيتي) اجتماعًا لمجلس الإدارة، غدًا الأربعاء، لمناقشة الوضع، وفق صحيفة ميساغيرو2 الإيطالية.

نشاط الشركة

تكافح سايبم من أجل فتح آفاق جديدة لمشروعاتها رغم الخسائر، وأبرمت -خلال النصف الأول من يناير/كانون الأول للعام الجاري- صفقتين لمدّ خطوط أنابيب الغاز والنفط في أستراليا وغايانا، بقيمة 1.1 مليار دولار.

جانب من توقيع الاتفاقية بين سايبم وأرامكو السعودية
مسؤول من أرامكو السعودية ونظيره من سايبم الإيطالية بعد توقيع الاتفاقية (الصورة من موقع سايبم)

وتدعم الصفقة تطوير سايبم لحقل سكاربورو للغاز الواقع في حوض كارنارفون، قبالة سواحل أستراليا الغربية، بالإضافة إلى تطوير مشروع يلوتيل بمربع ستابروك قبالة سواحل غايانا.

وفي سبتمبر/أيلول العام الماضي، وقّعت الشركة الإيطالية وثيقة تفاهم مع شركة أرامكو تقضي بتأسيس شركة جديدة في السعودية تهتم بنشاط الهندسة والبناء بالقطاع الصناعي.

وسبق اتفاقَ الشراكة بين سايبم الإيطالية وأرامكو السعودية، اتفاقٌ آخر مدّته 12 عاما -وُقِّع في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020- لتعزيز النشاط الهندسي والحفر البري ودعم المرافق، بما يتماشى مع خطط أرامكو التوسعية.

وافتتحت الشركة الإيطالية -في يونيو/حزيران العام الماضي- منشأة بميناء جورج تاون في غايانا، ضمن إطار توسعاتها في أنشطة النفط والغاز البحرية.

كما حصلت سايبم الإيطالية على عقد تدشين محطة طاقة رياح بحرية في فرنسا بقيمة تقارب 556 مليون دولار أميركي، في فبراير/شباط العام الماضي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق