التغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الكهرباءرئيسيةعاجلكهرباء

خفض الانبعاثات أزمة تؤرق أميركا.. وبايدن يتبنى إستراتيجيات جديدة

واشنطن تسعى للحد من انبعاثات محطات الكهرباء وغاز الميثان

مي مجدي

بعد إحباط تمرير مشروع قانون "إعادة البناء بشكل أفضل" العام الماضي، قررت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المضي قدمًا واتخاذ إجراءات جديدة تهدف إلى خفض الانبعاثات.

واقترحت إدارة بايدن إعادة العمل بلوائح بيئية بعدما رفضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، إلى جانب تطبيق قيود جديدة على غاز الميثان في خطوة جادة للحدّ من الانبعاثات.

ومن هذا المنطلق، بدأت إدارة بايدن حملة، أمس الإثنين، للحدّ من التلوث الناجم عن محطات الكهرباء، ودعم تطوير مصادر الطاقة النظيفة في إمدادات الكهرباء.

كما أعلن البيت الأبيض خطوات جديدة لخفض انبعاثات غاز الميثان، وتخصيص 1.15 مليار دولار أميركي للولايات لتنظيف آبار النفط والغاز المهجورة، حسب موقع واشنطن بوست.

خفض الانبعاثات من محطات الكهرباء

تعهّد الرئيس جو بايدن بتحقيق الحياد الكربوني في قطاع الكهرباء بحلول عام 2035، لكن خطّته تواجه مقاومة من الكونغرس والمحكمة العليا.

ولمواجهة ذلك، اقترحت وكالة حماية البيئة (إي بي إيه) إعادة لوائح نفّذتها إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، للحدّ من الزئبق وملوثات الهواء السامة الأخرى داخل محطات توليد الكهرباء.

وقال مدير وكالة حمالية البيئة، مايكل ريغان، في بيان: "أوضحت الأسس العلمية أننا بحاجة للحدّ من الزئبق والمواد السامة في الهواء لحماية الأطفال والمجتمعات من خطر التلوث".

الانبعاثات
النفايات في محطة جون آموس لتوليد الكهرباء من الفحم- الصورة من موقع واشنطن بوست

وترى المستشارة العامة لصندوق حماية البيئة، فيكي باتون، أنه من الضروري تحديث هذه اللوائح، مؤكدة أن العديد من محطات الفحم ما تزال ينتج عنها كميات هائلة من الزئبق.

وفي هذا الشأن، قال رئيس معهد أديسون إلكتريك، توم كون، إنه بموجب هذه اللوائح، استثمرت صناعة الطاقة الكهربائية أكثر من 18 مليار دولار لتثبيت تقنية "أجهزة غسل الغاز"، لكن تحقيق أهداف إزالة الكربون الطموحة من قطاع الكهرباء للرئيس بايدن سيتطلب من فريقه بذل جهد أكبر بكثير.

معايير جديدة

في وقت لاحق من هذا العام، تخطط وكالة حماية البيئة لوضع لوائح جديدة تتعلق بالانبعاثات الناجمة عن محطات الوقود الأحفوري الحالية.

لكن عليها أولاً مواجهة تحدٍّ قانوني كبير خلال هذا الشهر في المحكمة العليا بعدما رفعت ولايات -يقودها الجمهوريون وصناعة الفحم- قضية للتشكيك في سلطة الوكالة لتنظيم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وإلى جانب خفض الانبعاثات، تتخذ إدارة بايدن خطوات أخرى لزيادة تكلفة حرق الفحم، ويمكن أن يعجل ذلك بإغلاق محطات الكهرباء المسببة للتلوث.

ففي الخريف المقبل، تخطط وكالة حماية البيئة لاقتراح قانون يجبر العديد من المحطات التي تعمل بالفحم على تحديث نظم ترشيح لمعالجة مياه الصرف الصحي من الزرنيخ والملوثات الأخرى قبل وصولها إلى مياه الشرب.

كما تعمل الوكالة على تطبيق معايير جديدة تهدف إلى التخلص من رماد الفحم السامّ، وتخطط وقف قرابة 500 من عمليات التجميع السطحي غير المبطن للنفايات الناجمة عن حرق الفحم مثل الزئبق والكادميوم والزرنيخ لمنع وصولها إلى المياه القريبة.

وفي 11 يناير/كانون الثاني، اقترحت الوكالة رفض طلبات مقدمة من 3 محطات للكهرباء في إنديانا وأيوا وأوهايو لتمديد استخدام مواقع رماد الفحم.

وواجهت محطات الفحم صعوبات بالغة على مدى العقد الماضي، في ظل المنافسة الشرسة من مصادر الطاقة الرخيصة مثل الغاز، وكذلك توربينات الرياح والطاقة الشمسية.

لكن وتيرة وقف محطات الفحم تباطأت خلال السنة الأولى للرئيس بايدن؛ بسبب المعارضة الشرسة من المسؤولين المحليين.

عمليات قياس غاز الميثان
قياس معدلات غاز الميثان في بئر نفط مهجورة بولاية مونتانا- الصورة من موقع واشنطن بوست

خفض انبعاثات الميثان

يمثّل غاز الميثان 10% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة، كما إنه أقوى 84 مرة من الكربون، لذا يعدّ هدفًا مهمًا لإدارة بايدن.

وفي هذا الشأن، أعلنت الإدارة، أمس الإثنين، تخصيص 1.15 مليار دولار إلى الولايات لتنظيف عشرات الآلاف من آبار النفط والغاز المهجورة التي ينبعث منها غاز الميثان.

وهذه الأموال جزء من تمويل قدره 4.7 مليار دولار وافق عليه الكونغرس العام الماضي لتنظيف الآبار المهجورة، بوصفه جزءًا من قانون البنية التحتية.

وقال البيت الأبيض، إن 26 ولاية مؤهلة للتقدم بطلب للحصول على التمويل.

وقالت وزارة الداخلية المشرفة على البرنامج، في بيان، إنها ستخصص منحة أولية قدرها 25 مليون دولار لكل ولاية، وتمويلًا إضافيًا بناءً على عدد آبار النفط والغاز الموثقة.

وفي وقت سابق، كشفت الوزارة عن وجود 130 ألف بئر مهجورة موثقة في جميع أنحاء البلاد، وقدّرت وكالة حماية البيئة أن عدد الآبار يمكن أن يصل لمليونين إلى 3 ملايين بئر.

وإلى جانب التمويل الحكومي، أعلن البيت الأبيض إنشاء مجموعة عمل مشتركة بين الوكالات لمراقبة الانبعاثات في البلاد والإبلاغ عنها.

وخلال العام الماضي، تعهدت إدارة بايدن بخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030، كما كشفت عن مجموعة من السياسات المحلية التي تهدف إلى خفض انبعاثات غاز الميثان من قطاع النفط والغاز.

وفي هذا الصدد، رحّب العلماء بالخطوة، وقالوا، إن تقليل الميثان يعدّ أسرع الطرق لخفض ارتفاع درجات الحرارة والحدّ من الآثار المناخية على مدى العقود المقبلة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق