التقاريرأخبار النفطتقارير النفطرئيسيةعاجلنفط

بحيرة ألبرت الأفريقية.. مشروع نفطي ضخم في أوغندا وتنزانيا

يشمل الإنتاج من حقول نفطية أوغندية ونقلها عبر "إيكوب" للتصدير

هبة مصطفى

يبدو أن بحيرة ألبرت الأفريقية على موعد مع خطط تطوير ومشروعات ضخمة لكل من أوغندا وتنزاينا، برعاية شركات عالمية كبرى مثل توتال إنرجي الفرنسية، والشركة الوطنية الصينية للنفط البحري "سينوك".

وتوصلت حكومتا أوغندا وتنزانيا والشركتان، اليوم الثلاثاء، إلى صيغة اتفاق نهائية حول استثمارات نفطية بمشروع تطوير بحيرة ألبرت الأفريقية التي تضم مرحلتين؛ الأولى استخراج النفط من حقول أوغندية، والثانية بنقله عبر تنزانيا تمهيدًا للتصدير، وفق رويترز.

حضر الاتفاق في العاصمة الأوغندية كامبالا كل من الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، ونائب الرئيس التنزاني فيليب مبانغو، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية باتريك بويانيه، وممثلي شركة سينوك، وشركات النفط الوطنية لأوغندا وتنزانيا.

مشروع بحيرة ألبرت

باستثمارات إجمالية تقارب 10 مليارات دولار أميركي، أكدت الشركتان الاتفاق بصورة نهائية، مع كل من شركة النفط الأوغندية "يو إن أو سي" وشركة النفط التنزانية "تي بي دي سي"، على خطط تطوير مشروع بحيرة ألبرت الأفريقية الضخم.

وتشمل خطط تطوير مشروع بحيرة ألبرت الأفريقية، تطوير حقل تيلينغا (الذي تُديره توتال إنرجي) وحقل كينغفيشر (الذي تُديره سينوك) في أوغندا، بالإضافة إلى أعمال بناء خط أنابيب النفط الخام لشرق أفريقيا "إيكوب" الممتد بين أوغندا وتنزانيا.

مشروع توتال إنرجي لخط أنابيب النفط الخام لشرق أفريقيا
جانب من أعمال بناء خط أنابيب النفط الخام لشرق أفريقيا

وتُشير التوقعات إلى بدء الإنتاج من حقلي أوغندا عام 2025، بإنتاج تراكمي متوقع يصل إلى 230 ألف برميل يوميًا، وبحصص مقسمة كالآتي: توتال إنرجي 56.67%، سينوك 28.33%، وشركة النفط الأوغندية 15%.

وتتواصل خطة التطوير بالانتقال إلى المرحلة التالية، بنقل إنتاج حقلي أوغندا -عبر خط أنابيب إيكوب- إلى ميناء تانغا التنزاني، وفق ما ورد على الموقع الإلكتروني لشركة توتال الفرنسية.

وتُقسم حصص المرحلة الثانية المُعلقة بتطوير خط إيكوب كالآتي: توتال إنرجي 62%، وسينوك 8%، وحصة متساوية لشركتي النفط الأوغندية والتنزانية قدرها 15% لكل منهما.

وتعهّد الشركاء الـ4 (الشركتان ومؤسسات النفط التي تمثل أوغندا وتنزانيا) بالالتزام بتنفيذ المشروعات بصورة مثالية تأخذ المحددات البيئية والتنوع البيولوجي بعين الاعتبار، وكذلك الحقوق المجتمعية طبقًا لمعايير مؤسسة التمويل الدولية.

وأكدت توتال إنرجي التزامها بتنفيذ خطط عمل ذات أثر إيجابي في التنوع البيولوجي، بالتنسيق مع الحكومتين والمهتمين بالحفاظ على الطبيعة وبرعاية أحد المعاهد المستقلة.

مشروع "مُتجدد"

كشف الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي، باتريك بويانيه، أن إطار اتفاق تطوير مشروع بحيرة ألبرت الأفريقية بمرحلتيه (الإنتاج من أوغندا والنقل عبر إيكوب إلى ميناء تنزانيا للتصدير) حظي بصبغة تراعي استخدام الطاقة المتجددة، واعتماد إستراتيجية ذات مصادر طاقة متعددة خاصة في أوغندا.

وتتسق خطط تطوير مشروع بحيرة ألبرت الأفريقية مع أهداف توتال إنرجي التي تُلزمها باعتماد المشروعات منخفضة التكلفة والانبعاثات.

واتبعت الشركات الراعية للمشروع إجراءات من شأنها خفض الانبعاثات، مثل مراعاة تصميم منشآت المشروع لكيفية خفض الانبعاثات التي تقل عن 20 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ.

ومن ضمن الإجراءات -أيضًا- التخطيط لاستخراج غاز النفط المسال واعتماده بديلًا لحرق الكتلة الحيوية، بالإضافة إلى تغطية خط أنابيب النفط إيكوب بالطاقة الشمسية "تشميس الخط".

ولتعزيز وصول الكهرباء النظيفة بالاتساق مع الأهداف المناخية عبر مشروعات الحد من الانبعاثات الكربونية، وقعت كل من توتال إنرجي ووزارة الطاقة والمعادن الأوغندية اليوم الثلاثاء -على هامش الاتفاق الرباعي- مذكرة تفاهم.

وتضمنت مذكرة التفاهم بين الشركة الفرنسية والممثل الرسمي للحكومة الأوغندية الاتفاق على تطوير 1 غيغاواط من السعة المُركبة للطاقة المُتجددة.

تحفة فنية

توتال إنرجي
الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك بويانيه - أرشيفية

أكد باتريك بويانيه أن تطوير موارد بحيرة ألبرت الأفريقية يعد مشروعًا رئيسًا لكل من أوغندا وتنزانيا.

وأضاف أن التعاون الرباعي بين أطراف المشروع يهدف إلى جعله مثالًا يُحتذى به في مجال التنمية المستدامة.

وأضاف أن هناك تحديات اجتماعية وبيئية تواجه المشروع، لافتًا إلى أن الشراكة ستعتمد على المهارات المحلية بصورة خاصة وستطرح برامج تدريبية لها.

وقال: "لتعزيز المردود الإيجابي للمشروع يجب دعم القطاع الصناعي على الصعيد المحلي".

ووصف بويانيه مشروع خط أنابيب النفط لشرق أفريقيا الممتد بطول 1400 كيلومتر والمخصص للتصدير -الذي يمثّل المرحلة الثانية من المشروع- أنه "تحفة فنية متكاملة"، مشيرًا إلى بدء الإنتاج عام 2025 أو قبل ذلك، وفق صحيفة إنرجي فويس.

ولفت إلى أن الاحتفال بالتوصل إلى اتفاق نهائي اليوم يُعد بمثابة إعلان لبدء مرحلة بناء المشروع رسميًا، كاشفًا أنه سيجري منح وتوقيع عقود المشروع خلال الأيام المقبلة.

فرص عمل ومعارضة محلية

من جانبها، أوضحت وزيرة الطاقة والتنمية المعدنية الأوغندية، روث نانكابيروا، أن بداية طرح مشروع تطوير بحيرة ألبرت الأفريقية وموافقة توتال عليه بصورة مبدئية كانت في أبريل/نيسان العام الماضي، لافتة إلى أن مشروع تطوير بحيرة ألبرت سيوفر 160 ألف وظيفة.

رفض بيئي لمشروع خط أنابيب شرق أفريقيا إيكوب
رفض بيئي لمشروع خط أنابيب شرق أفريقيا إيكوب

وأضافت أن أوغندا تعاني نقص الوقود، غير أنها عولت على اتفاق اليوم في تخطي أزمات الطاقة في بلادها، بالتوازي مع تطوير مصفاة بقدرة معالجة تصل إلى 60 ألف برميل يوميًا.

وأنفقت الشركات حتى الآن استثمارات وصلت إلى 3.8 مليار دولار، إذ اكتشفت خلال بدء طرح المشروع العام الماضي ما يقرب من 6.5 مليار برميل نفط مكافئ، من بينها 1.4 مليار برميل قابل للاستخراج.

وفي المقابل، حاول نشطاء من منظمات غير حكومية، ضمن حملة تحت اسم "ستوب إيكوب"، وقف المشروع قبل التوقيع النهائي اليوم.

وكانت توتال قد عكفت -قبل أيام- على نقل قبور الموتى لتهيئة مسار خط الأنابيب إيكوب، وطالبت متعهدي نقل الموتى بالتقدم بعطاءات تنفيذ حملة الإزالة بالتنسيق مع السلطات الأوغندية والتنزانية وأسر المتوفين.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق