تقارير السياراترئيسيةسيارات

بطاريات الليثيوم.. صناعة السيارات الكهربائية في أميركا تحت رحمة سلاسل التوريد

واشنطن تضع إستراتيجية متكاملة للتحرر من ضغوط بكين

الطاقة

اقرأ في هذا المقال

  • أميركا تحتاج التحرك سريعًا لضمان إمدادات تحول الطاقة
  • الاستثمار في سلاسل التوريد أحد أكبر محركات النمو الاقتصادي في العقد المقبل

تدرك الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى الأهمية المتزايدة لبطاريات الليثيوم في تحقيق قدرة تنافسية وتأمين موقع قوة في السباق العالمي لتحوّل الطاقة.

تهيمن الصين، حاليًا، على سلسلة توريد بطاريات الليثيوم العالمية، إذ تستحوذ على ما يزيد عن 70% من إجمالي قدرة تصنيع البطاريات في العالم.

وإذا قررت الصين خنق الإمدادات أو رفع الأسعار بشكل كبير، فإن ذلك سيضر بقطاعي النقل واللوجستيات في الولايات المتحدة، اللذين يعتمدان بسرعة على السيارات الكهربائية التي تعمل ببطاريات الليثيوم.

خطة بايدن

في أواخر فبراير/شباط الماضي، أعلن الرئيس جو بايدن مراجعة مدتها 100 يوم لسلاسل التوريد للمواد والمكونات المهمة في 4 قطاعات صناعية مختلفة، مع إبراز البطاريات المتقدمة عالية السعة فيما بينها، واكتمل تقرير البطارية المتقدم من قبل وزارة الطاقة الأميركية وقُدِّم إلى الرئيس، وبناءً عليه، وجَّه بالعمل على مجموعة من الإجراءات التالية:

  • زيادة إدراج متطلبات التصنيع المحلية للمشروعات التي تتلقى منحًا من وزارة الطاقة للابتكار وعقود البحث والتطوير والاتفاقيات التعاونية.
  • يجب أن تدرس منشآت الحكومة الفيدرالية عن كثب المكان الذي يمكنها فيه شراء تخزين الكهرباء الثابت، وهو جهد سيشرف عليه البرنامج الفيدرالي لإدارة الطاقة التابع لوزارة الطاقة، ويقدّم المساعدة الفنية ويدعو مطوّري المشروعات ذات الصلة للمضي قدمًا.
  • إصدار تقرير حول كيفية تطوير قاعدة التصنيع الأميركية وسلسلة التوريد بحلول عام 2030، الذي سيعمل عليه الاتحاد الفيدرالي للبطاريات المتقدمة، والذي شُكِّل من قبل عدد من الوزارات، مثل: الطاقة والتجارة والدفاع ووزارة الخارجية مؤخرًا، تقديرًا لأهمية البطاريات في الطاقة النظيفة والأمن القومي والقدرة التنافسية الصناعية.

تحول الطاقة - بطاريات الليثيوماستثمارات البطاريات

حثّ الكونغرس على فتح الاستثمار في خلايا البطاريات وتصنيع العبوات من خلال برنامج منح من شأنه أن يتقاسم تكاليف إنشاء مرافق التصنيع، بالإضافة إلى التوصية بأن يلتزم المشرّعون بتزويد الحافلات المدرسية الأميركية ومركبات الترانزيت بالكهرباء وتقديم حسومات وحوافز ضريبية لتشجيع المستهلكين على تبنّي السيارات الكهربائية.

كما أوصت وزارة الطاقة الكونغرس بأن تلقّي الإعفاءات الضريبية وتسهيلات الإقراض والمنح لإنتاج المعدّات أو المكونات في الولايات المتحدة يجب أن يكون متوقفًا على تلك الشركات التي تخلق وظائف نقابية ذات رواتب جيدة، كما قالت، إنه يجب إدخال تشريعات لضمان معايير بيئية عالية لاستخراج المعادن المهمة.

الوضع الراهن

توصي وزارة الطاقة الأميركية بمجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز الإمدادات المحلية من المواد الخام وزيادة تكرير الليثيوم في البلاد وقدرات تصنيع البطاريات، لمواجهة التحديات الصينية.

وتعترف الوزارة بأن حجم الإجراءات الحقيقية أقلّ بكثير مما هو مطلوب حتى لبدء اللحاق بالصين، إذ يحتاج قطاع تصنيع السيارات في الولايات المتحدة استثمارات ضخمة في بناء مصانع بطاريات السيارات الكهربائية.

تخلّفت الولايات المتحدة عن الصين بمقدار 511 غيغاواط/ساعة سنويًا في عام 2020، وبالنظر إلى الاتجاه الحالي، ستتخلّف عن الصين بأكثر من 1700 غيغاواط/ساعة سنويًا في عام 2025.

تحتاج الولايات المتحدة إلى استثمارات إضافية تصل إلى 175 مليار دولار في السنوات الـ3 المقبلة، لإنتاج البطاريات الكهربائية واللحاق بالصين.

تنتج الولايات المتحدة جزءًا بسيطًا فقط من ذلك اليوم، وبلغ الإنتاج العالمي الحالي من الليثيوم في عام 2020 نحو 440 ألف طن من معادل كربونات الليثيوم.

جانب من مصنع بطاريات الليثيوم في مدينةهوايبي بمقاطعة آنهوي الصينية
جانب من مصنع بطاريات أيونات الليثيوم في مدينة هوايبي بمقاطعة آنهوي الصينية

أهمية بطاريات الليثيوم

بسبب تغير المناخ والاعتبارات البيئية، يعوّل على بطاريات الليثيوم لتزويد المستقبل بالكهرباء، وهذا يجعل البطاريات عمومًا، وأكثر أنواع البطاريات تقدمًا خصوصًا، بطاريات الليثيوم أيون، ذات أهمية بالغة للازدهار الاقتصادي طويل الأجل لجميع البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وفقًا لـ "خريطة الطريق الوطنية لبطاريات الليثيوم" الذي نشرته وزارة الطاقة في يونيو/حزيران 2021، "يبدو أن صناعة بطاريات الليثيوم أيون في نقطة تحول، إذ انخفضت التكاليف بنسبة 90% تقريبًا منذ عام 2010.

ومن المتوقع أن تسهم هذه التقنية في إحداث ثورة في قطاع النقل، وإعادة تشكيل الصناعات العالمية في العقود القادمة، كما من المتوقع أن تزدهر مبيعات السيارات الكهربائية السنوات القادمة.

قالت شركات صناعة السيارات الأميركية، إنه بحلول عام 2030، ستكون 40-50% من السيارات الجديدة المبيعة في الولايات المتحدة (28 مليون) سيارة كهربائية، وستكون هذه زيادة هائلة عن حصة السوق اليوم البالغة نحو 2-4%.

تشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة وحدها ستحتاج إلى 500 ألف طن سنويًا من الليثيوم غير المكرر بحلول عام 2034، لتشغيل السيارات الكهربائية فقط.

فرص أميركا للمنافسة

تعدّ سلسلة توريد البطاريات معقدة جدًا، إذ يحتاج الليثيوم إلى التعدين أو ضخّه من تحت الأرض أو جمعه بعد تبخر برك المياه المالحة الضخمة، وفي الولايات المتحدة، عندما يتعلق الأمر بإنتاج مخزوناتها من الليثيوم الخام، فإنها لا تستطيع المنافسة، ومع ذلك هناك الكثير الذي يمكن للولايات المتحدة القيام به لتظل قادرة على المنافسة في أسواق البطاريات العالمية.

توجد فرص في تطوير إمداد محلي أكبر من المواد الخام وقدرة التكرير لتحويل تلك المواد الخام إلى بطاريات، إذ يخطط صانعو السيارات الأميركيون حاليًا لإنفاق المليارات لزيادة السعة المحلية للخلايا والبطاريات الجاهزة، مما سيساعد في تعزيز الإنتاج المحلي للبطاريات.

كذلك سيكون لسياسة تنويع المورّدين دور مهم في عدم الاعتماد على الصين وحدها للتوريد، بل يمكن أن يكون لأستراليا وتشيلي وكندا والأرجنتين، بالإضافة إلى الاحتياطيات الموجودة في الولايات المتحدة، دورًا مهم في تزويد مصانع التكرير الأميركية بما يكفي من الليثيوم الخام لتلبية احتياجاتها.

يقدّر الخبراء أن دعم الصين الحكومي لمصنّعي البطاريات بأشكال مختلفة يصل إلى 60 مليار دولار على مدى العقد الماضي، وإذا قررت حكومة الرئيس الأميركي بايدن دعم 50% من إجمالي الاستثمارات المطلوبة، فمن المرجح أن تكون النفقات على النطاق نفسه.

احتياطيات بطاريات الليثيومالهيمنة الصينية

يتعرض الاقتصاد الأميركي لمخاطر الاعتماد على الصين لإنتاج بطاريات الليثيوم، إذ ترى الولايات المتحدة أن تطوير وإنتاج السيارات أمر مهم من الناحية الإستراتيجية بجزء من الانتقال إلى اقتصاد الطاقة النظيفة، وعنصر أساس في القدرة التنافسية لصناعة السيارات.

فمن خلال المبيعات والخدمات، تسهم صناعة السيارات بمبلغ 1.1 تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي، وتوظف ما يقرب من 10 ملايين شخص، أو 5% من جميع الوظائف في الولايات المتحدة.

وبالنظر إلى أن الولايات المتحدة تتوقع زيادة من 5 إلى 10 أضعاف في الطلب على البطاريات في العقد المقبل، فإن أيّ اضطرابات في العرض تؤدي إلى تسريح العمال يمكن أن يكون لها آثار مضاعفة كبيرة في جميع أنحاء الاقتصاد.

ينطبق هذا أيضًا على البائعين والمورّدين، لأن بطاريات الليثيوم مصممة خصوصًا لكل نوع من أنواع المركبات التي تناسبها، فلا يمكن استبدال بطارية من مركبة أخرى مثل السيارة بها، بسهولة.

لذلك، إذا كان هناك نقص في مكونات البطاريات مثل الخلايا، سوف تكون هناك عواقب وخيمة تتعلق بتوفير احتياجات الأسواق، على سبيل المثال، أدى النقص في الرقائق الإلكترونية إلى توقّف إنتاج السيارات والشاحنات في مصانع التجميع بأميركا الشمالية، وإيقاف تشغيلها، خلال العام الماضي.

من زاوية أخرى، تهتم الحكومة الأميركية بتوفير معظم احتياجاتها من البطاريات من جميع دول العالم، فدون الاستثمار الهائل في إنتاج البطاريات المحلية وسلاسل التوريد، قد يجد الجيش نفسه يعاني من نقص في الإمداد إذا قررت الصين كبح الإنتاج أو بيع المزيد لدول أخرى.

هذا هو السبب في أن الولايات المتحدة أضافت الليثيوم والكوبالت والغرافيت (جميع مركبات بطاريات الليثيوم المهمة) إلى قائمة المعادن المهمة ذات الأهمية للأمن القومي والاقتصادي في عام 2018.

أسعار البطاريات

يعدّ التسعير من الأخطار التي تتعرض لها صناعة بطاريات السيارات، مع انخفاض تكلفة كل كيلوواط/ساعة من بطاريات الليثيوم بسرعة، يعدّ هذا مصدر قلق، في حين إن الصين ليس لديها ما يكفي من الإمدادات المحلية لاحتواء السوق العالمية للمواد الخام، فإن معظم سلسلة تكرير الليثيوم وسلسلة التوريد النهائية تقع في الصين.

هذا يعني أنه يمكنهم التأثير على الأسعار بشكل مباشر، إذ إن الاعتماد على مورد أجنبي لمورد بالغ الأهمية وتحدٍّ حقيقي للمستهلكين والمصنّعين، وسيؤدي إلى خنق أسواق البطاريات ولنتائج عكسية من خلال إبعاد العملاء على المدى الطويل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق